-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرضية‭ ‬الإرهاب‭ ‬ونوايا‭ ‬الاحتلال‭ ‬

الشروق أونلاين
  • 7040
  • 2
فرضية‭ ‬الإرهاب‭ ‬ونوايا‭ ‬الاحتلال‭ ‬

مرّ أكثر من شهر على اجتماع ممثلي الدول الإفريقية المتاخمة للساحل الإفريقي بالجزائر من أجل التنسيق لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، وكان من المفروض أن يتبع ذلك مباشرة عقد قمة للدول المعنية بالعاصمة المالية بماكو، لتطويق هذه الظاهرة من ناحية والوقوف في وجه محاولات التدخل الأجنبي من ناحية ثانية،

  •  لكن شيئا من ذلك لم يحدث حتى الآن واقتصرت المبادرات على إجراء الاتصالات على مستويات أقل بين البلدان المعنية كاجتماع الجزائر المذكور سلفا واجتماع 13 أفريل الحالي بالجزائر الذي ضم قادة أركان جيوش هذه البلدان التي تضم الجزائر وليبيا وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينافاسو التي انضمت إلى السلسلة مؤخرا، وأخيرا التنصيب الرسمي أول أمس بمدينة تامنراست للجنة المشتركة للأركان التي تضم كل من الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر بهدف تنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهاب في المنطقة.. ولكن كل ذلك على أهميته النظرية لا يرقى إلى أهمية القمة المرجوة ولا يغني عنها بحكم طابعها السياسي وما يمكن أن تتخذه من مواقف تجاه التدخل الأجنبي السافر والمباشر في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب أو ملاحقة عناصر القاعدة. فهذا الوضع بهذه المنطقة ليس بالشكل الذي تقدمه الدول الغربية للرأي العام، وهو على ما هو عليه اليوم اختلاق محض من أمريكا وأوروبا التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة تتنافس عليها بعد ثبات ما يخفيه باطنها من نفط وغاز وثروات معدنية استراتيجية مثل اليورانيوم والذهب.. والمعالجة الحقيقية لظاهرة الإرهاب.
  • بدأت اليوم دول المنطقة تعي الأهداف الخفية والمعلنة للدول الغربية من إثارة هذه القضية أو الظاهرة التي لا يمكن قبول تفسيراتها السائدة حاليا، كتأكيد أمريكا وحلفائها على كون منطقة الساحل أصبحت معقلا أو قاعدة أساسية للقاعدة، إذ كيف يحول هذا الكيان نشاطاته من غيران‭ ‬وجبال‭ ‬أفغانستان‭ ‬وغابات‭ ‬الباكستان‭ ‬وأدغال‭ ‬الصومال‭ ‬وواحات‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬القاحلة‭ ‬العارية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬أدنى‭ ‬عوامل‭ ‬الحماية‭ ‬والاختباء‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬والأسلحة‭ ‬الحديثة؟
  • حقيقة إن المنطقة تعاني من مشاكل سياسية وأمنية ومنها ما تسببه المعارضة لمالي والنيجر والتشاد.. وما تسببه فلول الإرهاب للجزائر وموريتانيا.. ولكن كل ما هناك من خطر محدق هو الآتي من التدخل الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي الذي أصبح حقيقة لا غبار عليها عبر التواجد‭ ‬المكثف‭ ‬للجواسيس‭ ‬والمراقبة‭ ‬الجوية‭ ‬المحكمة‭ ‬والتواجد‭ ‬العسكري‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخلافات‭ ‬الحادة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬
  • وإذا‭ ‬كان‭ ‬ثمة‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬للحلول‭ ‬والعلاجات‭ ‬الجذرية‭ ‬لمشاكل‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬بالجلوس‭ ‬حول‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬والتشاور‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬وتعبيرها‭ ‬الصريح،‮ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬تعي‭ ‬الرهانات‭ ‬والأهداف‭ ‬الأجنبية‭ ‬المحدقة‭ ‬بها‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدالقادر ولد بيو لمين

    القضية واضحة وضوح الشمس و لا تغطى بالأكاذيب و لا بالتضليل و لا بالتمويه .لقد تم الإستلاء على أبار النفط في العراق و محاصرة أبار النفط الباقية في بحر قزوين بإحتلال أفغنستان و في الخليج بالصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب و محاصرة أبار النفط الإيراني بالتواجد الأمريكي في أفغنستان و في العراق و بالتهديد و الوعيد و التلويح من قبل كيان لقطاء بين صهيون بالحرب ضد إيران بسبب برنامجها النووي او إمتلاكها التكنولوجيا النووية و غيرها من التكنولوجيات الحديثة و خاصة منها الأسلحة و لم يبقى لهم إلا نفط ف نيجريا و شمال إفريقيا في كل من الجزائلر و ليبيا فهاهم يريدون محاصرتهم من جهة دول الساحل تحت تغطية محاربة القاعدة و الإرهاب في المنطقة.القضية أساسها هو محاصرة مصادر الطاقة و محاصرة كذاك و تقزيم كل من لا يقول لا لكيان بني صهيون.

  • عبد القادر بن الدين

    وما يدرينا أن أمريكا وحلفاءها هم من يقومون وراء هذا الإرهاب في الصحراء بطريقة أو بأخرى