فينزويلي يقود كومندوسًا في مهمة خاصة بقسنطينة

يتأهب فنان فينزويلي، مساء الخميس، لقيادة كومندوس في مهمة خاصة بمدينة قسنطينة، حيث يسعى للتعاطي مع صراع ناشب بين ثلاثية جلاد وملك وعجاجبي، وسط عاصمة الجسور.

في عمل يقوم على فكّ ألغام السلطة، الخيانة، والسادية في المجتمع بطرح حداثي يتعاطى مع ما هو كائن من تحولات ومتغيرات، يعمد المخرج المسرحي الجزائري الفينزويلي، محمد إسلام عباس هرميس بالومينو، إلى الزجّ بالثلاثي محمد زياية، حميد عريبي، ومحمد بزاحي في دائرة ضاجه بالمساجلات.

وبرسم مسرحية “لعبة العرش” التي أنتجها مسرح قالمة الجهوي حديثًا، عن نص رابح هوادف، يطرح العمل منظومة علاقات شائكة تربط الشخصية الرئيسية “الملك” بـ”العجاجبي” والجلاّد”.

وتتأزم الأوضاع بسموم الخيانة والمكر ورغبة كل طرف في التموقع، وخلف التوترّ في القصر البارد، تتلوى الملكة مكابدة سكرات الموت، فيما تعجّ الأحداث بالاستكشافات والانقلابات الدرامية والأسرار والمفاجآت أيضًا.

وتحضّ “لعبة العرش” المتلقين على إعمال الفكر واستخدام الروح الناقدة أمام كمّ هائل من مشاهد القهر والعنف والإجرام والضياع والتشظي، علمًا أنّ الكاتب رابح هوادف اشتغل على مسرح القسوة، مستلهمًا عوالم “إسكوريال” للدراماتورج لبلجيكي ميشال دوغلديرود (3 أفريل 1898 – 1 أفريل 1962).

ويحيل عباس صاحب الجذور الفينزويلية، والذي اندمج تماماً في البيئة الجزائرية، إلى أنّه سعى ولا يزال لاستقراء محاذير الجنون والسطوة وحمى الاستنزاف، وأراد استخراج عبوات قوية تجعل الحب انتصاريًا، على درب عالم أكثر توزنًا ومخملية.

ويتميّز العمل بحضور أنيق لفتحي كافي في المعالجة الدرامية، إضافة إلى الممثلتين حنان شرايرية، ومريم فنيدس.

ويشير الأستاذ رشيد جرورو مدير مسرح قالمة الجهوي، إلى أنّ المؤسسة التي تأسست في 16 جانفي 2007، وبدأت فعليًا في 2009، حاملة اسم “محمود تريكي”، تبقى مفتوحة دائمًا للموهوبين والفعّالين، لتعميق مفهوم المسرح في الحياة والمضي في دروب النوعية والفعالية واستقطاب الجماهير.

ويملك مسرح قالمة في رصيده عدة أعمال أبرزها: “الكلمة الأخيرة”، “عالم العبيد” و”شاكازولو”.