-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

في حضرة الرئيس والجيش

في حضرة الرئيس والجيش

ما حدث في ملعب 5 جويلية بمناسبة كأس الجمهورية أثار الكثير من التساؤلات، فالرئيس فضّل أن يكون في استقباله الجيش وليس الحكومة، واختصر “المشهد التلفزيوني” في صورتي بوتفليقة والمؤسسة العسكرية…

وغابت الحكومة باستثناء أحمد أويحي وتباعدت المسافة بين الرئيس ووزيره الأول وكأن هناك رسالة مشفّرة أراد بوتفليقة تمريرها إلى الشعب وخاصة “الشباب الرياضي” الذي أعاد الاعتبار للعلم الجزائري وواجه “ترسانة” الحملة الإعلامية المصرية، في صمت حكومي، وخرجات إعلامية مبهمة.

 

حكومة روراوة؟!

ظهور محمد روراوة إلى جانب الرئيس عوضا عن رئيس الحكومة الذي كان مهمّشا، أو وزير الرياضة الذي كان غائبا في الصورة التلفزيونية، يؤكد حقيقة واحدة وهي أن الرئيس “أقال حكومته” على المباشر، وأنه مقبل على الإعلان عن (حكومة 19 ماي) تشبه إلى حد كبير حكومة 18 جوان 1965 التي ألغى الاحتفال بيوم ميلادها.

القناة الإذاعية الدولية الجزائر تحدثت في خبر لها بعد كأس الجمهورية حول أحمد أويحي كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي دون الإشارة إلى منصبه الحالي، وكأنها بدأت في فكّ شفرة رسالة بوتفليقة، والتسريبات الإعلامية غير المنشورة تفيد أن الكثير من الوزراء تسلّموا إشارات بعدم رغبة الرئيس في الظهور معه. ويقول المقربون من الرئيس، إنه يتجنّب عقد اجتماع مجلس الوزراء حتى لا يتّهم بأنه راضٍ عن حكومته المرتبطة بالحديث عن الفساد، والرسالة الموجهة إلى العمال الجزائريين بمناسبة أول ماي تحمل إشارات واضحة، وتدعو إلى محاربة المفسدين.

ومادام الكثير من الوزراء ارتبطت وزاراتهم بالفساد وارتكبوا أخطاء كبيرة في حق المام العام، من تبذير المال في “بطاطا الخنازير” مرورا بلقاح “أنفلونزا الخنازير” ومشاريع الطرقات ومصانع الإسمنت التي تستورده، وصفقات سوناطراك، وانتهاء بفضيحة “أوراسكوم”، يؤكد حقيقة واحدة أن فضيحة عبد المؤمن خليفة أهون من الفضائح التي شوّهت صورة الجزائر في الخارج، فإذا كان همّ بعض أفراد الحكومة هو الحديث عن مرض الرئيس أو أخيه واجتناب الحديث عن المرض المزمن للحكومة، فإن الشارع لم يعد يعنيه تغيير الحكومة بقدر ما يعنيه تغيير نظام الحكم.

ويخطئ من يعتقد أن تغيير الأشخاص يكفي لتغيير سلوك النظام، فالحكومة التي تُعقّد حياة المواطن، بتحويل المناصب فيها إلى “سجلات تجارية” وموظفيها إلى “مكاسين” في الأسواق العمومية، لا تستطيع أن تتجاوز الفساد إلا بحكومة أكثر منها مهنية في الفساد.

ومادام الرئيس ضد الفساد، فماذا سيفعل سوى أن يغيّر نظام الحكم بثنائية “المرادية وتاقارا”، لمواجهة “مافيا المال” التي تسيّر الحكومة، وتأخذ الصفقات وتترك “الفتات” لمن يوقع على الصفقات، فالحكومة التي حولت المواطن إلى “ضامن ومضمون”، كان الأحرى أن تحوّل الاستثمار الاجنبي إلى “نظام الكفيل”، وتقتدي بدول الخليج لا ببقايا شركات “التّروماي” و”تاتي” وما بقي من “حكومة بلعيد عبد السلام”.

 

نحو “انفصال افتراضي”!

إن مصدر فشل النظام الجزائري هو إخفاء الحقائق والمعلومات عن المواطن، فمشروع “المترو” الذي بدأ في عهد الشادلي بن جديد ومايزال ينهب من المال العام حتى الآن، يكشف عن غياب الحكومة المسؤولة على المشاريع، فهي مع المشاريع التي تتعدد فيها المسؤوليات للجهات المشاركة فيها مثل الطريق السيار حتى يكون النهب مشتركا وليست مع مشاريع تتطلب توفير الأمن للمواطن وتسهيل تنقله اليومي.

ولعل هذا مادفع الحكومة إلى سحب الأمن من “ولاية تيزي وزو” حتى تبقى “ورقة ضغط” على الرئيس ومنفذا لدخول “المبشرين الجدد” بالانفصال الافتراضي، أو الحكم الذاتي للمشاركة في تفكيك الدولة، بعد أن صارت أحزابها الجهوية تتاجر برموز الثورة، وتطعن في الشهداء، وترفض تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وتؤكد تصريحات كوشنير، ومناورات ساركوزي بأن القرارات ماتزال امتدادا لـ”حزب فرنسا” في الجزائر.

ومنذ عامين وجّه مواطن جزائري رسالة إلى وزير العدل وحافظ الأختام (مسجلة في وزارة العدل تحت رقم 2540 بتاريخ 7 / 7 / 2008) يلتمس منه “اتخاذ التدابير والإجراءات بتحريك دعوى ضد المسمى فرحات مهني، باعتبار أن ما يقوم به هو مساس بالوحدة الترابية. لكن خوف السلطات من المنطقة جعلتها تتساهل معه، وهي تدرك أن تمديد عمر الأزمة مع الانغلاق السياسي سيؤدي إلى انفجار الوضع، وتمسك الرئيس بالوزير الأول الحالي لـ”تهدئة الوضع”، وبالتالي فالتغيير المرتقب لا يمس جوهر النظام، وإنما يتجه نحو “تبادل المواقع”، فماذا يعني تغيّيب الحكومة في كأس الجمهورية؟.

 

قطبية جديدة!

هل ثنائية الرئيس والجيش هي “قطبية جديدة” أم أنها طي ملفات وتشجيع للتحقيقات في الفساد؟

المراقبون يتخوّفون من أن تكون الثنائية امتدادا لتعددية الحزب الواحد في الحكومة، وتشكيل تكتل سياسي تدعمه الثنائية الجديدة لـ”محاصصة جديدة في حكومة قديمة”.

يعتقد الكثير بأن الرئيس حين أراد نفي الإشاعات حول مرضه اختار “الشاب مامي”، وحين أراد نفي الإشاعات حول أخيه اختار اللاعب الفرنسي زيدان، فهل اختار المؤسسة العسكرية لتثبيت إشاعة التغيير المرتقب أم اختار محمد روراوة لرسالة أخرى لا يعلمها إلا المقربون منه؟

مشكلة النظام الجزائري أنه لم يفهم ما يريد الشعب الجزائري، وأن الشعب الجزائري لم يفهم ماتريد الحكومة، والحكومة لم تستوعب أنها مجرد ديكور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • kouroga3

    السلام عليكم ربي يدوي الحال مهم كان الجزائري انفو زجاج اذا طح يتكسر ريحا ترجع الجزائر العزة والكرمة مدم عندنا فخامة الرئيس بوتفليقة والشعب هو سباب المشكل في الفساد ولو كان كل وحد يلجاء لتبليغ كان رح الفساد

  • aissani

    tu es juste a 100p 100

  • انا

    لا ادري لماذا يلعبها الاستاذ انه فاهم في كل حاجة في حين انه يعطينا كلااما لا نفهم له الراس من الكرعين مثل حكومة روراوة و حكومة الديكور في حين ان الواقع كما يراه الجميع و ينكره الجميع بما فيهم الاستاذ هو ان الدولة مقسمة الى شراذم متفرقة اكبرها و اقواها الجيش و واصغرها فرد واحد وكذلك كل قسم يتراوح فيه التشرذم بين القبلية و المصلحة و الايديولوجيا

  • HAKIM

    سيدي الفاضل أشرت الى الإنفصال الإفتراضي تقصد الحكومة أو إنفصال منطقة القبائل وماذا تقصد بالحقائق والمعلومات المخفية عن الشعب غير المتعلقة بالنهب والسلب والعشرية السوداء والعملية الديمقراطية هل تشير إلى وجود من يحرك فكرة الإنفصال ويملك الوسائل لذلك وتتحدث عن سحب الأمن كمؤسسات أو تواطؤ هذه المؤسسات في ترك اللا أمن يسود المنطقة قلت سحب الحكومة للأمن ولم تقل الدولة هل هناك انقسام داخل الدولة في معالجة الأمر وأقصدهنا بين الرئيس ووزيره الأول. وتحدثت عن عدم اتخاذ وزير العدل للتدابير اللزمة لرفع دعوى قضائية على المسمى فرحات مهني وأوعزت ذلك الى خوف السلطات من المنطقة ماذا تقصد بخوف السلطات من المنطقة هل امنطقة ككل أو كأشخاص داخل المنطقة في داخل الاحزاب وداخل مؤسسات الدولة والمنضمات الحقوقية يحركون المشروع من الداخل كما يقوم غيرهم بذلك من الخارج أي عملية منسقة . في الأخير أقول لهؤلاء أن الجزائر ليست كا السودان أو مثل العراق وإذا لم تتحرك الدولة لمنع هذا المشروع سيتحرك الشعب لوقفه وأرجو منكم سيدي التوضيح عل النقاط محل الإلتباس عندي أوكما تقول الرسائل المشفرة وشكرا جزيلا لكم

  • karim

    baraka allah fik mais : ce que le peuple demande est une simple chose , on demande de lesser les vrais hommes les fils de l'algerie reprendre le pouvoir et on les soutiens de toute force , on veut notre civilisation pas celle de sarkozi et les harka qui auccupe le deusieme gouvernement francais , et pour terminer on ne va pas baisser les bras devant tous ce qui ce passe en algerie et on va reprendre les commandes inchalla

  • karim

    السلام عليكم يا أستاذ كنت باالامس القريب تناقش و تحلل في قضية عبد المومن خليفة و كما اتذكر انه كان رأيك مخالف لما تسعى وراأه الحكومة في قضية ع المومن خ ، رأيتك واسعة في الأفق ورأيك صواب في معظم الأحيان بنسبة 90 % . الا انني اليوم اسجل لك استفهام في هذه المقالة ، الشعب يريد السلام ؟ الديمقراطية ؟ //البيروق////راطية ؟

    يريد الوحدة العدالة العدالة العدالة = ان يعطى كل ذي حق حقه ، يقتص من كل ظالم ظلمه

  • ما اريد انا

    والحكومة لم تستوعب أنها مجرد ديكور.هذا الكلام صحيح ولا يمكن القول الا ان الوزراء في عهد بوتفليقة اشباح بل انك لا تجد واحدا منهم يملك كريزما الحكم او الابهار فاويحي رغم كل الحضور الذي بملكه ورغم الكريزما المثيرة للجدل عنده الا ان نور بوتفليقة يغطي كل من حوله اذا سطع لا احد في الجزائر يعلم كيف تدار البلاد و لا ما هو مستقبلها الا بوتفليقة وحده و انا المواطن العادي افهم ان الرئيس يقول في قرارة نفسه انا الدولة و الدولة انا فالرئيس كل يوم في شان وهو حقه ان يقدم او ياخر و يرفع او يخفض ما ومن يشاء بل اني لاشد على يده و اقول اني لا اتصور الجزائر بدونه بل اني اقف حائرا حول مصير البلاد بعده ولكني اعلم علم اليقين ان بوتفليقه ليس بالرجل الدي يترك البلاد للمجهول وذلك املنا فيه ولذالك نتمنى ان يكون تغيير الاشباح ليس باشباح ولكن برجال يحملون رؤيا و همم تكسر الصخر فو الله ان القلب ليدمى حينما يرى الامم تنهض من حولنا ونحن لازلنا نتخبط في اوهمنا

  • brahim

    la question eternelle de BOUDIAF :ou vat l'algerie? ,que dieux le tout puissant nous debarasse de ces gens :la mafia qui susse le sang des algeriens ainsi que leurs progeneture ascendant et descendant ,et nous delegue des gouverneurs justes et propres au lieu de ce regime corrompu et pouri dans touts ses secteurs et a touts les niveaux:
    *education et et enseignement zerro
    *la santé et les hopitaux zerro
    *sport double zerro
    *securité des personnes et de leurs biens zerro
    *regime de a -a -z zerro x zerro
    l'algerie vat au fond des fonds de la corruption ,la misere ,la mal vie ...malgres les menssonges et ELHAF des ministres de bouteflika et ses accolytes

  • bendjafer mourad

    salamo alikom ana m3A RA3Y ALOSTAD ABD LALI

  • nacer

    يا رب التغير وزعزع المسؤلين الفاسدين

  • حمزة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    استاذي القدير نرجو من الله ان يحفظك انت واسرتك ودمتم في خدمة البلاد والعباد .
    انا درست عندك في الصف وتخرجت على يدك في الصف الرابع ولكن انا حالياً مقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة بداعي العمل طبعاً بعدما ضاقت بنا السبل في بلدنا الغالية علينا وإسمحلي ان أقول لكم انا وكل من في بلد الغربة يتمنى ولو للحظة ان يرى بلده تتقدم وتزدهر حتى يعطي طاقاته وخبراته وتستفيد بلده منها ولكن هيهات هيهات لما آلت بها بلدنا وللأسف طبعاً .
    إسمحلي إن قلت لكم انا هذا الموضوع ..............لا تعليق عليه أبد نظرا ولعلمنا ان كل فرد من هذا البلد الطيب يعلم ويعي الحقيقة وكل الحقيقة لما يحدث ولسياسة حكامنا الفاشلة بإمتياز في شتى الميادين ..................
    نحن نحي فيكم تلك الشجاعة التي تملكونها كونكم بقيتم ولازلتم في بلدكم رغم الظروف .....ودمتم سند لشبابنا الضعيف الذي لاحول وقوة له ولا ذنب له سوى انه خلق ويتمنى أن يعيش حياه هنية طيبة في بلده الطاهر وختام الكلام السلام عليكم

  • اودينة رضوان

    والله يا استاذ لديك قراءة للمواضيع ليست كقراءتها عند الكثير من الكتاب وكانك لديك اعين اضافية, وكلامك قريب للحقيقة.

  • بدون اسم

    اسمحلي يااستاذ:
    مايريده الشعب .......ان يعطى له حقه ثم حقه ثم حقه ولا شيئ اخر غير حقه.........من البترول ... من الغاز .....من مناصب الشغل......ولا شيئ اخر غير حقه الذي يناسب ما ضحى به منذ زمن ومزال يضحي.
    ما يريده الشعب ..... ان تكون فيه عدالة ثم عدالة ثم عدالة ... ولا شيئ غير العدالة.
    مايأمله الشعب.......انه لما يذهب لادارة .. يجد فيها ضالته دون ان يلجا الى الطرق المشبوهة وغير الشرعية.

    مايريده الرئيس ....ان يبقى على كرسي الحكم حتى ترفع روحه وهو رئيس ........... لاهداف عامة تخدم الشعب والدولة ......لاهداف عائلية تخدم اسرته.......لاهداف شخصية تخدم مكانه ومحل اعرابه في التاريخ.

    مايريده الوزراء ان يرضى عنهم الرئيس ..... ان يوسعوا من نفوذهم ليصل الى ما بعد خروجهم منها.......... ان يستخلفوا الرئيس نفسه؟؟؟

  • abbes feres

    اتمنى ان يكون التغيير المرتقب في مستوى طموحات المجتمع ....

  • بدون اسم

    ولكن هل وضع اليد على موطن الداء يغني عن الدواء شيئا؟

  • charime

    allaheyahafadelebledamine