-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قانون الخارجين عنه

عمار يزلي
  • 3021
  • 0
قانون الخارجين عنه

الحكومة وبرلمانها ونقابتها، سيعرفون كم كانوا بالغباوة بمكان، عندما فكروا بعقلية “الغاشي” الذي عليه أن يتقشف ليتركهم يعيشون البحبوحة المالية “بينهم”، فأضرموا النار في الأسعار، متناسين ردة فعل ” ليجون أنديجين”.

ثم جاء التعديل الدستوي، الذي لن يعمر أكثر من 15 سنة، بسبب الخياطة المرحلية التي حولته إلى “مرقعات”، بدايات ردود الفعل الشعبية، قد بدأت ولا يمكن أن تعود للخلف عجلة التاريخ! الأخطر من ذلك، أن العنف سيكون سيد الموقف إن لم تسارع “الإضارة” للتحكم العقلاني في إدارة الأزمة التي ستتولد عن هذه الجباية غير المدروسة من جيب المواطن! ممثلو السلطة كلهم دعوا الشعب كله إلى تحمل “مسؤوليته” كاملة! ودعوه إلى تربية النفس على ترشيد الاستهلاك! كل هذا في 24 ساعة!! طالبوا منه أن “يتربى” في 24 ساعة! (لم يترب حتى خلال 132 سنة!).

البدايات الأولى بدأت تظهر وعواقب هذه الإجراءات التعسفية في حق المواطن المغلوب على أمره، سنعرفها قبيل نهاية هذه السنة! ستكون هناك حتما ردود أفعال عنيفة ضد الغلاء! عنف فردي وجماعي! وقد بدأنا نسمع من حين لأخر أخبارا عن تشكل عصابات وسطوتها وتحالفاتها! وغدا، سنسمع عن تفاقم السرقات والاعتداءات، قلنا ذلك أكثر من مرة ونبهنا إليه ونعود: هذه الآلة التي تستعملها السلطة من أجل البقاء في السلطة، ستكون نتائجها عكسية تماما! سيتطور الانجراف نحو الانحراف، وننقل الناس من حالة الإحرام إلى الإجرام، وتتشكل جماعات “الأشرار” بدل الأخيار! وتصنيع الأسلحة البيضاء والنارية حتى في الدار! ستعمل المؤسسات الأمنية على تحمل العبء الأكبر في هذا العار! وستجد نفسها متجاوزة وغير قادرة على تحمل أعباء فشل الكرنفال! والحكومة والبرلمان، سيكونان في الأخير، هما القط الذي أراد أن “يتنمر” فاستأسد عليهما “الفار”!

نمت لأجد نفسي وقد مرت 6 أشهر على تطبيق “قانون العقوبات” الاقتصادية على “الغاشي” وقد فقدت متغيرات كثيرة كنت أتوقع أنها من الثواب! فقدت قدرتي الشرائية والكرائية! رميت القفة الكبيرة القديمة واتخذت قفة لا تحمل أكثر من كيلو ورحت أبرر ذلك للجميع: “الطبيب قال لي لا تحمل أكثر من كيلو! عندك “الروما” وعندك “الطيزم” بزوج!”. لكن “روما” اليدين، أهون من “طيزم” الجيوب!! سرقت أكثر من مرة وكدت أفقد عنقي بسكين بعدما سرقت مني عصابة مسلحة بالسواطير والسيوف في عز النهار وفي الشارع الرئيسي، كل ما كان في جيبي وجيوب حافلة بكاملها! صعدوا ملثمين وسلبوا كل من كان فيها واستولوا حتى على سلاح شرطي لم يستعمل مسدسه!. فقدت بعد ذلك ذوق التسوق! فلا قدرة لي على الشراء، ولا ذوق ولا مزاج لي في الخروج بسبب انعدام الأمن في الشارع وفي العمل! أما الغابة التي كنت أستمتع بها كل جمعة، فنسيتها، لأنها احتلت من طرف عصابات تفرض الإتاوات وتهدد بالسيوف والهراوات! والسبب هو الفقر بسبب الغلاء وانخفاض المعاشات! فقد تعوّد المواطن على استهلاك بدون حسبان، ولم “يترب” وخالف أقوال بن خالفة و”تغبى”، ورفض التقشف الذي كبده إياه برلمانه “الشعبي” وأبى! خوفا وطمعا.

التجار والمستوردين، “فرعوا” الأسعار رفعا منصوبا، غير مجرور! وتعالى تشوف من الرابح ومن الخاسر المضرور! لا أحد ربح والكل خاسر مشكور! لكن ربح الأقلية فاضح، لأنه كان على حساب خسارة موت الأغلبية الجائعة “المعظمة” كما لو كنا جوعى المحاصرين في سوريا المهدمة!

وأفيق، بعد أن نمت على فيلم جزائري: “الخارجون عن القانون”! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    شكرا سي عمار على هذا المقال .....فعلا انه ( قانون الخارجين عنه ) !!!!

  • بدون اسم

    عن بعد

  • بدون اسم

    مشكور على النصيحة زلة في لوحة التحكم فقط

  • أبوبكر إمام

    {قانون الخارجين عنه} استهوتني هذه الكلمة وأذكرتني قول الحبيب - عليه الصلاة والسلام - " إن من البيان لسحرا " رواه البخاري - رحمه الله - لقد طلب المرحوم محمد الغزالي من حكام العرب الذين هم أسوأ من حكام العجم - إذ لم يحكمونا بالإسلام الذي يرعبهم أن يحكموننا بالقوانين التي سطروها هم أنفسهم ولكن - للأسف - لم يحكموننا لا بالإسلام ولا بقوانينهم التي تمخضت عنها عقولهم الكالة المتعبة قال عز وجل { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }

  • عبدو

    أولا شكرا للقراء وبداية لصحفي "الصحافة الساخرة" ع ي ,فقط أردت تصويب الخطأ الوارد في تعليق الطالب الجامعي "بوحجار خالد: طالب بقسم العلوم السياسية قالمة" أي كلمة ( لامبالات ) وتكتب هكذا " لا مبالاة " بالتاء المربوطة والقاعدة اللغوية الشفوية تقول كل ما استطعنا نطقه تاءا فالتاء مفتوحة والعكس إذا نطقناها هاءا فهي بالضرورة تاءا مربوطة , فالرجاء ممن يكتب ب "اللغة العربية " أن لا يسيء إليها هذا إذا كان يحترمها أما إن كان يخدمها ويقدسها فعليه دراستها جيدا وووووووووووووووووووووو

  • Bouhadjar khalid

    اطلب منكم الاعتذار للشعب الجزائري برمته باستثناء الحركى على العبارة الواردة في مقالكم (لم يترب حتى خلال 132 سنة!).عن قصد او بدون قصد والتي نفهم منها ان الاستدمار اتى الى الجزائر ليربي شعبها وهذا تمجيد واضح للاستدمارالفرنسي وربما بدى منكم بدون سوء نية ومع هذا فالاعتذار واجب.
    كما ان هته العبارة (عندك "الروما" وعندك "الطيزم" بزوج!". لكن "روما" اليدين، أهون من "طيزم" الجيوب!!) لا معنى لها من الناحية العلمية و لا الادبية وهي مجرد لامبالات بالقارئ.
    السيد:بوحجار خالد: طالب بقسم العلوم السياسية قالمة

  • بدون اسم

    الامريكين الذين تتكلم عنهم بمعية بقية الغرب هم من زرعوا التفنيين والصفات الذميمة في عقل الجزائريين بدليل انك تتكلم لغتهم.

  • نورالدين

    تحية خاصة الى عمار يزلي وهوصادق في وصفه الادارة بالاضارة فهي ضارة ومضرة لهذا الشعب ،ان مشكل الحكومات المتعاقبة انها لم تكن تشخص المرض وتبحث له عن الدواء الصحيح بل اكتفت بعلاج اعراضه وما الوضع الحالي الا نتيجة لهذا المرض العضال على ما يبدو من اعراضه والا كيف نفسر عجز هذه الحكومات المتعاقبة -المعاقبة لهذا الشعب- عقابا جماعيا عن ايجاد حل جذري للازمة الاقتصادية وايجاد مداخيل اخرى بديلة عن البترول وبديلا عن جيب المواطن الغلبان المغلوب على امره فالله نسال السداد في الراي-مش انتاع الشاب خالد-معذرة

  • بدون اسم

    شكرا ياسيدى. اننا امام مافيا تريد الغاء الشعب كامل و يريدونها مدينة ماضيا السورية فى كل ولاية

  • chaabane

    la crise de la pomme de terre a dévoilé une autre fois comment on est loin de nos discours, on accuse pas seulement le gouvernement, on s'accuse meme. pourquoi on'a pas trouvé des moyens rapides pour contenir et bénéficier de la bonne récolte de la pomme de notre terre. supposant j'étais premier ministre, j'aurais acheté la moitié de la production par l'argent de trésorerie et envoyé cette production comme aide alimentaire au pauvres de mon pays, meme aux pauvres des autres pays.

  • barkani

    l'algérie avec des dirigent américains réstera en retard car le peuple est fènéant.