-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كفى..!

جمال لعلامي
  • 675
  • 0
كفى..!
أرشيف

غبتُ 20 يوما كاملة عن الجزائر، ولمّا عدت، وجدت نفس النقاش والجدل والصراع والمشاكل، تحوم في قطاعي التربية والصحة، والعبرة هنا، ليس لنقول بأن 20 يوما كافية لتسوية الانشغالات وتهدئة النزاعات وإنهاء الإضرابات، لكن للإشارة فقط إلى أن 20 يوما أخرى ضاعت وذهبت هباء منثورا، في قطاعين لا يقبلان التأخر والتأخير، بل يتطلبان التأثر والتأثير!
فعلا، إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، وليس الأمر هنا متعلق بنقل تجارب ما، أو خبرات معينة، من أيّ بقعة أخرى في العالم، وإن كان المطلوب استيراد كلّ ما هو ناجح، مع إخضاعه طبعا إلى تنقيحات وتعديلات تتماشى مع نمط معيشتها وعقلياتنا التي لا تقبل استهلاك أيّ بضاعة مستوردة، وإن كنا قد “أكلنا” سلعا منتهية الصلاحية، تحت طائلة تزييف التواريخ!
ألم يعد الآن الوقت مواتيا يا ترى لمعالجة أيّ خلل و”هبل”، أدخل قطاعي الصحة والتربية في نفق مظلم، مازال التلاميذ والأساتذة والأولياء، ومعهم الإدارة والنقابات، يعانون من ظلمة تحبس الأنفاس وتقتل روح المبادرة، وتدفن الحلول حيّة ترزق في مقابر العشوائية و”التغنانت” والهروب إلى الأمام، والإصرار على التصعيد والتعفين، بدل التهوين والحلحلة!
وجع الدماغ الذي ينغّص الحياة في المدارس والمستشفيات، تحوّل للأسف -وهذا طبيعي- إلى “تكسار راس” بالنسبة لكلّ المجتمع، فلم تنفع حبّات “الآسبرين” ولا “الرقية” ولا حتى “الطلاسم”، نتيجة الغيّ وركوب الرأس وعدم الاعتراف بالخطأ والخطيئة من الأطراف المتنازعة، وهذا وحده يكفي دون شك لتطويل عُمر الأزمة و”الهوشة” وانقراض الحلول ومخارج النجدة!
عندما غادرت مطار هواري بومدين، قبل نحو 20 يوما، وبعد العودة إليه، اطلعت على الصفحات الأولى لجرائدنا، فأعتقد أن يوم الذهاب كيوم الإيّاب، وأن المواضيع لم تتغيّر، والمشاكل لم تتبدّل، والنقاش واحد موحّد، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم، حيث كان بالمستطاع، فعل المعجزات في هذه الفترة “الطويلة”، لكن الناس غرقوا في مأساة أبنائهم بالمدارس، قبل عطلة الربيع وبعدها، وتعذبوا بعذاب مرضاهم في المستشفيات، نتيجة إضراب “أبدي” لا يُريد أن ينتهي أو يرفع طرفاه الراية البيضاء رأفة بالضحايا!
نعم، هو إهدار للوقت، وتضييع للجهد، وقتل للإبداع، وما يحصل في التربية والصحة، نموذج يدفع اليائسين إلى اليأس أكثر، ويسمّن الإحباط والتشاؤم، في وقت كان من المفروض التعجيل بالحلّ، حتى لا يضيع الجمل بما حمل، ويذهب المحرم مع المجرم، ويدفع المصلي وتارك الصلاة الفاتورة دون حساب وبلا مفاضلة، وهذه أحد أسباب استمرار أزمة التربية والصحة، إلى أجل مازال معلقا من عرقوبه، إلى أن يثبت العكس!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!