-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف لا يغضب الرئيس؟

جمال غول
  • 1129
  • 0
كيف لا يغضب الرئيس؟

قطاعاتٌ وزاريّة تمتلك إمكانات بشريّة وهياكل قاعديّة، تسمح بأن يكون مردودها كبيراً، وخراجُها ذا جودة وقيمة إيجابيّة على اقتصاد البلد وسمعته الدّولية، لكن شريطة خلوِّ تلك القطاعات من التّراخي والمماطلة والإهمال، وعقلية “البايلك”، وبذلك تسهم في تحريك عجلة التّنمية لا عرقلتها.

المطلوب من هذه القطاعات هو إتقان تخصُّصها من خلال:

أولا: استيعاب واقعها جيِّداً بالنّزول الميداني، وترك المكاتب المكيّفة، والكراسي الدوّارة، نزولًا عمليّاً لا شكليّاً؛ للحصول على تغطية إعلاميّة تحسِّن صورته لدى المسؤول الأعلى منه رتبة، أو الظّفَر بمصاريف التّكليف بمَهمّة، نزولًا يُضيف معرفة بالواقع وإشكالاته، لا ليضيف رحلة في السِّيرة الذّاتيّة لصاحبه، نزولا استكشافيّاً يمكِّن صاحبَه من قوّة اقتراح؛ تُسهم في حل إشكالات القطاع، لا نزولًا سياحيًّا للإقامة في الفنادق الفخمة، والتَّمتع بالزّردات الضّخمة على نفقة التنفيذيّين المعنيّين بذلك النّزول، فتنتج بذلك معرفة واقعيّة تكون أرضيّةً للانطلاق في وضع البرامج الملائمة، ممّا يُعجِّل في التَّنمية، ويلمَسُ النّاس آثارها في القريب العاجل.

ثانياً: امتلاك نظرة استشرافية، تمكّن من معرفة التّحدّيات، وضبط القُدرات، ورسم الأهداف، وترتيب الأولويات بعيداً عن الارتجاليّة في العمل، والفوضويّة في التَّسيير.

ثالثاً: مواكبات التّغيرات المستجدّة، ومعالجة الثّغرات والاختلالات الطّارئة، معالجةً مرنة ذكيّة من خلال قوّة الاقتراح في إيجاد البدائل المناسبة، وتحيين القوانين المسيِّرة، فلا ينتظر أيُّ قطاع ضغطاً من الشّريك الاجتماعيّ ليتحرّك ويعمل، وحينئذ يكون تحركُه غير متّزن، وبلا رؤية واضحة وفاعلة تنهي حالات الاحتقان، وتستجيب لتطلّعات أهل القطاع.

رابعاً: امتلاك زمام المبادرة، ممّا يجعل القطاع محلَّ ثقة موظَّفيه، ومعه الشّعب بأكمله، فوجب التوجُّهُ نحو امتلاك زمام المبادرة داخل التخصُّص، لا أن ينتظر التّعليمات الفوقيّة، ولا الضّغوط النّقابيّة، أمّا من يفتقر إلى ذلك فإنّه يجعل القطاع عالة على ظهر الحكومة بدل أن يكون سنداً لها، والمقصود بزمام المبادرة المبادرات التي تقترح حلولًا، لتحسّن واقعاً، وتستشرف مستقبلًا، لا مبادرات كيديّة، لتُغطِّي على فشل، أو تُقزّم كبيراً، أو تحيي عظاماً وهي رميم.

خامساً: تثمين الموارد البشريّة من خلال تقديم الكفاءة وإبعاد الرّداءة، وتثمين الجهد الإيجابي من غير ولاءات خاصّة، وحسابات ضيّقة.

تلك هي بعض مقوّمات إتقان التّخصُّص إن أرادت القطاعات أن تنال رضا الله تعالى، ثمّ رضا الرّاعي والرّعيّة، وإنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، أو ألقى السَّمع وهو شهيد .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!