-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لأنهن لا يملكن وسائل نقل.. عاملات يلتحقن بوظائفهن تحت جنح الظلام!

سمية سعادة
  • 2054
  • 1
لأنهن لا يملكن وسائل نقل.. عاملات يلتحقن بوظائفهن تحت جنح الظلام!

لم يعد خروجُ النساء للعمل أكبر تحدٍّ يواجهنه في الوقت الحالي، بعدما اقتحمت الكثيراتُ سوق العمل بجدارة أحيانا، ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي استجدّت، في أحيان أخرى.

ولم يكن أكثرُ المتفائلين، أو لنقل أكثرُ المدافعين عن خروج المرأة إلى العمل، يتصوّرون أن تصل نسبة النساء العاملات إلى ما هي عليه اليوم، وفي أكثر من قطاع، حيث نجدهنّ يُشكّلن نسبة معتبرة في قطاعات كالصحّة، والتعليم، ناهيك عن قطاعات أخرى دخلْنها من أوسع الأبواب بعدما كانت مقتصرة على الرجال فقط، كالعمل في القطاع الصناعي أو في بعض الأسلاك الأمنية كالشرطة مثلا.

لكنّ خروج المرأة إلى العمل طرح تحديّات أخرى جعلت من هذه المهمة محفوفة بكثير من الأخطار، سيما إذا كانت المرأة مضطرة للخروج من بيتها في ساعة مبكرة من الصباح، أو تحت جنح الظلام خاصة في فصل الشتاء.

تقول السيّدة (سعاد.ن)، وهي تقطن بضواحي بوفاريك (البليدة)، وتعمل بائعة بأحد المحلات بشارع العربي بن مهيدي وسط الجزائر العاصمة، بأنّها تخرج من البيت باكرا، وتقوم بتسليم ابنتها الصغيرة إلى إحدى جاراتها للاعتناء بها طيلة يوم عملها، ثم تستقلّ حافلة النقل التي توصلُها إلى محطة القطار ببوفاريك، ومن ثمّ تستقلّ القطار إلى محطة آغا بالجزائر العاصمة، حيث تصلُ إلى محطة آغا في حدود الساعة الثامنة والنصف، وأحيانا على التاسعة صباحا، في حالة تأخُّر القطار عن موعده.

وتؤكّد سعاد لـ”جواهر الشروق” أنّها بمجرّد وصولها إلى المحلّ تقوم بفتح الباب ثمّ تشرع في تحضير بعض الأمور قبل وصول الزبائن، وتستمرُّ فترة دوامها إلى غاية الثانية والنصف زوالا، وهو الوقت الذي تُعوّضُها فيه زميلتُها.

ولا تُخفي هذه العاملةُ أنّ خروجها من البيت في وقت مبكّر من البيت يُعرِّضُها أحيانًا إلى أخطار بسبب الكلاب الضالّة، حيث تسكن منطقة بعيدة عن محطة الحافلات الأمر الذي يفرضُ عليها أن تقطع المسافة بين منزلها والمحطة سيرا على الأقدام مستعينة بالإنارة العمومية، خاصّة في فصل الشتاء.

أمّا (لمياء. ب)، وهي ممرّضة بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر، فهي تقطن ببرج الكيفان، وهي تستعمل الترامواي في الوصول إلى محطة رويسو، قبل أن تستقلّ الحافلة أو التاكسي للوصول إلى المستشفى، وقبل ذلك، عليها أن تقطع أيضا مسافة تفصل بين بيتها العائلي ومحطة الترامواي سيرا على الأقدام، وهي المسافة التي تتعرّض فيها لأخطار يتسبّبُ فيها بعض المتشرّدين، أو بعض الشباب المنحرف، ومع ذلك فهي تؤكّد أنّها تقاوم في سبيل لقمة العيش، حتى وإن اضطرّها ذلك إلى الفرار من وجه الأخطار أو الاستغاثة بالمارّة في حال مواجهتها لأيّ قلق أو خطر.

وتضيفُ لمياء بأنّ يوم السّعد بالنسبة لها هو ذلك الذي يعرض فيه والدُها عليها أن يوصلها بسيارته إلى ساحة أول ماي، لأنّ ذلك يُجنّبُها كلّ الأخطار التي قد تواجهُها في رحلتها اليوميّة إلى عملها كممرّضة.

وأمام هذه الأخطار المتكرّرة، لم تُخف هاتان العاملتان أنّهما كانتا تتمنّيان لو كان بإمكانهما اقتناءُ سيارة شخصيّة لكونها الحلّ الأمثل الذي يُمكّنهما من الوصول بأمان إلى عملهما، كما أنّه أفضلُ حلٍّ يوفّرُ عليهما الجهد والوقت، ويُجنّبهما زحمة المواصلات، ولو أنّ هذا الحلّ بالنسبة لهما أصبح صعبًا لكون أسعار السيارات صارت بعيدة المنال عن موظّفتين لا يتعدّى دخلُهما الشّهري في أحسن الأحوال 40 ألف دينار جزائري.

كان من المفترض أن تقوم مؤسسات العمل بتوفير وسائل نقل للنساء الملتحقات بالمقار في ساعات مبكرة حتى لا يتعرضن للتحرش أو مخاطر الطريق، وإلا على هذه المؤسسات أن تغيّر توقيت التحاقهن بعملهن حفاظا على كرامتهن وحياتهن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • banix

    لأن الدولة لا توفر وسائل نقل.. عاملات يلتحقن بوظائفهن تحت جنح الظلام