-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غياب الرقابة جعله وسيلة نقل مجانية

لا راحة ولا أمان.. مستعملو “ترامواي الجزائر” يستغيثون!

الشروق
  • 4620
  • 14
لا راحة ولا أمان.. مستعملو “ترامواي الجزائر” يستغيثون!
ح.م

يشكو مستعملو ترامواي الجزائر، نقائص عدة، واختلالات تحرمهم من السفر براحة وأمان، وهم الذين استبشروا خيرا ساعة إطلاق وسيلة النقل العصرية هذه، على اعتبار أنها كانت ستخلصهم من معاناة الازدحام وسوء خدمات الناقلين الخواص.

يعرف “ترامواي الجزائر” بالعاصمة، غيابا شبه تام للمراقبين، فبات من الناحية العملية وسيلة نقل مجانية، يركبها من يشاء متى يشاء، وهذا طبعا على حساب الزبائن الذين يقتنون تذاكر ويدفعون أموالا، دون أن يتمكنوا من السفر في راحة وأمان، بسبب الاكتظاظ الكبير داخل العربات لا سيما على الشطر الرابط بين درقانة وجسر باب الزوار، حيث تحشى العربات بالمسافرين، وغالبيتهم ممن يصعدون دون اقتناء التذكرة، ودون أن يعترضهم أحد، ويزاحمون الذين اقتنوا تذاكرهم ودفعوا أموالهم.

فكثيرا ما تجد المواطن قد اقتنى التذكرة وحرم من ركوب الترامواي، بفعل الاكتظاظ فلا يجد مكانا يقف فيه داخل الترامواي، فيضطر لانتظار الترامواي الذي يليه والذي يليه، وتتعطل مصالحه ويضيع وقته والكلام هنا عن السفر وقوفا، أما الظفر بمقعد هو ترف بعيد المنال! وهذا دون الحديث عن تهديد سلامة المسافرين، بفعل صعود منحرفين غالبا ما يستفزون المسافرين، فضلا عما يعانيه الجنس اللطيف من تحرش لفظي وغيره. يحدث كل هذا في غياب شبه تام للمراقبين، الذين تندر مشاهدتهم في العربات، وإن حدث وصعدوا فعملهم يشوبه التراخي فنادرا ما يحررون غرامة للمخالفين، فهم “يوقرون” كبار السن رغم أن المقام ليس مقام توقير لكبار السن، فهم فئة لديها امتياز الحصول على اشتراك شهري بمبلغ رمزي، وهم يعفون التلاميذ من الدفع، رغم أن هؤلاء أيضا بإمكانهم الاشتراك بمبلغ رمزي شهريا، لذلك تجد في بعض المحطات “تسونامي” من التلاميذ وقد اجتاح العربات وزاحم المسافرين ومنع آخرين من الصعود، فضلا عن الفوضى والجلبة التي يسببونها لكثرتهم وحيويتهم. كما يتفادى المراقبون تحرير مخالفات لباقي الفئات، ويكتفون بـ”معاتبة” المخالفين، وفي أكثر حالاتهم “حزما” يكتفون بإنزال المخالف في المحطة، دون أن يدفع مخالفة الـ200 دينار، فينتظر ترامواي آخر يزاحم ركابه ويضايقهم.

كما يشهد الترامواي غزوا من جيوش المتسولين “المحليين والأجانب”، ويتجول في أرجائه المجانين والمشردون، والباعة المتجولون بكل حرية. وثمة من حوّله إلى وسيلة لنقل البضائع والسلع.

ومع الاحترام الشديد لعمال النظافة، ومهنتهم التي هي من أنبل المهن، فإن ذلك لا يبيح لهم امتطاء الترامواي، بملابس العمل، التي تعلق بها كل أنواع الجراثيم والفيروسات، فضلا عن أنهم يجمعون النفايات بأيديهم مباشرة دون قفازات، لكنهم يستعملون وسيلة النقل هاته، ويلمسون المقابض والكراسي والأبواب وغيرها.

هذا هو الحل!

لوحظ على المراقبين، على قلة عددهم ومحدودية نشاطهم، ظهورهم في مقاطع دون أخرى، فنادرا ما يظهرون على محور درقانة ـ برج الكيفان ـ جسر باب الزوار، وهو ما يشجع المسافرين المجانيين على استعمال الترامواي في ذلك المحور، في حين قد تجد المسافرين يتعرضون لثلاث عمليات رقابية أو أكثر خلال رحلة واحدة في محاور أخرى لا يتعدى عدد محطاتها الثلاث، وهذا ما يثير التساؤلات حول سبب تجنب محاور دون أخرى.

ويرى مراقبون أن المؤسسة المسيرة للترامواي، ملزمة بوضع آلية رقابية تمنع صعود كل من لا يحوز تذكرة، لأن من حق المواطن أن يسافر في راحة وأمان، وليس من حق أي أحد أن يسافر مجانا. وكانت المؤسسة أعلنت العام الفارط أن خسائرها جراء التهرب من الدفع، تقدر بـ24 مليار سنتيم سنويا، أي ما يعادل 40 بالمائة من مداخيلها السنوية. وإن كانت مداخيل الشركة، رغم أن الخسائر، تغطي نفقاتها وتحقق لها الربحية، وإن كان من حقها أن تستغني عن تحصيل من مداخيل إضافية، تجنيها من فرض الرقابة، فليس من حقها أن تنفض يديها من التزاماتها حيال المسافر، وتتنصل من ضمان أمنه وراحته. وقد جعلت هذه الوضعية كثيرا ممن عايشوا فترة الثمانينيات يتذكرون، ما حل بشركة النقل العمومية العاصمية وقتها “أراستيا”، التي كانت نهايتها الإفلاس بعد أن حول الكثيرون حافلاتها إلى وسيلة نقل مجانية، فكان أن حلّت وتشرد عمالها، وتركت المسافرين فريسة للخواص.

يبقى الحل في نظر المراقبين هو نشر أعوان الرقابة في مداخل كل المحطات ومن دون استثناء، للتحقق من وجود تذكرة صالحة، لدى كل مسافر قبل دخوله المحطة، ما سيمنع الطفيليين من الركوب. أو نصب بوابات تعمل بطريقة آلية، ولا تنفتح إلا بعد إدخال التذكرة بها، وهذا ما هو معمول به، في “ميترو الجزائر” الذي يسافر مستعملوه بكل راحة وأمان.

من جهتها، حاولت “الشروق”، على مدار نهار أمس، الاتصال بالمؤسسة المكلفة باستغلال وصيانة الترامواي “سيترام”، لنقل موقفها من هذا الوضع، غير أن رقم الهاتف الموجود في واجهة موقعها الإلكتروني كان خارج الخدمة.

زبدي: الأمان أول حقوق المستهلك ويجب توفير رقابة قريبة ودائمة

قال رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، إنه “يجب توفر مراقبة قريبة ودائمة، لضمان راحة وسلامة المسافر”، وهذا لدى تعليقه على شكاوى مستعملي “ترامواي الجزائر”. وأضاف زبدي، في اتصال مع “الشروق”: “نتلقى من حين لآخر شكاوى، وصورا يندى لها الجبين في الترامواي.. فهناك أشخاص يصعدون لمجرد الصعود أو التنزه، ويمكن أن يمثلوا خطرا، ما دام الولوج لهذه الوسيلة ممكنا، عكس الحافلات، على سبيل المثال، التي دائما يكون بها سائق أو قابض يتولى الرقابة”. وشدّد رئيس الجمعية على أنه “ينبغي أن يتعرض كل من يلج الترامواي إلى الرقابة، والجانب الرقابي يجب توفره من أجل سلامة الجميع، وعلى كل مقدم خدمة، أن يكون ساهرا على تقديم خدمة في المستوى”.

وأضاف المتحدث أن جمعيته، كلما سنحت لها الفرصة، تتحدث عن النقائص التي تشوب مختلف أنماط النقل: النقل الجوي، البحري النقل بالقاطرات وغيرها، “تحن نرسل دعوات مستمرة، لأن أول حق من حقوق المستهلك هو حق الأمان” يقول زبدي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • سائح

    روى لي أحد الأصدقاء أنه كان راكباً في القطار، فمر المراقب و طلب التذاكر، فوجد أحد الشباب ليس معه تذكرة فسأله لماذا لم تشترِ تذكرة فأجاب الشاب بكل ثبات : (بلاد الباطل، نركب باطل) !

  • سيزاي إليكتريك )

    أنا أحسبت غير في البرلمان فإذا الأمر وصل حتى الميتروا ( على رئيس الجمورية التدخل لفرض أحترام القانون ) الله يستر

  • Abdou

    La sécurité c'est a la charge des policiers et c'est pas les contrôleurs qui prend en charge la sécurité, c'est l'absence totale de la police oui.

  • mounir

    tout simplement fakhakir

  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    واش راكي رافدة يا دزاير !!!
    ليعلم الجمبع بان الكرة في مرمى المواطن يوما او يومان
    لكن سترجع يوما لصاحبها و يعرف ماذا يفعل بها و ليس ببعيد
    اللي محمدش ربي و شكره ستذهب عليه نعمته
    هذا لكي يعرف المواطن الغبي و ما اكثرهم بان الدولة عرفت قدره و هو لم يعرف قدره بل تمادى في الغش و السرقة و اللامبالات و و و
    غبي من يظن ان التراموي وضع للوزراء و المدراء ووو هو لك يا غبي يا غبي يا اغبى الاغبياء
    عذرا ان نسيت ان اذكر المواطن الصالح الذي يراقب الامور من بعيد

  • الصيدلي الحكيم

    مؤكد أن لللأطباء يد فيما يحصل.من غير المعقول ان يكونو بريئين فهم عديمو الإنسانية. و الا واش قال الغاشي؟؟

  • samir algerie

    le trame est un moyen moderne qui a fait le bonheur des algériens mais la négligence de l'entreprise qui le gère ce trame a laissé les gents mendier dedans et surtout les africains qui ont créer la pagaille

  • سفيان

    نهار تفلس الشركة و يوليو يمشيو على رجليهم يعرفو قيمتو. الدولة غائبة تمما

  • نسيم

    لو كان ثمن التداكر ملائم للجميع لما تهرب منه الركاب ... كيف تدفع 40 دج بين محطة و اخرى و اخر يدفه نفس الثمن بين اول محطة و المحطة النهائية ...اغلب المراقيبين تجدهم بدون عمل واقفين في مطات او يصعدون جماعات خوفا من الاعتداءات ... لو حولو بعضهم كقابضين داخل عربات لحل المشكل تماما و اختفت الخسائر ... و مزالت خزينة فرنسا تستفيد من مشاريعها عبر مؤسسة آلستوم ...

  • Mess Aziz

    عدم تسديد ثمن التذكرة يعد سرقة و حرام .... لكن عندما تطلب ذلك من المواطن يقولك حقي تاع البترول و شكيب أخذ ولا يعلم انه من سرق تذكرة كمن سرق بنكا عند الله لان العبرة بالفعل لا بالقيمة

  • djamel

    سلام، وفروا الأمن للركاب و لا تتركوا المتسولين يجعلونه خردة كما حدث للقطارات، ادا استلزم الأمر ندعو الدولة لوضع شرطة الترامواي.

  • bermu tahor

    vous mexuser vous aviez baser sur le tiquet de tram essentiele vous avier oublier quand les delinquent mente dans le tram il insulte les jeunes fille sous les yeux des controleur et ils fonts rien il boive du cafe il prent les place assise tous ca sous les yeux des controleur et les vole de ortables des jeune lyceen

  • mourad

    مشكلة الإدارة الجزائرية أن ليس لها أي برنامج "متابعة المشروع" بعد إنتهاء إنجاز المشاريع. فمثلا البلديات تنجز مساحات خضراء و بدون رجل بستاني و مراقب هذه المساحات الخضراء تصبح مأوى للسكارى و التبول و التخريب و كثير من المشاريع الأخرى تخرب نتيجة عدم "متابعة ما بعد المشروع"

  • البرج

    يحدث هذا في اجمل عاصمة في العالم كما يقول ناس المولودية وباقي الولايات عرايا ?