لبيك غزة
إن غزة تستحق من الجميع أن يشعروا بأنها جزء منهم وأنها ليست وحدها في المعركة تواجه ترسانة السلاح الغربي الأمريكي كله.. تستحق غزة من الجميع أن يعيدوا حساباتهم لأن محاسبتهم ستأتي حتما على يد الشعوب قدر الله في التغيير..
في فلسطين وفي محيط فلسطين هناك مرض سرطاني يستبد بالكثيرين إنه الخوف من الاقتراب من إيذاء إسرائيل.. والظن أن السلامة ترك إسرائيل تفعل ما تريد وهنا بالضبط كانت عملية كي الفعل وكي الوعي للعرب والمسلمين والتي تتجلى في سلوك النظام العربي نحو أبناء العروبة والإسلام في فلسطين.
في قطاع غزة شعب محاصر مدمرة بيوته مستباح لطائرات العدو وبوارجه وصواريخه.. في قطاع غزة خريجو جامعات بلا وظائف يعدون بمئات الآلاف وقعوا ضحية بين عقاب السلطة وانقلاب حماس.. وفي غزة مستشفيات بلا دواء وحياة بلا حياة..
ولكن رغم كل ذلك، فإن في غزة إرادة الرباط والصمود ومواجهة المحتلين بل وإيقاع الخسارة في صفوفهم ولرعب في قلوبهم.. غزة تستطيع اختصار الحوار مع العدو وتفهم جيدا لغة التفاهم مع العدو أنها لغة الصاروخ ولكن غزة مدماة منهكة تقاتل ببقية الروح.
ماذا تحتاج غزة.. إنها تحتاج توظيف أولادها المتعلمين والحاصلين على شهادات علمية راقية في بلاد العرب والمسلمين فلئن عاقبت السلطة غزة بعدم توظيف أبنائها بل وتطهير المؤسسات منهم فليس على العرب أن يتركوا غزة نهبا لليأس والكرب الشديدين.. هناك دول عربية كبيرة تمتلك ثروات حقيقية قادرة على استيعاب عشرات الاف الخريجين الفلسطينيين من غزة يقوموا بكل أمانة وتفان في تطوير بلداننا العربية كما سبق أن قاموا بإعمار دول الخليج وتعليم أبنائهم.. فماهو المنتظر من هذه الدول العربية اليوم؟
وفي غزة لاكهرباء الا تستطيع الدول العربية الصديقة والمحبة لفلسطين التوسط لدى المصريين بإدخال الغاز والكهرباء الكافية لأهل فلسطين؟ ليس صدقة بل بثمنها؟ الا تستطيع الدول العربية الصديقة والمحبة لفلسطي أن تضمن توريد الدواء إلى أهل غزة بثمنه وليس صدقة؟
في غزة الا تستطيع الدول العربية الصديقة والمحبة لفلسطين أن تقوم بواجب لم الشمل في الساحة الفلسطينية بين المتخاصمين وإيصال الرسالة لهم واضحة أنه دون المصالحة سيخسرون العرب.
في غزة وفي غزة وفي غزة.. فقر مدقع وألم موجع ودمار يشمل مناحي كثيرة ورغم ذلك تنهض بقية الروح تؤدب إسرائيل.. فهل في هذه الأمة من هو في موقع المسئولية تنتفض عروقه كرامة ونخوة فيقول لبيك غزة؟
