الرأي

ماتش إسلامي

عمار يزلي
  • 2751
  • 21

مع بداية موسم التفكير بالأقدام، وفسحة الهروب من الواقع نحو الحلم المتخيل في البرازيل، ودخول بعض الدعاة مجال تغطية مونديال 2014، لكي تتحول هذه المناسبة إلى حلبة دعوة نحو الإسلام!! وجدت نفسي أنام، أمام التلفاز أتابع الماتش الافتتاحي، لأجد نفسي أنا هو الداعية للإسلام من خلال اختياري معلقا على ماتش بدا لي وكأنه يجري بين الجزائر وألمانيا (مازال حاصل في مونديال 82، مازلت لم أقم بـ”لاميز آجور”): أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ننقل إليكم هذه المنازلة ما بين الفريق الجزائري المسلم، الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبين فريق الجرمان الكافر والعياذ بالله. الكرة الآن ولله الحمد بين أيدي “سرباح”، لا أباح الله له بسر، حارس الثغور الإسلامية في معسكر الشرك والكفران، إنه يضعها الآن في الأمتار الستة التي وهبها له الله سبحانه وتعالى، ثم يرميها، باتجاه مرمى العدو.

الكرة الآن عند “هلم ماجر”، ثم إبن اللومي، يقذفها باتجاه قائد ميمنة الجيش المسلم في ساحة الوغى. الله أكبر ولله الحمد. الكرة الآن تفتك من طرف أعداء الله الجرمان، ويأخذها حارسهم هذا، الطاغية المسمى “شوما.. خير”. ومن قال أن “شوما” هذا، خير من سرباح؟ ألا لعنة الله على الظالمين. العصاد، ثم “هلم..” ثم إبن اللومي هذا الفارس الشجاع، سليل مدينة معسكر، مدينة الأمير عبد القادر بن محي الدين الذي قاد الجهاد ضد الغزاة الصليبيين الفرنسيين ووقع الاتفاقية مع “بيجو” بعد أن وقع الأول مع “الداء ميشال”، ألا له الداء بلا دواء. أيها المسلمون، لقد تمكن الجيش المسلم الجزائري المنصور بالله، أن يرمي الكرة في مرمى “شوما”.. وما رميت إذ رميت..! الله أكبر.. ولله الحمد. لقد انتصر الإسلام في هذه الواقعة التي لا تقل عن واقعة الزلاقة وواقعة اليرموك وفتح الأندلس. لقد كان طارق بن زياد في السنة الثانية والتسعين للهجرة، يفتح بلاد الإفرنج لنشر الإسلام. وها هو الإسلام يعود بفضل هؤلاء الجنود. لقد كان الأمير عبد القادر، هو من أعطى درسا للروم الفرنسيين رغم ما قاساه من خداع ودسائس ومؤامرات وخيانات من الأصدقاء قبل الأعداء. ولولا ذلك لما كانت شوكته لتوهن وما كان ليؤخذ سجينا. فرحم الله الأمير عبد القادر الجزائري، ووفق هذا الفتى وأصحابه. بارك الله فيهم وفيكم والسلام عليكم.. وأترككم مع صوت المؤذن.

وأفيق من نومي وصوت آذان العشاء في أذني.

مقالات ذات صلة