-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مات الحسين وبقي..”الدا”…ء!

عمار يزلي
  • 4765
  • 0
مات الحسين وبقي..”الدا”…ء!

يمر عام آخر والبلد ليس في أحسن أحواله، والعالم أجمع، في أسوأ حال، يمر عام مسيحي على المسيحية التي لم تعد موجودة إلا في بعض القلوب الرحيمة بعد طغيان المادة على المثل العليا التي جاء بها المسيح عليه السلام.

ويشاء القدر أن يُغيّب الموت يوم المولد النبي الشريف، الذي تزامن هذه السنة مع ميلاد المسيح عليه السلام، واحدا من أندر الشخصيات السياسية التي أنجبتها الجزائر: الفقيد آيت أحمد “دا الحسين”! الرجل المعارض النظيف، الذي مات كما مات “سيبويه” وفي نفسه شيء من”حتى” المجلس التأسيسي، الذي ظل يطالب به من أجل ديمقراطية برلمانية حقيقية لا مجلسا برلمانيا مستنسخا من “الجمعية الجزائرية” أيام الاحتلال، والتي كانت تلقب تنذرا “بني وي وي”!، رحل الدا الحسين وفي ونفسه شيء من المجلس التأسيسي، تاركا وراءه إرثا وتاريخا نضاليا ضخما، كما ترك كثيرا من الانتقاد، ولكن كثيرا جدا من المحبين والمحترمين له حتى من طرف خصومه السياسيين، فرحمة الله على هذا الوجه التاريخي.

نمت قبيل أيام قليلة من تهافت الناس على “إماته” نهاية السنة من خلال التطرف في الترف والتبذير المادي والأخلاقي والقيمي، لأجد نفسي أحضر مجلس عزاء أقامته الحكومة على “شرف” وفاة آيت أحمد! المجلس كان في شكل “مجلس للحكومة، ولكن أقيم في خيمة أشتريت خصيصا لهذا الغرض بمائة مليار سنتيم في عز التقشف “على الشعب”! قلت لهم، باعتباري وزيرا بدون حقيبة مكلفا “بالتلصيق” ما بين الوزارات!.. أي “خبارجي”!: نسمي على المرحوم آيت أحمد مطار تيزي وزو والشارع الرئيس في عين الحمام! هكذا نعطي الرجل قيمته ونغلق أفواه من يتهموننا بأننا نحن من رفض إقامة جنازة رسمية له! نحن بالعكس، أردنا فعل ذلك، فقد أقمنا جنازات ضخمة لرجال لا نشمهم أصلا! بوضياف مثلا! وسمينا عليه في كل مدينة وقرية معلما ومكانا وشارعا وزنقة ودارا! كل هذا لكي ننساه بسرعة! وهكذا أردنا فعل ذلك مع آيت أحمد! لكن عائلته رفضت وطالبت بأن يبقى آيت أحمد شعبيا، بعيدا عن التشريف الرسمي، وهذا أمر يخصها! نحن أردنا أن ننساه وينساه الناس والإعلام بعد سنة من الجنازة المهيبة، مع ذلك سنسمي عليه (الله) ونعطيه مطار تيزي وزو، حتى نربطه بالجهوية كما ربطنا بن بلة بوهران والشاذلي بالطارف!

تدخل بعدها رئيس الحكومة ليثني علي وعلى العمل الذي قمت به ضمن اللجنة الاستشارية لتعزية آيت أحمد في نفسه ثم أخذ الكلمة: رئيس الجمهورية أعلن الحداد 8 أيام حسوما، وهذا يكفي لنعلن للناس”كم نحب سي أحمد”! والآن ليذهب كل إلى فلاحته إذا عندكم فلاحة أصلا!

حين انفض الجمع، لم تسمع إلا وشوشات وضحكات وابتسامات صفراء ميتة، ونكت تضرب في الوقت الضائع: قال لك مات يوم المولد! هئهئهئ، وعلاه مايقولوش مات يوم “النويل”؟ في لوزان! علاه مات في مكة؟! هئهئ! وآخر يقول: الرجل مات وخلاص! أحنا مسلمين ما نقطعوش في راجل مسلم ويسموه أحمد ويسموه الحسين! وآخر يقول: سي أحمد شريف! من الشرفة نتاع عين الحمام، يستاهل كل خير، أحنا اللي ما فيناش الخير! وآخر يقول: واحد فينا ما حضرش الجنازة وواحد فيهم ما حضرش الجنازة نتاعنا في هذا الخيمة اللي خسرنا عليها دم فواد الشعب!

وأفيق لأسمع في هذه اللحظة صراخا من شرفة قريبة: فيفا دا الحسين! فيفا لالجيري!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الحسين سياسي

    قال الحطيئة قديما
    أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
    قوم إذا بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا وفوا وإن عقدوا شدوا
    فمن لنا بمثل الدا الحسين رحمة الله عليه

  • فريد

    لإلى كمال -الجزائر، يا سيدي قليلا من الذكاء و ياريت كثيرا من الإنفتاح، فالكاتب عندما قال يوم مولد المسيح، إنما ذكّر فقط بالإعتقاد السائد، وهذا صحيح إسأل من شئت في الغرب عن مولد المسيح يقول لك ولد في 25 ديسمبر، فلا تدخل في نقاشات بيزنطية لا فائدة منها.

  • بدون اسم

    ياسي عمار العالم كله بجير ما عاد الجزائر ومن لف لفها

  • كمال

    ويشاء القدر أن يُغيّب الموت يوم المولد النبي الشريف، الذي تزامن هذه السنة مع ميلاد المسيح عليه السلام!!!!!!!!!
    المسيح عليه السلام لم يولد في 25 ديسمبر

  • ب.مصطفى

    تصحيح المعلومة ان ابن الفراء صاحب هذه القصة انه مات في نفسه شيء من حتى

  • ب.مصطفى

    تصحيح المعلومة ابن الفراء مات وفي نفسه شيء
    من حتى