-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لولا غلق المعابر ومحاربة الأنفاق لما وقعت

مجزرة أسطول الحرية يتحملها النظام المصري

الشروق أونلاين
  • 6323
  • 0
مجزرة أسطول الحرية يتحملها النظام المصري

ماذا يمكن اعتبار الحركة التي قام بها النظام المصري عندما استدعى السفير الإسرائيلي في القاهرة لإبلاغه احتجاجه على المجزرة؟ وما هي مسؤولية النظام المصري فيما حدث؟ وهل يمسح إجراء دبلوماسي شكلي عار المصريين في غزة؟ وهل كانت المجزرة تحدث لولا غلق معبر رفح والتضييق على الفلسطينيين في القطاع بمحاربة الأنفاق وبناء الجدار الفولاذي؟

الوقائع على الأرض كلها تؤكد أن ممارسات النظام المصري على مدار السنوات الماضية، هي التي أدت إلى الذي حدث.. النظام المصري هو الذي أحكم إغلاق المعابر بأوامر إسرائيلية أيام الحرب على غزة، ولم يسمح حتى بإجلاء الجرحى ودخول الأطقم الطبية والأدوية، وهو الذي تواطأ مع الصهاينة وحاول انتراع معلومات عن أسلحة حماس وطرق تهريبها من الجرحى الفلسطينيين أيام الحرب، وهو الذي تصدى بالرصاص لجائعين من قطاع غزة حاولوا عبور الحدود، وهو الذي أعطى الضوء الأخضر لضرب غزة وحرق أبنائها.

النظام المصري هو الذي ضيق على قوافل الإغاثة ومنعها من إدخال المساعدات إلى القطاع، وهو الذي افتعل أزمة مع النائب البريطاني جورج غالوي، وتصدى بالقوة لقافلته، وأصدر قرارات صارمة بعدم السماح لمرور قوافل الإغاثة، عبر مصر. كما أن النظام المصري المتورط حتى النخاع في التآمر مع الصهاينة هو الذي ينجز جدارا فولاذيا تحت الأرض لمنع وصول الحليب والدقيق والأدوية إلى أطفال قطاع غزة. سياسة الإغلاق هذه هي التي جعلت نشطاء حقوق الإنسان في العالم يفكرون في إيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر مباشرة بالرغم من أن ذلك يعد مغامرة كبرى.

لذلك كله فإن مصر تتحمل مسؤولية الجريمة الإسرائيلية في حق أسطول الحرية، وهذه المسؤولية لا يمكن تجاوزها بذر الرماد في أعين الشعب المصري والشعوب العربية من خلال استدعاء السفير الإسرائيلي في جلسة شاي.

الجميع يعتقد أن الخطوة التي يمكن أن تكون مقنعة، في مواجهة الغطرسة الصهيونية هي استدعاء السفير المصري في تل أبيب وقطع العلاقات الدبلوماسية وتوقف مصر عن الدور الخياني للقضية الفلسطينية الذي تمارسه منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد، لكن العارفين بحقيقة النظام المصري الذي يستمد قوته من دوره المشبوه في المخطط الصهيوني في المنطقة، يجزمون أن خطوة كهذه لن تكون، ولن يخرج الموقف المصري عن دائرة الاستنكار والتنديد وذرف بعض الدموع الزائفة على ضحايا المجزرة الإسرائيلية.

والأكيد أن هذا الدور المصري المخزي سيجد من يبرره بترديد كلمات طالما سمعناها في كل مناسبة ترتكب فيها إسرائيل مجزرة أو تدخل حربا برعاية مصرية، وهي عبارات من قبيل “إحنا عندنا معاهدة سلام مع إسرائيل” و”هذه مصر أم العروبة”، وغيرها من الشعارات التي تبرر التواطؤ المصري مع إسرائيل في ذبح الفلسطينيين وذبح من يتضامن معهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!