-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجاهل المبادرة الانسانية من الجزائر يفضح كل المناورات السياسية

محمد السادس.. أقوال ممدودة وأفعال مسمومة!

طاهر فطاني
  • 19693
  • 0
محمد السادس.. أقوال ممدودة وأفعال مسمومة!

رفضْ المغرب للمساعدات الانسانية الجزائرية، أسقط كل الأقنعة التي كان يختبئ وراءها النظام المغربي وتعرت الوجوه التي اتخذت من سياسة “اليد الممدودة” بضاعة دبلوماسية يعرضها الملك ويرددها في خطاباته في محاولة منه لشيطنة الجزائر وإحراجها أمام الرأي المحلي والدولي.

رفْض المغرب للالتفاتة الانسانية من السلطات الجزائرية التي أرادت، بدون مزايدة ولا حسابات سياسية، الوقوف ومساندة الشعب المغربي في هذه المحنة، تعري كل الكلمات الرنانة والخطابات الإنشائية التي كان يرددها المخزن على لسان الملك محمد السادس الذي “دعا”، قبل سنة، في خطاب له بمناسبة عيد العرش، الرئاسة الجزائرية إلى “إقامة علاقة طبيعية”، ليواصل المخزن في التمويه باعتماده سياسة التضليل، بمناسبة انعقاد الدورة 31 للجامعة العربية بالجزائر، أين حمل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “رسالة شفوية” يدعو فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى زيارة المغرب، في حين كان من الأجدر على الملك حضور “قمة الجزائر” وعدم تفويت فرصة التقارب مع الجزائر كما كانت تدعي الدبلوماسية المغربية.

تعامل المملكة المغربية بهذه الطريقة، (الموافقة، الانتظار، التجاهل ثم الرفض)، تجاه المبادرة الانسانية الجزائرية، يفضح مرة اخرى، كل المناورات السياسية المرفوقة بحملات اعلامية مغرضة انتهجها المغرب في السنوات الأخيرة، للتستر على سوء نية العاهل المغربي وحاشيته، ولا تعكس الخطابات الرسمية، التي أثبتت التصرفات، في الأخير، أنها موجهة للاستهلاك الخارجي.

سقطة المملكة هذه المرة، سقطة إنسانية بخلفيات سياسية، لسبب بسيط بأن السياق الذي بادرت فيه الجزائر بالمساعدات هو سياق إنساني بحت نابع من قناعة وضرورة التضامن مع شعب شقيق بدون أي حسابات ولا مزايدات، لأنه ليس من مبادئ الجزائر الاستثمار في أزمات الغير لأغراض سياسية ولا تتقن المشي فوق الجثث لتحقيق أهداف سياسية ودبلوماسية، هذا ما جعل مبادرة السلطات الجزائرية تلقى ترحيبا عربيا كبيرا على غرار الجامعة العربية التي استحسنت، على لسان الأمين العام أحمد أبو الغيط، قرار فتح المجال الجوي واستعداد الجزائر لتقديم مساعدات للمغرب، ونفس الموقف عبر عنه مجلس الشورى للاتحاد المغربي العربي الذي ثمّن قرار الرئيس عبد المجيد تبون تجاه الأزمة التي يمر بها الشعب المغربي. إذا كانت المملكة المغربية فوتت في الماضي، البعيد والقريب، عدة فرص للتقارب السياسي بين البلدين، فهذه المرة أدارت ظهرها لفرصة إنسانية كانت تساهم، على الأقل، في الحفاظ على تلاحم الشعبيين وتجاوز خطابات “اليد الممدودة” التي فضحتها الأفعال بأنها ما هي إلا “يد مسمومة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!