-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الأميار" يواجهون ملفا ساخنا يشمل السكنات الآيلة للسقوط

مطالب بإجراء مسح جغرافي لتحديد الأبنية القديمة بالعاصمة

منير ركاب
  • 412
  • 0
مطالب بإجراء مسح جغرافي لتحديد الأبنية القديمة بالعاصمة
أرشيف

يتضاعف حجم القلق لدى سكان بعض بلديات العاصمة، بعد تراجع الثقة نحو مدى سلامة مساكنهم والمباني القاطنين بها منذ سنوات، حيث يتوجس شاغلو هذه البنايات القديمة، هذه الأيام، خيفة من حوادث الانهيارات، التي باتت تودي بحياة الأشخاص، وما حادثة بولوغين والقصبة والبعض من المباني في باب الوادي، إلا مثال عن هذه الإشكالية، التي أصبحت تؤرق المواطنين، الذين لم يعودوا -حسبهم- في مأمن، ناهيك أن ملف انهيار المباني القديمة أصبح يشكل هاجسا لدى السلطات المحلية، والولائية التي لم تجد الحل الجذري له، بالرغم من وجود برامج ولائية لإعادة ترميم السكنات القديمة بالعاصمة.
استند بعض من رؤساء البلديات السابقين على المراسلات التي تم إيداعها بمصالح ولاية الجزائر منذ فترة الوالي الأسبق عبد القادر زوخ، وهو ما أقدمت عليه بلدية القصبة والمتمثلة في أربع برقيات 2 منها لزوخ وأخرى للواليين الأسبقين عبد الخالق صيودة، ويوسف شرفة اللذين سارعا بدورهما إلى إرسال “CTC”، من أجل إعطاء تأشيرة نهائية للعمارات الآيلة للسقوط، عبر الحظيرة العمرانية للقصبة المتمثلة في 1500 عمارة، حيث عملت الهيئة المكلفة على دراسة كل الملفات مع التدقيق في التقارير المرسلة، على أمل ترحيل قاطني العمارات المصنفة باللون الأحمر بعد عمليات الترحيل السابقة ليبقى البعض من سكان حي الرميدي المصنفة بنايتهم باللون الأحمر تنتظر التفاتة من طرف المصالح الولائية، كما شهد حيّ القصبة، سلسلة انهيارات لمبانيه القديمة والمتهالكة، بعد فشل البرامج الولائية والمحلية المتلاحقة في ترميم الحيّين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث العمراني الهام في الجزائر.
ولعل المشكل القائم لدى بعض “أميار” العاصمة التي تشمل بلدياتهم مباني قديمة آيلة للسقوط، كباب الواد، والقصبة، والرايس حميدو، وبولوغين، ناهيك عن بلدية الجزائر الوسطى، هو وجود عديد العمارات لم تتضمنها قائمة التصنيف، ناهيك عن عدم قدرة المصالح المحلية، والولائية، إخراج العائلات القاطنة في البنايات المصنّفة باللون الأحمر، بسبب عدم وجود حصص سكنية في صيغة الهش أو السكن الاجتماعي للبلديات، ناهيك على أن برنامج الإسكان مرتبطا بإمكانات الولاية، وهذا ما حصل في بلدستي باب الواد والرايس حميدو التي تضم النصيب الأكبر من العمارات والمباني الهشة حسب إحصائيات سابقة للولاية.
وشهدت عديد البنايات في بلدية باب الواد، ناهيك عن بلديتي الرايس حميدو وبولوغين التي تعود للحقبة الاستعمارية حالات متقدمة من التصدعات والتشققات،‮ ‬أين تواجه العائلات خطر انهيار العمارات والشقق،‮ ‬غير أن السلطات المحلية لم تقم بإجراءات وقائية لتجنيب السكان كارثة حقيقية،‮ حسب تصريحات قاطنيها لـ”الشروق”، ‬أين باتت هذه الأخيرة‮ ‬غير صالحة للسكن‮.
وبالرغم من أن السلطات الولائية أنفقت مبالغ مالية معتبرة بهدف عمليات الترميم، إلا أن كثيرين يحملون المسؤولين بالتخاذل في استعجال التدخل بعد الإبلاغ عن وجود خطر محدق ببناية معينة في ظل تكرار حوادث انهيار المباني، التي تعود بمعظمها إلى فترتي العهد العثماني والاستعمار الفرنسي، في وقت أبدى سكان ما يطلق عليها “سكنات الموت” في العاصمة عدم قدرتهم على ترك سكناتهم منتظرين حلولا جادة من طرف المسؤولين في فتح ملف الترحيل وتجديده بشكل دوري في إطار الإمكانات المتاحة.
ويذكر أن وضعية البنايات القديمة في العاصمة تزداد سوءا، مع استمرار سقوط الأمطار الأخيرة، ناهيك عن الهزات الارتدادية الضعيفة التي يشعر بها أحيانا، في ظل غياب إدارة محلية متحكمة في الوضعية بالرغم من نجاعة بعض الإجراءات المعتمدة من طرف ولاية الجزائر، حيث تحصي ولاية الجزائر أزيد من 400 ألف بناية قديمة، منها القصبة التي تضم لوحدها أكثر من 70 بالمائة من البنايات المهددة بالانهيار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!