-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من الأكثر سعادة المتزوجون أم العزاب؟

ليلى حفيظ
  • 2692
  • 0
من الأكثر سعادة المتزوجون أم العزاب؟
بريشة: فاتح بارة

يسعى أغلبنا للزواج طلبا للسعادة والهناء. إذ لطالما ربط مخيالنا الشخصي ومعتقداتنا المجتمعية ما بين الزواج والسعادة. ولكن، هل فعلا الزواج كاف وكفيل بجعلنا سعداء؟ وهل هو جالب وصانع للسعادة؟ دراسات علمية عديدة أجريت في هذا الشأن. جاءت نتائجها متضاربة ومتناقضة. فبعضها يجزم بأن العزاب أكثر سعادة من المتزوجين. في حين، يؤكد بعضها الآخر نقيض ذلك تماما. فما وجه الحقيقة في كل هذا؟ وهل من الصواب رهن سعادتنا بزواجنا؟

المتزوجون أسعد من العزاب

كشفت دراسة أجريت على مدار 18عاما في بريطانيا أن المتزوجين أكثر سعادة من العزاب، ويملكون قناعة أكبر بالحياة تعود إلى ما قبل شهر العسل وتستمر للشيخوخة. والسبب الأساسي لذلك، بحسب الباحثين، يتعلق بالعلاقة الطيبة السائدة بين الزوجين، وخاصة إذا وطّدا ورسّخا صلة الصداقة بينهما. وبحسب موقع psychology today فإن الزواج يؤثر إيجابيا على الصحة النفسية والجسدية للمتزوجين.. وهذا راجع لعدة أسباب، منها الدعم الذي يقدمه الزوجان لبعضهما البعض. الأمر الذي يمنحهما القوة والثقة لمجابهة تحديات الحياة.

ليت العزوبية تعود يوما

وعلى نقيض كل ما ذكرناه آنفا، فإن دراسات أخرى خلصت لنتائج معاكسة تماما. وأثبتت أن العزاب أكثر سعادة وارتياحا، لأنهم لا يقومون بأعمال ومهام مجهدة مثلما يفعل المتزوجون. كما أوضحت دراسة أجرتها خبيرة علم النفس، بيلا دي باولو، من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن العزاب أسعد وأقل عزلة وأكثر استقلالية من المتزوجين. كما يتمتعون بحرية التصرف في شؤونهم المالية، والتمتع بحياتهم دون تدخل “الحموات”، إضافة إلى أنهم محظوظون لخلو معيشتهم من الخلافات الزوجية. وكل هذا يجعلهم أكثر سعادة مقارنة بالمتزوجين.

الزواج يختار السعداء

والقول الفصل حول هذه الجدلية، ربما جاءت به دراسة علمية مفادها أن الزواج لا يصنع السعادة، وإنما الأشخاص السعداء هم من يصنعون الزواج السعيد والصحي. فإذا كنت شخصا سعيدا قبل زواجك، أو بالأحرى كنت قادرا على أن تخلق السعادة لنفسك وحتى للمحيطين بك مهما كانت أحوالك وأنت أعزب، فالأكيد، أنك ستغدو سعيدا بعد زواجك، أو هذا ما يُفترض حدوثه. وحول هذه النقطة، قال براين روبنسون، أستاذ في جامعة نورث كارولينا الأمريكية: “إذا لم تكن سعيدا منذ البداية. فالزواج ليس دواء سحريا يخلق شخصا سعيدا بطريقة تلقائية.” فالسعادة الحقيقية تتعلق بعقلية الفرد أكثر من الزواج.

وهي ذات النتيجة التي توصلت إليها دراسة أجريت بجامعة ميشيغان الأمريكية، بينت أن مستويات السعادة لدى العزاب هي تقريبا نفسها لدى المتزوجين. وقال الباحثون إن رهن السعادة بالزواج هو أمر غير أكيد، خاصة إذا لم تكن سعيدا قبل زواجك.

في حين، ذهبت دراسات علمية أخرى أبعد من ذلك. حينما أكدت أن الزواج لا يسبب السعادة، وإنما يختار السعداء ليكونوا ضمن المنتسبين إليه. بمعنى، أن الشخص السعيد الذي تملؤه البهجة والطاقة الإيجابية والمرح، سيكون أكثر جاذبية بالنسبة إلى الجنس الآخر. فيُختار ويُنتقى كشريك لبناء علاقة زوجية قد تغدو سعيدة، لأنه في الأصل يعرف كيف يجعلها سعيدة ومبهجة، رغم كل الظروف المحيطة والمحبطة.

الأجر على قدر المشقة

روي عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “النكاح سنتي، فمن رغب عن سنتي فليس مني.” وبالتالي، كما يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بلقاسم. ز: “مثل هكذا جدليات التي تحاول الانتقاص من قدر الزواج، الغرض منها ضرب هذه السنة النبوية، وإظهارها بمثابة المشروع الفاشل والجالب للتعاسة لكي تنتشر العزوبية والرهبانية والامتناع عن الزواج في مجتمعنا. فتشيع الفاحشة والمساكنة بين المسلمين. مثلما هو حادث في دول الغرب. فالزواج عبادة وكل عبادة فيها تعب. والأجر يكون على قدر المشقة.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!