الرأي

من النار إلى الرمضاء!

عمار يزلي
  • 2647
  • 6

عندما كنا نسمع آباءنا وجداتنا يقولون بأن القرن 14 “ما فيه فتاش”.. كنا نصدق ونرتعب من هذا الرقم، أكثر مما يتطير الغربيون من الجمعة 13! القرن 14 (الهجري) قد مر ونحن “لسنا بخير”، والقرن 14 المسيحي قد فات ونحن أيضا لسنا على خير! فقد تكون السنة 14 هذا العام، هي صاحبة الدعوة، مع كل “دعاوي الشر” التي تحيط بنا من كل فج عميق! لهذا رحت أبعث تنبؤات سخيفة عن نهاية العالم هذه السنة 14، ونمت وأنا لا أزال أبعث إيميلات لكل من دب ولا يهب، لأجد نفسي أعيش فيلما ألعن من فيلم 2012.

ماذا حدث؟ انقطع الكهرباء في أمريكا، ثم في أوروبا (وطبعا ينقطع عندنا سينورمال!). بدأ كل شيء في الاختلال: الأكل، النقل، الاتصالات، الطائرات والمطارات، البنوك، المصانع، السيارات، الأسواق! الكل أغلق وفسد الأكل في كل مكان! العالم في هرج ومرج! إلا في الجزائر! فلا زال الناس يعطون الرشوة ليردوا لهم الكهرباء، والتلفون، وينتقلون من مكان إلى مكان بما تبقى من الوقود وعلى الأرجل للحصول على وثائق إدارية من أجل سكنات “عدل”، وباسبورات وفيزات! الكثير من الشباب، اغتنم الفرصة للحرڤة تلك الليالي!! الأكل بدأ ينفد ويغلى أكثر! صار الرغيف المصنوع في البيوت يساوي سيارة ماروتي2010! المخابز بدأت تغلق والدكاكين أيضا! لكن الناس، لا يبالون كثيرا! التهافت صار أكثر على السفر إلى الخارج وكأنه “لا عاصم اليوم من أمر الله إلا العواصم الأوربية” مع أنها السابقة نحو التضرر! أنا كنت أعرف الأمور أين ستصل! حملت أبنائي وسافرت برا نحو الجنوب! دخلت إلى مالي، ثم النيجر، وتوغلت في الجنوب الشرقي إلى أن وصلت إلى الصومال! هنا سيكون مهد الحضارة الإنسانية المستقبلية! هنا الأمر لم يتغير شيء! كل شيء لايزال على الطبيعة من قلة “أكل خمط وشيء من سدر قليل”! لكن “خير من والو”! الخبز لايزال يطهى في الرمل وفي الرماد الساخن، والأكل أيضا! عندما سألت عمن يحكم الصومال وعن الجزائر، قالوا لي إن الحكومة الجزائرية، هي الوحيدة التي نجت! بعد أن فرت إلى جواري.. إلى موقاديشو! وسيطرت، وهي اليوم حكومة الصومال الديمقراطية الشعبية وبوتفيلقة هو الرئيس وسلال هو كبير الوزراء!

هربت من النار فوجدت نفسي في الرمضاء!

وجدت نفسي أسيرا لحكومة “خالدة” في.. الجنة.. فيما أنا خالد في النار!

وأفيق وأنا أقول: فين ما رحنا .. لاحقينا؟ حتى في الموت؟!

مقالات ذات صلة