-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رابع عيد يقضيه الجزائريون في ظل الجائحة

مواقع التواصل تتوشح السواد وأخبار الموت في كل مكان

وهيبة سليماني
  • 1206
  • 3
مواقع التواصل تتوشح السواد وأخبار الموت في كل مكان

صفحات توشحت بالسواد.. تعاز ملأت مواقع التواصل الإلكتروني وإعلانات يومية عن وفيات الفيروس المستجد كورونا، وموت مفاجئ، وحوادث مرور.. عيد بأي حال عدت يا عيد.. الحزن ونكهة الموت، وفأس حفار القبور لم يتوقف في كل المقابر حتى يوم نحر الأضاحي!

ومع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، ارتفع عدد موتاه، وصل مع العيد إلى 23 حالة وفاة، وباء أدخل الكثير من العائلات الجزائرية في دوامة الخوف والحزن، وحوادث المرور هي الأخرى حصدت أرواحا من الجزائريين، ومشاكل وهموم تسببت في سكتات قلبية، فالموت بات ظاهرة يومية، وأخباره متكررة، تحمل معها الكثير من المفاجآت، ويخطف من لا تتوقع أن يصبح محسوبا في عداد الموتى أو بين القبور.

إن وباء كورونا ينتشر وينتشر، ويتحور. ويزداد تعقيدا وصعوبة، والموت بات سهلا، فالجزائريون لم يفوتوا عيد الأضحى دون الحديث عن الموت.

وعائلات كثيرة بكت موتاها في هذا العيد، وتضوقت مرارة فراق الأهل والأحباب وذرفت الدموع، بل أكثرها لم يكن حديثها إلا عن الذين توفوا وعن مأساة تركوها وراءهم.

وسيطرت صفحات التعازي على منصات التواصل الاجتماعي، وطغى مشهد توديع الجزائريين لموتاهم عبر الفايسبوك فتوشح بالسواد، وتهاني العيد حل مكانها التعازي والمواساة، صفحات وفيات ملئت بأخبار جديدة، ومن حين إلى آخر تتعلق بشاب أو امرأة أو كهل أو شيخ.. بموظف، وعامل وبطال أو إطار أو شخصية مهمة، أو بشخص عزيز…

الوفيات طغت على المشهد العام وما نسمعه، ونشاهده يوميا من أرقام كورونا يثير القلق، ناهيك عن حوادث المرور والغرق في البحر أو البرك المائية، و”فأس حفار القبور لا يتوقف”، حيث قال الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس في جامعة الجزائر، إن أحداث الموت المتكررة تترك وقعها في العقل الجمعي وتبقى آثارها في النفوس لمدة طويلة، ويستغرق التعافي منها وقتا، حيث يرى أن العلاجات النفسية وحصص الاستماع لأفراد العائلة التي فقدت أحد أفرادها أو عددا منهم، من طرف الطبيب النفساني لها دور مهما.

وأكد بن حليمة أن موت الشباب هو أكثر ما يثير الرعب والخوف، حيث إن المجتمع الجزائري من قبل لم يكن معتادا على موت صغار السن، وحتى كورونا في البداية، لم تكن تهدد الشباب بالموت، وإن المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة هم من كانوا مهددين بالفيروس.

وأوضح الدكتور بن حليمة أن فئة الشباب تمثل الطاقة والأمل في الحياة، وإن شعور هذه الفئة بأن الموت قريب منهم ضاعف حالة الاكتئاب والحزن والشعور بالإحباط وهذه حالة نفسية هي الأخرى تتسبب في أمراض مميتة كالسكتة القلبية، وإن الأحزان في الأعياد تزرع في الأطفال الكآبة والتشاؤم وعدم الأمل بالمستقبل، فتترك فيهم نوعا من الكسل ونقص الحماسة لكل شيء.

وأفاد الأخصائي النفساني بن حليمة بأن وسواس الموت بدأ يستشري في بعض الجزائريين، خاصة بعد عودة انتشار فيروس كورونا، وتحررها الخطير، حيث الرهبة والفزع قد تترك وقعها نفسيا ثم جسديا، وتؤدي إلى الموت.

وقال بن حليمة إن الاكتئاب يؤدي إلى الموت ونسبة كبيرة منه تتسبب في سكتة قلبية، وإن المتابعة النفسية مطلوبة في المؤسسات التربوية وحتى للأسر التي شهدت أحداث الموت جراء وباء كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مغترب

    يا صاحبي شوية من التفائل ما كتبته يدمر نفسية الإنسان تحس و كأن الجزائر على أبواب بالانقراض من على الكرة الأرضية....طيحتلي المورال و لا حولة و لا قوة الا بالله العلي العظيم 😡

  • زارا

    الموت حق علي الجميع يا سادة لا مهرب من الموت والانسان يدفع ثمن افعاله في الدنيا قبل آخرته والظلم ظلمات يا بني البشر فاحذروا

  • Louay Amor

    الحمد لله على نعمة الإسلام، لا خوف من الموت و لاهم يحزنون