-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موسم “الحرڤة” نحو الشمال!

الشروق أونلاين
  • 5184
  • 0
موسم “الحرڤة” نحو الشمال!

تحوّل شهر رمضان في عُرف كثير من الجزائريين وخصوصا منهم الشباب إلى موسم لممارسة الهروب من الدولة والفرار من الواقع الداخلي الصعب.

  • أي أن الشهر الكريم الذي يتعاطف فيه المسلمون ويتذكرون فيه دينهم كما تستيقظ فيهم مشاعر التقوى فجأة بعد سبات طويل، أضحى شهرا للحرّاڤة بامتياز!
  • الخبر المنشور أمس حول القبض على أكثر من 130 حراڤ في ليلة واحدة بالساحل العنابي، بينما كانوا متوجهين إلى ايطاليا يعدّ كارثة حقيقية لتهريب البشر بكل المقاييس، كارثة ولا حكومة لها، ذلك أن هذه الحكومة ماتزال تعتقد أنها بمجرد هفّ الشباب بالقول أنها ستعطي الأولوية للحراڤة في القروض البنكية وفي خلق المشاريع تكون قد فككت القنبلة الموقوتة، هي مخطئة ومعتزة بالخطأ، والدليل أن رحلات هؤلاء لم تتوقف، وأصبحت هنالك عائلات بأكملها تدفع أبناءها لتجريب حظهم، والمغامرة بحياتهم، فإذا كانت الجهات الرسمية ومن دار في فلكها يقولون أنّ الحرڤة تمثل موتا بطيئا، فهل البقاء في البلاد أصبح هو الحياة بنظر هؤلاء؟..لا نعتقد ذلك!
  • الحراڤة الذين عادوا إلى الواجهة أمس بمناسبة حادثة عنابة، لم يتوقفوا في الحقيقة عن حلمهم بالعبور إلى الضفة الأخرى ولو لدقيقة واحدة، ومهما كانت الوسيلة أو الثمن، كما أن اختيار رمضان له حسابات أمنية تتعلق ببحثهم عن استغلال غفلة حراس السواحل، حتى أن كثيرا من الشباب غرقوا أو ضاعوا في عرض البحر، لأنهم انطلقوا في أفواج جماعية خلال شهر رمضان من السنة الماضية والتي قبلها، ولا أحد يعرف أخبارهم حتى الآن، والأغرب أن جمعيات حقوق الإنسان، واللجنة الحكومية المكلفة بالدفاع عن تلك الحقوق هي أولى المهملين لتلك الفئة، فما ضاع هؤلاء إلا لأن الدولة أضاعت حقوقهم وفرقت دماءهم بين الأمم!
  • لكن في الوقت ذاته، فقد أظهرت جميع حالات الحراڤة أن كثيرا من حساباتهم كانت خاطئة، وأنه كان الأجدر بهم تغيير أوضاعهم هنا، في بلادهم قبل البحث عن الرفاهية في بلاد الآخرين، حتى أن عددا كبيرا من الفاشلين في الدراسة والحيطيست أصبحوا من زعماء حركات المهاجرين سرا، وهم لا يعلمون أن الفشل سرطان داخلي يلتصق بالواحد سواء كان تحت شمس وهران أو الميريا، عنابة أو صقلية.. تماما مثل النجاح الذي يريد البعض في بلادنا أن يحوّله من ميزة إلى سرطان قاتل!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!