-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
على هامش يوم دراسي حول الصحافة المكتوبة في البيئة الإلكترونية

موقع الشروق يفتتح نقاشا حول تقنيات العمل في الإعلام الرقمي

منير ركاب
  • 362
  • 0
موقع الشروق يفتتح نقاشا حول تقنيات العمل في الإعلام الرقمي

نظم مخبرا الاستخدامات والتلقي عبر الصحافة المكتوبة والوسائط الجديدة، الخميس، بكلية علوم الإعلام والاتصال في جامعة الجزائر 3، يوما دراسيا حول الصحافة المكتوبة في البيئة الرقمية، سلط من خلاله القائمين على اللقاء الضوء على مختلف تحديات البنية الهيكلية والتشريعية والمهنية والتكنولوجية، والوضع المستقبلي للصحافة الإلكترونية، والتقليدية بالجزائر من خلال نموذج موقع الشروق والموقع الإلكتروني لجريدة الشعب العمومية.

وبدأ النقاش الأكاديمي والتقني من طرف دكاترة ومختصين بمختلف الجامعات المحلية على غرار جامعة قابوس بعمان عن طريق تقنية التحاضر المرئي، بحضور طلبة ومهتمين بعالم الرقمنة.

الصحافة الرقمية تنتزع جمهور الإعلام التقليدي

وبعيدا عن التجارب الاكاديمية التي تناقلتها مختلف الدراسات العلمية والإعلامية حول تأثير الصحافة الرقمية على الإعلام التقليدي الورقي، ومداخلات الأساتذة والمختصين في الإعلام والاتصال حول سيميولوجيا صورة الإعلام الإلكتروني قبل وبعد الحراك الشعبي، أثار موقع الشروق، النقاش حول تقنيات العمل في الإعلام الرقمي معرجا على المهنية الاحترافية التي خلقت الصحف الإلكترونية من خلالها جيلا جديدا من الصحفيين ينقلون الأخبار ويصورونها وينشرونها لحظة بلحظة، علاوة على فرضها نوعا من الكتابة المختصرة والسريعة، حيث تحوَّلت المعلومة من خلال شبكة الإنترنت إلى مُنْتَج إعلامي ذهب من خلاله المشاركون في اللقاء إلى طرح التساؤل حول الدور الذي يلعبه المستخدم المنتج للمحتوى وصحافة المواطن عموًما في ظهور بيئة اتصالية جديدة وسلوك اتصالي جديد لدى مستخدم الإنترنت.

وعرج النقاش – حسب المحاضرين – حول مضمون الإعلام الجديد الذي اقتحم عالم الأخبار والمعلومات والصور الرقمية، مستندين في الوقت نفسه على نظرية انتزاع المواقع الإخبارية الرقمية جمهور الصحافة الورقية، التي أجمع المتدخلون أن هذا النوع الإعلامي يلعب دورا مهما في وعي الجمهور، بفضل اعتماده على تغيير الطريقة التي يتلقى فيها الجمهور الأخبار والمعلومات.

وفتح موقع الشروق باب الحديث عن الرقابة والتكوين، على غرار تواجد نوع آخر من الإعلام الجماهيري المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي الذي يلعب دور صحافة المواطن، حيث أصبح يشكل خطرا على الإعلام الرقمي، في وقت تلجأ أغلب المواقع الإلكترونية الإخبارية إلى الفايسبوك أو تويتر وغيرها من الوسائط الجديدة لتلقي المعلومات التي قد تتحول إلى مواضيع تنشر عبر ذات المواقع أو مصدر للمعلومة.

غياب الهياكل القاعدية التقنية وضبابية الوضع القانوني وهوية الصحفي الرقمي

وتطرق موقع الشروق في مداخلة له إلى عدة زوايا على غرار المضمون والتصميم وصحافة الموبايل، حيث أصبحت الصورة والتصميم وتقنيات الفيديو على غرار التفاعل مع القراء من خلال التعليقات وسائلا لنجاح الإعلام الرقمي، ما جعله يهدد الصحف الورقية التي تجتهد في تصوراتها من أجل البقاء، كما دعا لفتح تخصص حول صحافة الموبايل والرقمنة بالجامعة في فترة الليسانس، حتى يجد الطالب سهولة في التوجه نحو هذا النوع الافتراضي.

وخرج المشاركون بعدة توصيات من بينها التوجه نحو أعمال بحثية وجهود علمية أكثر دقة وأكثر تخصصا تتماشى والتطورات التكنولوجية المتجددة يوما بعد يوم وما ينتج عنها من تداعيات على مستوى ممارسة الصحافة الرقمية، بالإضافة إلى تبني منافذ علمية جديدة خاصة لدراسة الصحافة الرقمية منها السوسيولوجية والنفسية والمعرفية ومحاولة اكتساب أدوات جديدة ومقاربات ومناهج ملائمة لدراسة الميديا الجديدة، مع تجديد وتكثيف فرص التلاقي والاحتكاك بين الأكاديميين ومهنيي الإعلام الرقمي من أجل تقليص الفجوة والقطيعة بين البحث الأكاديمي من جهة والممارسات الفعلية والواقع العملي للإعلام الرقمي من جهة ثانية.

كما دعا المشاركون إلى تدعيم وإثراء برامج تخصص الصحافة المكتوبة الرقمية بمختلف الأبعاد المرتبطة بهاته الأخيرة سواء تعلق الأمر بإنتاج المضامين أو الإخراج أو معالجة الجوانب الاقتصادية والتنظيمية ناهيك عن توفير عدة صلبة للمكونين والمدربين لمواجهة أزمة التكوين الإعلامي لا سيما في ضوء التكنولوجيات الرقمية، سيما العمل على مواجهة مختلف تحديات الصحافة الرقمية في الجزائر والمرتبطة بالعوائق القانونية وغياب الهياكل القاعدية التقنية وضبابية الوضع القانوني وهوية الصحفي الرقمي أي تجاوز النسق الاقتصادي والتشريعي والقانوني القديم الخارج عن سياق الرقمنة.

الصحافة الإلكترونية أنهكت الصحافة التقليدية

وفي ظل هذا التعقيد، أرسى الأستاذ صالح بن بوزة أرضية علمية، سلط الضوء فيها على التوجه الجديد، من خلال عرض مفاهيم جديدة مرتبطة بالتطورات التكنولوجية المتجددة على ممارسة الصحافة الرقمية، تليها مداخلة الأستاذ رضوان بوجمعة، الذي نوه إلى مسألة غياب آليات الضبط والتعديل التي سمحت بظهور ما أسماه التلوث الرمزي الذي امتدت خيوطه إلى الصحافة الإلكترونية بعدما أنهكت الصحافة التقليدية.

من جهته طرح إسماعيل مرازقة مسألة أزمة الصحافة التقليدية من خلال عرض ذخيرة من النماذج العالمية، التي غادرت الساحة الإعلامية، في المقابل أثار الدكتورجمال شاوش، أثار إلى زاوية أخرى مهمة التي حولت الصحفي -حسبه من محلل إلى ناقل، تبعه الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة من جامعة قابوس بعمان الذي تطرق بدوره إلى التحولات التكنولوجية الكبرى، التي تشهدها صناعة الصحافة، والتي أفرزت توجهات جديدة على مستوى الممارسة المهنية، الأمر الذي يستدعي – حسبه- الاهتمام بالبحث عن أدوات مفاهيمية، قادرة على دراسة واقع الصحافة الرقمية.

في السياق ذاته قدم الأستاذ سمير عرجون، دراسة ميدانية، حول بدايات توغل التكنولوجيا الرقمية في مجال عمل وسائل الإعلام، تبعته مداخلة الأستاذ رابح صادق الذي وضح فيها الفرق بين الصحافة الالكترونية والرقمية، معرجا نحو أزمة الصحافة وتراجع المقروئية ليتطرق بعدها إلى قضية أزمة الصحافة العربية ومسايرتها لتطلعات الجماهير الجديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!