-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقف ضعف

الشروق أونلاين
  • 3407
  • 1
موقف  ضعف

ينتظر أن يحل اليوم بالجزائر أحد كتاب الدولة الإسبان وهو المسؤول عن شؤون أمريكا اللاتينية في الخارجية الإسبانية من أجل تقديم توضيحات حول ظروف إطلاق سراح رهينتين إسبانيتين كانا محتجزين لدى القاعدة بالصحراء الكبرى، مقابل مبلغ مالي كبير دفعته السلطات الإسبانية كفدية

  • في حين تسعى الجزائر جاهدة لدى الهيئات والمنظمات الأممية من أجل تقنين تجريم دفع الفدية سواء من طرف الحكومات أو الجمعيات أو الأفراد مقابل إطلاق سراح الرهائن لدى المنظمات الإرهابية على اعتبار أن الأموال المدفوعة كفدية تذهب إلى تسليح وإعادة إحياء هذه المنظمات  وتساعدها  على  البقاء  والاستمرار  وارتكاب  المزيد  من  الأعمال  الإرهابية .
  • وقبل هذه الزيارة بأيام كان مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم للأمم المتحدة بنيويورك ورقة حول نشاطات القاعدة في الساحل الإفريقي لدعم مسعى الجزائر لتجريم تقديم الفدية، لكن أغلب الملاحظين والمراقبين يجمعون أن الأمر يتعلق في الحالتين -زيارة المسؤول الإسباني والورقة المقدمة للأمم المتحدة – بمحاولة فضح الدور الفرنسي الخفي والمفضوح في تغذية العمليات الإرهابية بالساحل الإفريقي وتشجيع دفع الفدية لإطلاق سراح الرهائن لهدفين أساسيين: الأول هو أن جل الفرنسيين المعرضين للاختطاف في هذه المنطقة هم من العاملين في المخابرات الفرنسية الذين تجب حمايتهم بأي ثمن وبأي طريقة، أما الهدف الثاني فيسير في اتجاه الضغط والتشويش على الجزائر ليس فقط من أجل عرقلة مساعيها في تجريم عمليات دفع الفدية، ولكن أيضا للحصول على تنازلات لصالح فرنسا في مجالات بعضها معلوم وبعضها خفي ومجهول لا تعرفه  إلا  فرنسا  وبعض  النخب  في  الجزائر .
  • وإذا كان ما يشجع فرنسا على المضي في استعمال الفدية ومواصلة العمل من أجل التحكم في عمليات الإرهاب وتوجيهها الوجهة التي تريدها، هو وجود الكثير من المصالح الفاسدة والرشاوى داخل الكثير من الأنظمة والحكومات السواحلية، فإن ما يشجعها على المضي في تحدي الجزائر والوقوف حجر عثرة أمام مبادراتها في مواجهة أخطار القاعدة في المنطقة واستعمال الوسائل الناجعة لذلك، هو موقف الضعف الذي أصبحت توجد عليه الجزائر تجاه فرنسا وعدم القدرة على مصارحتها أو التنديد العلني بمواقفها في هذه القضايا، حتى وصل الأمر أن الوثيقة المذكورة المقدمة للأمم المتحدة لم تتجرأ صراحة على ذكر الدور السلبي لفرنسا أو التنديد به، وهو ما يبعث على التساؤل عن مدى الضعف الذي بلغته الجزائر أمام فرنسا ليس فقط بخصوص قضية مكافحة الإرهاب في السوحل الإفريقية ولكن بخصوص مجمل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • karim

    DONNEZ NOUS C MILLION CA NOUS AIDERA A COMBATRE LE TERRORISME
    ET GARDEZ VOS INVESTISMENT QUI NOUS AIDE A RIEN ......
    L ALGERIE A C FIDELES