-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نتالي أرتو للشروق أونلاين : ندين اعتبار أنه يمكن لفرنسا فرض قانونها في أفريقيا

حاورها : ماجيد صرّاح
  • 2516
  • 0
نتالي أرتو للشروق أونلاين : ندين اعتبار أنه يمكن لفرنسا فرض قانونها في أفريقيا
فرانس برس
قالت نتالي أرتو أنها تدين السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية والتي تعتبر أنه يمكن لفرنسا أن تفرض قانونها في أفريقيا.

قالت المعارضة الفرنسية والمترشحة السابقة للإنتخابات الرئاسية، نتالي أرتو، أنها تدين هذه السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية والتي تعتبر أنه يمكن لفرنسا أن تفرض قانونها في أفريقيا.

ناتالي أرتو، الناطقة باسم حزب النضال العمالي وفي حديثها مع “الشروق أونلاين” حول الوضع في النيجر، قالت أن حزبها يعارض أي تدخل عسكري في النيجر من شأنه أن يشعل المنطقة أكثر. كما يعارض أيضا العقوبات الإقتصادية لأن المتضرر الوحيد بسببها هم المواطنون النيجيريون.

حول تقييمها للوضع الحالي في النيجر بعد انقلاب 26 جويلية، وتباين ردود الفعل والمواقف، نتالي أرتو اعتبرت أن “الإمبريالية الفرنسية لا تزال وفية لسياسة “إفريقيا الفرنسية” التي تنتهجها. بازوم كان محاورها والضامن للمصالح الفرنسية في النيجر. بعد كل من مالي وبوركينا فاسو، أين اضطرت القوات الفرنسية للإنسحاب، فإن خسارة حكومة صديقة في النيجر، حسبها يعد انتكاسة كبيرة. وبسبب تصميمها على عدم ترك المجال مفتوحا أمام منافسيها، الأميركيين أو الصينيين أو الروس، فإن الحكومة الفرنسية تميل بشكل خاص إلى الحرب ضد الانقلابيين.”

استغلال للثروات أنتج الرفض

أرتو أضافت أنه في مثل هذه القضية كما في القضايا الأخرى، ما تدافع عليه الحكومة الفرنسية هي مصالح المؤسسات الكبرى ورجال الأعمال الذين تزدهر أعمالهم في إفريقيا. مؤكدة “لكن هذا لا يمثل بأي حال من الأحوال مصالح العمّال الفرنسيين، الذين ليس لديهم ما يستغلونه وليس لديهم أي ميزة يستفيدون منها من هذا الوجود في أفريقيا”.

إستغلال المؤسسات الفرنسية لثروات النيجر ولد شعورا بالرفض لدى النيجيرين، وتعتقد نتالي أرتو أن “الإنقلابيين العسكريين يعتمدون على ذلك الشعور المشروع الرّافض للإمبريالية الفرنسية. وربما يأمل شعب النيجر أن يكون الانقلابيون ورعاتهم الذين اختاروهم، الروس اليوم، وربما الأميركيين غداً، أقل جشعاً.”

وتضيف “هذه أوهام لأن الجنود أنفسهم هم جزء من هذه الطبقة من أصحاب الامتيازات الذين أحاطوا ببازوم وشاركوا في نظام الإثراء والفساد الذي يعاني منه السكان. وسوف يستمرون في هذا النظام لمصلحتهم الخاصة”.

نتالي أرتو تقول أن الحل حسب وجهة نظرها يتمثل في أن ينظم النيجيريون أنفسهم ويناضلوا من أجل مصالحهم الأساسية. “هذه المعركة صعبة لأنها يجب أن تكون موجهة ضد جميع القوى الإمبريالية الحالية وضد أتباعها المحليين، العائلات الحاكمة السياسية منها والعسكرية”.

العقوبات لا تصيب سوى الفقراء

في إجابتها على سؤال “الشروق أونلاين” حول العقوبات الإقتصادية التي فرضتها منظمة الإيكواس على النيجر وإمكانية التدخل العسكري في البلاد، ردّت نتالي أرتو “النضال العمالي يعارض أي تدخل عسكري من شأنه أن يشعل منطقة تعاني من الجماعات المسلحة والاتجار الغير مشروع بجميع أنواعه. كما أنه يعارض العقوبات، التي، مثل كل العقوبات، تقع دائمًا في نهاية المطاف على الفقراء.”

أما عن هذا الإنخراط الكبير للحكومة الفرنسية في الأزمة في النيجر، ورفضها سحب سفيرها من نيامي فقالت أرتو “نحن ندين هذه السياسة برمتها والتي تتمثل في اعتبار أن فرنسا يمكنها أن تضع قانونها في أفريقيا.”

وأكدّت “نحن نطالب بانسحاب القوات الفرنسية من النيجر ومن كامل إفريقيا.”، لتردف “نضالنا موجه ضد الإمبريالية، أي هيمنة المصالح المالية والصناعية على العالم بأسره. نحن نعتقد أن جميع قادة القوى العظمى، بما في ذلك روسيا والصين، لا يدافعون عن مصالح شعوبهم، بل يدافعون عن مصالح شريحة صغيرة جدًا من المنتفعين الرأسماليين”.

أما عن موقف الفرنسيين من هذه القرارات، فقالت المرشحة السابقة للرئاسيات الفرنسية أن من يدعم اليوم سياسة “إفريقيا الفرنسية” ودعم قبلها السياسة الإستعمارية، هي تلك الأقلية من أصحاب المصالح المالية والصناعية في إفريقيا.

أما بالنسبة لغيرهم من المواطنين الفرنسيين فقالت محدثتنا أنه “ربما هناك عمال يدعمون المصالح الفرنسية في أفريقيا ضد الروس أو الإمبرياليين الآخرين.”، لكنها اعتبرت أن “هذا خطأ جسيم يمكن أن يجعلنا نجد أنفسنا مجندين في حروب المستفيد الوحيد فيها هي الشركات”.

فشل التدخلات العسكرية الفرنسية في الساحل

مؤخرا لوحظت عديد المظاهرات المناهضة لفرنسا، ليس فقط في النيجر بل في عديد البلدان الإفريقية الأخرى. نتالي أرتو قالت أن “هذا يسهل فهمه وشرحه. فبعد عديد تدخلاتها العسكرية، ومنذ أن احتكرت البورجوازية الفرنسية أفضل أجزاء الإقتصاد في إفريقيا، هل تراجع الفقر وانعدام الأمن؟ على العكس تماما. إن مسؤولية الأمبريالية الفرنسية هائلة في تفكك وانهيار الظروف المعيشية لسكان منطقة الساحل“.

كما أضافت “المشكلة هي أن استبدال قوة إمبريالية بأخرى لن يغير شيئا”. وهذا إشارة منها إلى الأعلام الروسية التي يرفعها المشاركون في هذه المظاهرات المناهضة لفرنسا.

أما عن مستقبل العلاقات بين فرنسا والقارة الإفريقية على ضوء هذه الأحداث، فاعتبرت ناتالي أرتو أنه إذا ظلت السلطة في أيدي السياسيين والحكومات كما نعرفها اليوم وخاضعة لقوانين الربح والمنافسة “فإن العلاقات ستظل علاقة مهيمن ومهيمن عليه. وحتى بدون حرب فعلية، فإن نهب الموارد سوف يستمر.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!