-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفير بنغلاديش محمد زلكار نعيم لـ"الشروق":

نتوافق سياسيّا مع الجزائر وفرص كبيرة للشراكة

نتوافق سياسيّا مع الجزائر وفرص كبيرة للشراكة
الشروق
سفير بنغلاديش في الجزائر محمد زلكار نعيم

يقدم سفير بنغلاديش في الجزائر محمد زلكار نعيم، إحاطة واسعة عن واقع علاقات بلاده بالجزائر، والتي يصفها بـ”الممتازة والمتينة” إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي، ويتحدث عن إمكانات واسعة لتنويع وتوزيع التعاون بينهما.
ويقول السفير زلكار في حوار مع “الشروق”، إن بلاده تطمح لزيادة الصادرات الجزائرية، وبالمقابل، رفع عدد العمالة البنغالية في الجزائر خاصة في مجال البناء.
كما يتحدث السفير في سياق آخر عن خطوات بلاده لمتابعة جرائم الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية، مؤكدا أنها تدعم مواقف الجزائر حول القضية الفلسطينية.

كيف تقيمون واقع العلاقات الثنائية بين الجزائر وبنغلاديش؟
العلاقات بين بنغلاديش والجزائر ممتازة جدا، هنالك ثلاثة عوامل تجمع البلدين، أول هذه العوامل هو الدين الإسلامي، نعلم أن 99 بالمئة من الجزائريين يدينون بالإسلام، وفي بنغلاديش 92 بالمئة من السكان مسلمون.
العامل الثاني الذي يجمعنا بالجزائر أن البلدين حاربا الاستعمار، أنتم حاربتم الاستعمار الفرنسي، ونحن حاربنا الاستعمار البريطاني ثم باكستان الشرقية، كما أن الزيارات السياسية لقادة البلدين ومنذ السنوات الأولى لاستقلال البلدين كانت متسارعة وقوية.
اعترفت الجزائر ببنغلادش في ديسمبر 1971، بعد وقت قصير من استقلالها في مارس من ذلك العام، يذكر أن العلاقات بين البلدين أقيمت في عام 1973 بعد أن قام الرئيس مجيب الرحمن بزيارة تاريخية الجزائر التي استضافت قمة دول حركة عدم الانحياز، وفي عام 1974، توجه الرئيس هواري بومدين إلى دكا في زيارة رسمية، قامت الجزائر بدور كبير في تشجيع بنغلاديش على دخول منظمة التعاون الإسلامي.
حتى ثنائية السياسة بين البلدين جد قوية، ثنائية إرسال الدبلوماسيين والعلاقات الدبلوماسية قوية وجميلة جدا.
وكذلك في القضايا الدولية مواقفنا موازية للجزائر، مثلا القضية الفلسطينية نحن ندعم مواقف الجزائر منها، وندعم خطوة جنوب إفريقيا برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بالنسبة للصحراء الغربية نحن ندعم مساعي الأمم المتحدة تجاه القضية كدولة متحررة ومستقلة.
قدمت الحكومة البنغالية طلب إرسال محامين في وفد جنوب إفريقيا لإتمام الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتجريم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
بنغلاديش الدولة الثانية بعد جنوب إفريقيا التي عرضت إرسال محامين لمتابعة القضية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وتقرير حق الشعب الفلسطيني.

خلال الدورة الأولى للمشاورات السياسية الثنائية بين البلدين في ماي 2022، تم الاتفاق على ضرورة إنهاء عدد من مشاريع الاتفاقات ومذكرات التفاهم وتنظيم زيارات مسؤولين سامين للبلدين ووفود قطاعية، ماذا تحقق على أرض الواقع لحد الساعة؟
نعم، هذا تاريخ مهم بين بلدينا، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات واحدة بين شركة سوناطراك وشركة بنغالية، علاوة على اتفاقية في قطاع العمل تخص تشغيل عمال بنغاليين في الجزائر، اجتماعات كثيرة عقدت في هذا الإطار، وهنالك اتفاقات في مجال البناء.
كما تعلمون فإن البنغاليين مركزون بشكل كبير على دول الخليج، ويشتغلون في مجال البناء سواء مهندسين أو بنائين، هنالك كم هائل من العمالة البنغالية في مجال البناء، اتفقنا مع شركات جزائرية، ونعلم أن هنالك عمالة أجنبية في هذا المجال من كوريا والصين إضافة إلى أتراك، ونحن اقترحنا إيفاد مهندسين بنغال وشركات بناء بنغالية، وهذا يكون في صالح الجزائر من جانب أن رواتب اليد البنغالية ليست مرتفعة كثيرا، وعملهم متقن ونأمل في تجسيد هذه الاتفاقيات والتفاهمات.
إضافة إلى ما سبق، هنالك مذكرات تفاهم في مجال الصيدلة والطب وأيضا اتفاقية والتقينا مسؤولين في هذا المجال، وأجريت عدة زيارات لشركات جزائرية منها صيدال، نحن ننتج 90 بالمئة من الأدوية، حتى أننا ننتج الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية ومن ذلك أمراض السرطان، حيث نقوم بتصدير الأدوية وبكثرة للغرب، صادراتنا في مجال الأدوية تصل إلى أزيد من 100 دولة سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
نحن الآن بصدد كتابة المذكرات لأن مذكرات التفاهم ليس من السهل أن يتم صياغتها وتقبل من طرف الجهتين.

أعلنتم عن اهتمامكم بتعميق التعاون الاقتصادي مع الجزائر في عدة مجالات ولاسيما الفلاحة والصناعة وتشجيع الاستثمار المتبادل، خاصة استيراد المواد البترولية والتمور والفواكه الجافة، لو تضعنا في صورة ما تحقق في هذا الجانب؟
العلاقات الاقتصادية بين البلدين ممتازة جدا، حيث تعتبر بنغلاديش مستوردة للمنتجات الجزائرية، مثلا نستورد التمر انطلاقا من ولاية بسكرة، ونأمل في توسيع المواد التي نستوردها من الجزائر كالفواكه الجافة وزيت الزيتون والزيتون.
نحن نستورد الغاز والبترول ولكن بطريقة غير مباشرة، بخط غير مباشر من دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية ودبي.

التقيتم قبل فترة بوزير النقل وناقشتم مجالي النقل البحري والجوي، هل تطمحون لربط البلدين برحلة جوية؟
قبل فترة كانت لي رحلة لحضور مؤتمر في مدينة دوالا الكاميرونية، وسافرت في أول رحلة دشنتها الجوية الجزائرية إلى مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، وبالنسبة لي الجوية الجزائرية تقوم بعمل جبار للغاية، الشركة متطورة جدا، وأنا متحمس لفكرة إقامة خط مباشر بين بنغلاديش والجزائر العاصمة برحلة مباشرة، لأن الجزائر ومن خلال هذه الخطوة ستكسب الكثير.
هنالك الكثير من الجزائريين يتقدمون بطلبات الحصول على تأشيرة بنغلاديش وخاصة تأشيرة الأعمال، ولذلك ربط الجزائر ببنغلاديش سيكون مفيدا، حيث تصبح منطقة عبور حيث تم من خلالها الوصول إلى دول الجوار كتونس ليبيا ومالي والنيجر، وفي الجانب الآخر حتى المسافرين البنغاليون يمكنهم التنقل عبر الجزائر إلى دول أوروبية وكندا، حيث إن عدد البنغاليين المقيمين هنالك كبير جدا لا سيما في بريطانيا.
لقد عرضت الأمر على وزير النقل وهو شخص ديناميكي، ووافق على المقترح ونأمل أن يتم تجسيد الخطوة خلال السنتين المقبلتين.
كما تحدثنا عن فكرة النقل البحري بين البلدين، وهنالك موافقة ولاحقا سيتم كتابة المذكرة، وأتوقع أنه في غضون خمس سنوات سيتم تجسيد هذه الخطوة.

ما هي فرص الاستثمار في بلدكم لصالح رجال الأعمال الجزائريين؟
هنالك فرص واسعة في بنغلاديش لرجال الأعمال الجزائريين، حيث يمكن تصدير سلع بنغالية، هنالك تركيز الآن في مجال النسيج والملابس الجاهزة، بنغلاديش تحولت إلى قطب عالمي للملابس القطنية، غالبية الماركات العالمية متواجدة في بنغلاديش، هذا التنوع يتيح للجزائريين إيجاد كل ما يريدونه، الكثير من الشركات متواجدة وقريبة من بعضها البعض لهذا الأمر يمكن لرجل الأعمال زيارتها كلها واقتناء ما يريدون بأسعار معقولة، هنالك ترابط في المنتجات البنغالية هي “جودة بسعر أقل”.
ورغم بعد المسافة، فإن الجزائر تتعامل مع دول في أمريكا اللاتينية بعيدة جدا وأخرى في شرق آسيا، وهذا ليس سببا أو مانعا لعدم وجود مبادلات تجارية، هنالك الكثير من المنتجات التي تستوردها بنغلاديش من الجزائر.
هنالك مواد مثل زيت الزيتون والتمر والتين والحديد بكل أنواعه نسعى لزيادة استيرادها، بينما لم تحدث معاملات تجارية لجلب الاسمنت لأن الضريبة عليها مرتفعة، ونسعى لعقد لقاءات مع الجزائر من أجل تخفيضها والبدء في استيراد شحنات من الإسمنت الجزائري.

أصبحت بلادكم مركزا عالميا للصناعات النسيجية، ما هي التدابير المتخذة لمكافحة ظاهرة التقليد؟
بنغلاديش مهتمة بمبادلة خبراتها الغنية في إنتاج المنسوجات والملابس الجاهزة مع الجزائر، وهذا القطاع لا يحتاج إلى شهادات تعليمية عالية للعمل فيه.
فيما يخص الماركات العالمية التي تشتغل في بنغلاديش، فإنه يستحيل تقليدها، لأن الشركات الكبرى تضع تدابير احترازية، فعند تصنيع المنتجات الأصلية يتم تقديم التصميم ولن يتم الكشف عنه أبدا، ثم تنقل المنتجات إلى الدول الأوروبية وأمريكا ويتم تدوين صنع في دول أخرى وليس صنع في بنغلاديش، هنالك تدابير ضد التقليد تجعله غير ممكن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!