-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

نحو مرحلة انتقالية جديدة؟!

نحو مرحلة انتقالية جديدة؟!

يحدث أحيانا أن تفكر بصوت مرتفع، ويحدث أن تلتزم الصمت أحيانا أخرى وفي كلتا الحالتين يبقى جوهر التفكير هو في مستقبل الجزائر في ظل المتغيرات الدولية ودور الإصلاحات في مواكبة التغيير المرتقب.

  • خذوا العبرة من بن بيتور
  • يحدث أن تلتقي مع أشخاص أو شخصيات وطنية وتسألها عن المستقبل، فلا تجد عندها سوى كلمة “التغيير”، ولكن لكل طرف نواياه، فهناك من يريد استمرار الوضع الراهن، لأنه مستفيد منه، وهناك من يسعى للتغيير لأنه ربما يستفيد من النظام القادم. لكن هناك من يحلم بجزائر جديدة ولا يريد شيئا منها سوى أن تسلم الشعلة للجيل الصاعد. وأمثال هؤلاء قليلون، وفي مقدمتهم أحمد بن بيتور أحد رموز التغيير الذي يعمل على تحقيق التغيير ليتفرغ لعائلته ويعود إلى مدينته. هذا ما حدثني عنه وهو يتألم من دور الصحافة في محاولة تشويه سمعته.
  • والحقيقة هي أنه لا يسعى لمنصب معيّن بعد أن اكتشف “حقيقة ما يجري في الجزائر”، وهو يريد التغيير، لأن الجزائر لا تستطيع استرجاع مكانتها والقيام بالدور المنوط بها ما لم يحدث فيها تغيير شامل.
  • ولهذا لم أفاجأ حين قرأت تعهدات المجلس الانتقالي الليبي بأن أعضاءه لن يترشحوا لأي منصب بعد تحرير ليبيا من عصابات القذافي. فالذي يطمح في التغيير الحقيقي هم أولئك المواطنون الذين يعملون من أجل أن تبقى الجزائر واقفة.
  • عودة وجوه الأزمة
  • يحدث أن تسأل نفسك هل “مسيلمة الكذّاب” في اليمن هو نفسه الموجود في ليبيا حاليا؟
  • ويحدث أن تقرأ الأسماء المدعوة لهيئة المشاورات برئاسة عبد القادر بن صالح وتجد نفسك عاجزا عن فهم لقاء رئيس كتلة الثلث المعطل في مجلس الأمة مع رئيس مجلس الأمة في هيئة المشاورات. ويحدث أن تقف أمام أعضاء من هيئة المشاورات وأعضاء من المدعوين وتسأل نفسك: من المتسبب في الأزمة الجزائرية؟ أوليست قيادة خالد نزار وتواتي وسيد احمد غزالي وعلي هارون وآخرين؟ يحدث أن تتألم حين ترى وتسمع رؤوساء أحزاب ليس لهم وجود في الواقع وهم من بقايا المجلس الانتقالي لعام 1994 يتحدثون عن الإصلاحات ويقدمون الاقتراحات. ويحدث أن تشعر بالألم والمرارة مما وصلت إليه الجزائر وهي تنفض الغبار عن “الجثث السياسية”، على حدّ تعبير أحدهم، للبحث عن تعديل دستور أو تقديم مشورات للسلطة لعلها تفلح في الإصلاحات، فالمعارضة في حاجة إلى السلطة وليس العكس.
  • يحدث ألا تفكر في غير نفسك، لأن ما يجري أمامك مجرد “سيناريو” لمرحلة انتقالية جديدة.
  • فاللاحدث هو أن تفكر في مستقبل البلاد والعباد، والحدث هو أن تساند الإصلاحات التي ربما تأتي بالوزير الأول رئيسا بعد انتهاء العهدة الثالثة عام 2014.
  • واللاحدث هو أن تشعر بالخطر القادم من الشارع والاحتجاجات، أما الحدث فهو افتعال المشاكل مع الجيران.
  • إذا كانت عودة “وجوه الأزمة” لتسيير البلاد تحت غطاء الاستشارات حدثا مهما في الإصلاحات والتغيير، فاللاحدث هو أن تفكر في الخطورة التي يشكلونها على مستقبل الجزائر.
  • إن رهن البلاد والعباد لمن عاثوا فسادا ونهبا لخيرات البلاد هو بمثابة قطع الأرزاق أمام مستقبل الأجيال اللاحقة.
  • قد يقول البعض: ما يفيدك الحديث عن جيل من الشباب لم يرق إلى مستوى الشباب التونسي والمصري في التعبير عن تطلعاته وأحلامه؟
  • أجيب بصراحه.. مشكلة الجيل الصاعد، في “حزب فرنسا” الذي عاد بقوة عبر هيئة المشاورات. وفي تسييس المجتمع المدني وتخلي الأحزاب عن مناضليها، فالجهوية صارت “عملة” داخل الأحزاب بعد أن تغلغلت في جسد السلطة.
  • وحين تصغر الجزائر في عيون الآخرين وتبقى كبيرة في عيني فهذا دليل عجز، والعجزة يجب أن يحالوا على “مراكز العجزة” أو التقاعد.
  • قوة الجزائر تكمن في الدور الذي تقوم به على مستوى المغرب العربي والوطن العربي، ومادام هذا الدور مفقودا فإننا لا نستطيع أن نحقق المستقبل، ما لم نتحرر من “رجال المرحلة الانتقالية” ونطوي ملف توقيف المسار الانتخابي، ونحيل أصحابه على التقاعد. صحيح أن المستفيدين من الأزمة قاموا بتبييض أموالهم في العقار وتحويل الأموال إلى البنوك الأجنبية عبر “خمسة بنوك” أحالوا أصحابها إلى العدالة بعد أن أدت مهمتها.
  • والأصح أنهم عادوا لتبييض “وجوههم” إعلاميا وسياسيا، بعد أن سلّموا السلطة لأبنائهم عبر “المال الحرام”.
  • ألا يكفي أنهم ورثوا السلطة وتوارثوها ويريدون توريثها لأبنائهم بالحضور الإعلامي لهم.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ali

    شكرا لكم

  • سليمانحكوم

    لمن تقرأ زبورك يا أستاذ؟ هؤلاء لايحتاجون رأيا لأنهم لا رأي لهم بل مجموعة تريد البقاء في الكراسي بأي ثمن .أما بن بيتور فقد جاء في زمن انقلاب الأخلاق في سوق العملاء ببضاعة المخلصين فهل يشتري عميل الإخلاص للفكرة وهوفاقد الفكر؟ أم الإخلاص للوطن ووطنه هو من يحكمه وليس بلده؟ والإخلاص للتاريخ وهو فاقد التاريخ؟ والإخلاص للمهمة ومهمته إرضاء بطنه وأسياده؟ ولا ندري ما هو المبرر والدافع معا لاختيار هذا الأسلوب وهذا المنفذ للمشاورات المزعومة؟ أهو هوان الدستور أم هوان الإصلاحات؟

  • amar

    بارك الله فيك يا استاذ عبد العالي كلما اطلع على مقالتك يعاودني الامل في جزائر الشهداء جزائر العروبة و الاسلام جزائر الاحرار و ان كيد الطابور الخامس ـ حزب فرنسا ـ في نحورهم و ستعود الجزائر الى حضن ابنائها طال الزمن ام قصر...
    طالب جامعي ماستر اعلام و اتصال