-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نعم.. تزوجي عليه!

سمية سعادة
  • 13929
  • 3
نعم.. تزوجي عليه!
ح.م

بقدر ما أشفقت لحالها وهي تروي باكية ما حدث لها مع زوجها الذي استبطأ الفرج وتزوج عليها لأنها لم تنجب له مع أنها تبدو في سن صغيرة وبإمكانها أن تصبح أما متى شاء الله ذلك، بقدر ما استفزني تعلقها الزائد برجل لم يلق بالا لمشاعرها، بحيث أسكن زوجته الجديدة معها في نفس البيت وصارت تسمع منها ما لا تطيقه من كلام يكسر الخاطر ويجرح الفؤاد، خاصة وأنها أنجبت بعد فترة قصيرة من الزواج، استفزتني وهي تقول إنها لا تطيق البعد عنه وإنها تحبه رغم أنه سدّد لها سهما قاتلا عندما جعل امرأة أخرى تشاركها فيه في نفس البيت، واستفزتني أكثر وهي ترد عليه في الهاتف بصوت متهدج خائف بأنها ستأتي إليه حالا حيث ينتظرها بعد أن تستلم وثائقها من موظف البلدية، وقلت في نفسي: ترى ما الذي ستخسره هذه “المخلوقة” بعد هذه الخسارة الكبيرة؟.

أعرف أن حالة من الاستنفار تحدث بين الرجال وحتى بين بعض النساء، عندما يأتي الحديث عن التعدد الذي شرّعه الله في كتابه العزيز، فجميع الرجال يحفظون مثني وثلاثى ورباعى لأنها تقع وفق هواهم، ولكن القليل منهم من يحفظ – على حد تعبير أحد الدعاة “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم”وقليل منهم من يحفظ “استوصوا بالنساء خيرا” أو” ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”، والمشكلة هنا ليست في هذا الرجل الذي تزوج على زوجته التي لم تنجب له وإلا كان ذلك من حقه متى وجد في نفسه رغبة لذلك، ولكن المشكلة في الإساءة إلى مشاعر هذه المرأة ب”وضعها” في مكان واحد مع ضرتها التي تمارس عليها ضغوطا نفسية أنهكتها أكثر مما هي منهكة، فلو كان لهذا الرجل القدرة المادية للزواج بثانية وهي أحد شروط التعدد، فلماذا لم يوفر لكل واحدة منهما بيتا خاصا حتى وإن كان مستأجرا؟ وإذا كان قادرا على العدل بين زوجتيه، وممسك بزمام حياته معهما، فلماذا يترك زوجته الثانية تتسلط على الأولى وتسلب منها راحتها النفسية وهو يتفرج من بعيد؟.

إن أكثر الرجال في مجتمعنا يتعاملون مع المرأة بأنانية شديدة تدوس في طريقها على مشاعرها وتسفك دماءها باسم “تطبيق الشرع”مع أن الكثير منهم لا يطبق من الدين إلا ما لا يجد فيه مشقة وعناء، وإلا لما نبس الرجل بكلمة التعدد إلا وهو يتأبط كل شروطه التي نص عليها الشرع، في حين نجد المرأة تتنازل عن حقها في الزواج من رجل آخر إذا ثبت أن زوجها عقيم أو مصاب بمرض خطير كما يفعل بعض الرجال الذين يجدون في مرض الزوجة مبررا للزواج ثانية.

إن ما استفزني في تلك المرأة التي أشرت إليها في بداية هذا المقال، هو تعلقها الشديد برجل لم يراع مشاعرها وألقى بها بين يدي امرأة لم ترحم ما ألمّ بها ليسعد قلبه وتقر عينه، في حين أنه كان بإمكانها أن تملأ حياتها بصنعة تتقنها أو هواية تحبها وتنسى أمره تماما، لذلك على كل امرأة وجدت جفاء من زوجها، أو استبدلها بأخرى أن “تتزوج”عليه بحياتها الخاصة التي تشعل فيها شمعة السعادة والنجاح، فليست الحياة كلها زوج وولد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Anaya

    يقول أحمد شوقي :
    هجرت بعض أحبتي طوعاً لأنني
    رأيت قلوبهم تهوى فراقي ..
    نعم اشتاق ..
    ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي ..
    أرغب في وصلهم دوماً، ولكن...
    طريق الذل لا تهواه ساقي!

    العيش بدون حب أهون بكثير من العيش بدون كرامة !أكيد ! و الشيء الذي لاحظته هو أن موضوع التعدد هو الموضوع الوحيد الذي يتفق عليه الرجال المسلمون ! ضف إلى ذلك طبعا حور العين اللواتي تنتظرنهم في الجنة! غريب فعلا أمركم!

  • الونشريسي

    اذا انكرت ذالك. فقد خلعت ربقة الاسلام.....فلاتؤكل طعامك ولاتقبل منك صقى ولاصلاة ولاحج..اما ان تتوبي وتقري بماجاء به القران...او .. ........طلعت لي لاطاسيون كيفاش تصفين المسلمين بالمعددين حيوانات..الصحابة رضي لله عنهم عددوا..وخيرنا وقدوتنا رسول الله صلى اله عليه وسلم...

  • واقعية

    حوصلة فكر مجتمعاتنا الذكورية و لا فائدة من النقاش و قراءة السير و الدين ........... لخصها في المراة هي لا شيء ....... هنا ينتهي كل شيء . والله المستعان .