-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبد العالي أبصر لمدة 30 ثانية في حياته!

نهاية مأساوية لأشهر موسيقي كفيف رفقة عائلته بالغاز في سكيكدة

الشروق أونلاين
  • 4591
  • 5
نهاية مأساوية لأشهر موسيقي كفيف رفقة عائلته بالغاز في سكيكدة
ح.م

ووريت زوال السبت، في مقبرة الزفزاف في مدينة سكيكدة جثامين أسرة من ثلاثة أفراد هم عبد العالي قنون، 50 سنة، وزوجته د.ع 48 سنة، وإبنهما إسلام قنون 14 سنة، في أجواء من الحزن إلى درجة الإغماء والعويل، بعد أن أباد الغاز أحد أشهر المو سيقيين بطيبته قبل فنّه الفنان القدير عبد العالي قنون، الكفيف الذي كان ينظر ببصيرته، فيملأ الدنيا موسيقى وأمل وعائلته الصغيرة.
“الشروق ” تنقلت إلى البيت الذي وقعت فيه الفاجعة في حي مسيون وهو قطب عمراني اجتماعي جديد بقلب سكيكدة، وتقطن العائلة المفجوعة في الطابق الرابع من العمارة رقم 11 في شقة من ثلاث غرف، يقول شاهد عيان وهو نفسه الشاب الجار الذي تسلق شرفة الضحايا سعيا لإنقاذهم بعد غياب الموسيقي الضحية عن صلاة الجمعة التي دأب على تأديتها للشروق اليومي: “شعرنا نحن أهل الحي بأن غياب عمي عبد العالي يوم الجمعة عن أداء الفريضة، ليس عاديا، فطرقنا الباب، ولكنه لم يرد، فازداد خوفنا على مصيره، وشممنا رائحة غاز منبعثة من البيت، فغامرت بمحاولة تسلق جدران المنزل والدخول إلى البيت عبر شرفته تزامنا مع الاتصال بمصالح الحماية المدنية، وكانت الفاجعة أكبر من الوصف، فزوجة عمي عبد العالي كانت قرب نافذة غرفتها تسعى لفتح النافذة ولكنها أسلمت روحها على بعد ثوان من بلوغ النافذة، بينما سلّم عمي عبد العالي نفسه لبارئها في فراشه، واستلقى إلى جانبه ابنه إسلام، الذي كان واضحا بأنه حاول إنقاذ أبيه فهلك معه”.
ولحسن الحظ، تم إنقاذ ابنته البالغة من العمر ثمان سنوات، لأنها كانت نائمة على فراش أرضي وبعيد عن بقية الأسرة، وهي حاليا تحت الرعاية المركزة فاقدة للوعي في المستشفى، ولا تدري لحد الآن ما حدث لعائلتها. وتأكد رسميا بأن أول أوكسيد الكاربون الذي أباد العائلة كان منبعثا من سخان الحمام، ومازالت تحقيقات مصالح الأمن متواصلة حول هذه الحادثة التي أدخلت كامل مدينة سكيكدة في حداد.
لقد عاش الفنان عبد العالي قنون حياة زهد لا مثيل لها، وهو ما جعل أهل سكيكدة في سنة 2016 يبادرون إلى منحه أملا في استعادة بصره، عندما علموا بأن عيادة مختصة في برشلونة الإسبانية بإمكانها أن تمنحه البصر، ولكن المبلغ المطلوب كان نصف مليار سنتيم، أهل سكيكدة بعد أن أعياهم السعي بين مدّ وجزر المسؤولين لجأوا إلى أنصار شبيبة سكيكدة، وجمعوا من مشجعي الفريق في الملاعب المبلغ، وأرسلوا الفنان عبد العالي إلى برشلونة، وعاد بضمادات على عينيه، وأخبره الأطباء بأن نسبة نجاح العملية 50 بالمائة، وعندما نزع الضمادات أبصر ابنه إسلام، فضمه إلى صدره، ونظر إلى ابنته وزوجته وشاهد بيته الجديد، ثم حلّت غمامة ظلام أخرى على عينيه، وتأكد بأن استعادته للبصر لم تدم أكثر من 30 ثانية، فقبل بقضاء الله، وعاش مقتنعا بمصيره إلى أن رحل عن الدنيا في حادثة ستخلّده في ذاكرة أهل سكيكدة إلى الأبد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • zaki l algerien

    اللهم أرحمهم وأسكنهم فسيح جناتك

  • محمد

    سلام وعليكم، ان لله و وأن إليه راجعون، رحمة الله عليهم و اسكت فسيح جناته

    هذ الغاز راه قتل نصف الشعب، انا نقوللكم المشكل وينو، بخاطرش الحالة سايبة ، كل الرصاصين والغير رصاصين رآهم يخدمو فل الغاز و ما عندهمش رقابة
    ولا تاهيلات، ولا يفقهون شيء ، والجهزة التي تباع في السوق غير امنة، الدولة لازم دير رخصة لناس لي تثبت و تريباري و وتكونترولي الاجهزة لي راهي تتباع هذا الغاز راه يقتلنا كامل ، الله يجعل الخير

  • رياض

    الله يرحمهم و يوس عليهم.....والله الطريقة التي سردت بها المأساة و الوضعية التي وجدا عليها الضحايا جعلتني نبكي.

  • Dziri

    Rabi yarahmou wa yarham ahlouh wa koul el mouslumine

  • العباسي

    الله يرحمهم ويوسع عليهم