-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استحضرت الحلاج واتكأت على الصوفية في ثالث تجاربها الشعرية

نوارة لحرش تصدر الطبعة الثانية لـ “كمكان لا يعول عليه”

زهية منصر
  • 412
  • 0
نوارة لحرش تصدر الطبعة الثانية لـ “كمكان لا يعول عليه”
ح.م

تصدر الشاعرة نوارة لحرش الطبعة الثانية لديوانها “كمكان لا يعول عليه” عن منشورات الوطن اليوم وهو الثالث في مسارها الإبداعي كشاعرة.
الديوان الصادر بدعم من ديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة اختارت من خلاله لحرش حشد كل مفردات اللغة الصوفية بداية بالعنوان ”كمكان لا يعول عليه”، فإذا كان ابن عربي يقول إن “المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه” فإن لحرش تقلب الموازين إمعانا في إعادة تشكيل اللغة وتفكيكها والبحث عن ابتذال معنى الحياة المعاصرة وكأنها تريد أن تقول إنه لا مقدس في الحياة وكل شيء قابل للهدم.
منذ البداية اختارت صاحبة “أوقات محجوزة للبرد” أن تتكئ على الشاعر الأرجنتينيّ “أنطونيو بورشيا” أوجاع الروح هي الروح، لأن الروح التي تشفى أوجاعها تموت لتبرر كم الحزن الذي اكتسته المجموعة، ولكنه ليس حزنا غرق في السوداوية بل يسائل عثرات الحياة وينحت المعنى من أعماق الروح، حيث تورد الشاعرة مثلا قولها “كدمعة المعزي الغريب على ميت لا يعنيه تعلقني الحياة على أفكارها المنهكة”.
على امتداد 96 صفحة و21 نصا تتحول الحياة بكل عثرات وأوجاعها وأملها أيضا إلى محترف لغوي تنحت منه نوارة لحرش معاني أشعارها بكثافة وعمق لامس الأبعاد الصوفية للغة “لو مرة، سقطت سهوا من شجرة المعنى كيف أتعرف على أنا”، في مقطع آخر تقول الشاعرة “صبرت عمري في أحلام كسيحة فانتهى أيقونة للعدم.”
تتمحور قصائد نوارة لحرش حول تيمة الحياة التي يحولها قلمها إلى ساحة لـ” وليمة أسئلة” لأن الحياة دون شغف السؤال والشك ليست حياة تستحق الحياة، لذا تسأل نوارة باستمرار “منذ متى والحياة فكرة شاحبة تتدلى من شجرة غير مباركة”؟ هو السؤال الذي يقودنا إلى أن نتسلق شجرة “المعنى” وندخل “وليمة” لغتها ونكتشف “أعطاب باكرة” وغيرها من النصوص التي تجمع بين جمال وقوة الصورة الشعرية وبين عمق الفلسفة والرؤية الناضجة للأشياء، وبذلك تؤكد نوارة لحرش أن الشعر أكبر من جمال اللغة ووقع القافية أنه مشروع فكري متكامل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!