-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رواية جديدة لمحمد بن جبّار تنبش في المعاناة

“هايدغر في المشفى” يرى النور.. والضجّة بدأت من الفيسبوك

حسان مرابط
  • 1115
  • 0
“هايدغر في المشفى” يرى النور.. والضجّة بدأت من الفيسبوك
ح.م

تعززت المكتبات الجزائرية والعربية، برواية جديدة للكاتب محمد بن جبار وسمها بـ”هايدغر في المشفى” تعدّ ثالث أعماله الروائية بعد “أربعمائة متر فوق مستوى الوعي” و”الحركي” التي أثارت ضجة العام الماضي.

وصدرت رواية “هايدغر في المشفى” حديثا عن منشورات “بوهيم” ويرتقب أن تكون حاضرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته القادمة.

وتعدّ هذه الرواية الثالثة في المسيرة الأدبية لمحمد بن جبار، وبها يكون قد حجز لنفسه مكانـة محترمة بين روائيي الجزائر، في ظل بعض الظروف التي لم تسمح له بممارسة الكتابة الإبداعية في وقت مبكر، بحكم ارتباطه بوظيفة إدارية شغلت وقته دائما. وأيضا خاصة بعد صدور روايـة الحركي عام 2016، التي خلّفت وراءها جدلا في أوساط مجتمع القراء والمثقفين والطبقـة السياسية.

يقول بن جبار عن نفسه إنّه كاتب لا يعترف بـ”النمطية” التي درج الكتاب نهجها، قام بكسر القواعد التي يتعامل بها الجميع، أكثر من ذلك ولا يأبه إلا لما تمليه عليه وجهة نظره المختلفة.

وقال بن جبار في تصريح إلى “الشروق: “ما إن بلغ القراء خبر صدور روايته الثالثـة “هايدغر في المشفى” عبر شبكة التواصل الاجتماعي حتى هرعوا يستفسرون متلهفين إلى النص الجديد الذي سوف يكون “قنبلـة الموسم” بحسب وصفه.

وأضاف: “كنتُ من القلائل الذين اقتربوا من نصوصه السابقة وتعاملت معها بشكل جيد”.

وفي روايته الجديدة الصادرة عن دار “بوهيما” يشكل عالمه المتفرد بداية من الإحباط الشخصي، كاتب “تحاربه لوبيات ثقافية مكرسة، يرحل بعيدا بحثا عن شيخ يعلمه “ألفية ابن مالك” لأجل التحكم الكامل في قواعد النحو، ولكنه يجد نفسه في مشفى “الأمراض العقليـة”، حيث ينتظم النزلاء إلى فريقين، فريق ينتمي إلى عقيدة هايدجر وفريق آخر ينتمي إلى كارل بوبر، في بداية الأمر يلتزم الحياد، لكن الحياد في مشفى المجانين “صعب للغاية” إذ إن هناك حروب مصالحة متأججة، ما يلبث أن ينضم إلى الهايدجريين ويدخل في تجربة العمل السياسي والمقاومة، فسلطة إدارة المشفى من مصلحتها أن يبقى الفريقان في صراع دائم حتى يتسنى لها تمرير مخططاتها، وفي الأخير يتحد الفريقان لمواجهة سلطة الإدارة الديكتاتورية من أجل الحصول على “الكرامة الإنسانية”.

ويقول بن جبار إنّ فلسفة هايدجر وكارل بوبر حاضرة ضمن المشهد الروائي، عبر شخصيات مثل عواد والناصر وفريد ونينو وغيرهم، تتفاعل وتتصارع وجهات النظر لتشكل وحدة روائيـة رائعـة، حيث الإثارة والحركة لا تتوقف.

وبهذا العمل ينبش بن جبار محمد في جراح الحاضر والمعاناة التي يعيشها الجزائريون في ظل حرب المصالح ودكتاتورية الإدارة..و..و.. حيث لا ينفع الحياد.

ويشار إلى أنّ العمل الذي يضم مشاهد روائية متداخلة يسلط بن جبار محمد الضوء على المصالحة الوطنية التي بموجبها تصالحت السلطة مع الإرهاب وأعفتهم من المسؤولية الإجرامية، حيث يعود الحديث عنها من خلال شخصية البطل عواد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!