-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجوم ساطعة

هدفي.. قيصر القارة السمراء

الشروق الرياضي
  • 3906
  • 0
هدفي.. قيصر القارة السمراء

الذين يقولون بأن جمعية وهران هي مدرسة الكرة الأولى في الجزائر لا يبالغون، فقد تتلمذ ميلود هدفي قلب دفاع مولودية هران الشهير في صفوف الجمعية قبل أن ينتقل إلى المولودية ويصنع لها ولنفسه مجدا، وصار صخرة الدفاع الجزائري، وعندما واجه المنتخب الجزائري البرازيل، أطلق عليه أسطورة العالم بيلي، لقب قيصر الكرة الإفريقية، على وزن قيصر الكرة الأوروبية الألماني بيكنباور.

كلما أذكر ميلود هدفي تنتابني ذكرى أليمة ففي الفاتح من جوان من سنة 1994 أجريت معه حوارا مطولا عن حياته لينشر في صحيفة الشروق العربي، عندما كان مسيّرا برفقة فريق مولودية وهران الذي كان يضم تاسفاوت وبلومي، فتحدث بشغف عن الماضي والحاضر، لكن قبل أن أنشر ذاك الحوار الشيق، توفي ميلود هدفي بسكتة قلبية عن عمر لا يزيد عن 45 سنة قضاها كلها في عشق لعبة كان يمارسها مثل الرسام على حدّ تعبير كل الذين واجهوه من المهاجمين، فلم يكن عنيفا لا مدافعا كلاسيكيا يرمي الكرة بعيدا عن منطقته، بل صانعا للعب إلى أن قاد مولودية وهران في صيف 1975 لأن تتوج بأول كأس في تاريخها على حساب مولودية قسنطينة، حيث كان مدافعا منع قموح وفندي وكروكرو من التهديف، وصانعا لكل هجمات فريحة وبلكدروسي وقشرة.

لعب قيصر الجزائر مع منتخب إفريقيا في مباراتين استعراضيتين في المكسيك والبرازيل واجه فيها كرويف ومولر ورفيلينو، وحاول مدرب ليون الناخب الفرنسي الشهير إيمي جاكي إقناعه بتقمص ألوان الفريق فرفض وعاش لأجل مدينته وهران ولفريقها الكبير المولودية، ويعترف تاسفاوت قبل انتقاله إلى أوكسير الفرنسي، بأن سبب بقائه طويلا في مولودية وهران يعود إلى المرحوم هدفي الذي كان يُخرج المال من جيبه ويدفع للاعبين حتى يبقوا مع مولودية وهران التي وصلت إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية ولم تفز باللقب أمام الرجاء البيضاوي.

على قلة اللقطات والمباريات التي مازالت في الأرشيف الكروي عن سبعينيات القرن الماضي، إلا أنها تكشف من لمسه للكرة ودحرجته لها وشموخ نظرته، بأن اللاعب كان فعلا متميزا مثل القيصر كلما امتلك الكرة ملك مفاتيح الملعب، فيدخل من خلالها أي باب يريد.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!