-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عقد نفسية وسط التلاميذ ومختصون دعوا إلى توحيدها

هكذا تكرس “اللُّمجة” الطبقية في المدارس

آمال عيساوي
  • 1992
  • 9
هكذا تكرس “اللُّمجة” الطبقية في المدارس
أرشيف

هناك إجماع لدى الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ، على أنّ اللّمجة المقدمة لتلاميذ الابتدائي تكرس الطبقية والفرقة بين التلاميذ.. فقد يقدر والد على دسّ الكثير من الأكل والحلويات والفاكهة في حقيبة ابنه ولا يقد آخر سوى على منحه قطعة خبز صغيرة وبين هذا وذاك تبنى طبقية، والتي تؤسس حسب المختصين لترسيخ عقد متناقضة بين تلميذ يرى نفسه أحسن من البقية بما امتلكه من طعام وآخر يرى نفسه دونهم…

طبقية كبيرة تحدث في المدارس والمؤسسات التربوية بين التلاميذ فتحرج البعض منهم وتؤدي بالبعض الآخر للإصابة بعقد نفسية تجعله ينفر من الدراسة ويفقد شخصيته، عندما يرى نفسه أقل شأنا من غيره، في حين تخلق نوعا من التكبر في نفوس فئة معينة ممن يعيشون رفاهية ويأتون للمدارس محملين بأكياس اللمجة التي تشبه فطورا ملكيا، وليست لمجة مخصصة لسد جزء من جوع التلاميذ أثناء الدراسة، نظرا لما تحتويه من فواكه متنوعة وغيرها، وهو الأمر الذي شمل جميع المدارس التربوية من دون استثناء هذا العام بسبب غلق المطاعم المدرسية التي أسندت للبلديات منذ ما يقارب السنتين تحججا بجائحة كورونا، فأصبح التلاميذ يحضرون لمجتهم من منازلهم، وهذا ما أوضح الفروق الطبقية في ما بينهم، حيث يتبين الفقير من الغني في نوعية اللّمجة التي تختلف من تلميذ لآخر، فهناك من يسمح له وضع عائلته المادي بإحضار ما لذّ وطاب من الفواكه.

وهناك من تقتصر لمجته على قطعة خبز قد تكون محروقة، لأن الأم تقوم بتسخينها في الصباح لابنها أو ابنتها وتقدمها لهم، مثلما حدث مع التلميذ الذي صُوّرت له لمجته قبل أيام وهي عبارة عن قطعة خبز محروقة على أثر التسخين، وتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وجدلا واسعا بين الأولياء، الذين طالبوا بإعادة فتح المطاعم في أقرب وقت ممكن حتى تكون الوجبة موحدة بين الجميع، ولا يعلو تلميذ على آخر..

عمراوي: اللّمجة تسبب عقدا نفسية للتلاميذ

ذكر الخبير التربوي مسعود عمراوي، أنه من المفروض أن تكون المطاعم المدرسية موجودة ومفتوحة في جميع المؤسسات التربوية عبر مختلف ولايات الوطن ومن دون استثناء، وذلك حفاظا على الفروق الاجتماعية التي تحتم على العائلات تقديم لمجة متفاوتة بين التلاميذ، فالطبقة البسيطة لا يمكنها أن تقدم نفس اللّمجة التي يوفرها الأغنياء لأبنائهم، وصرّح عمراوي في هذا السياق أن المشكل الرئيسي في توقيف المطاعم المدرسية على مستوى معظم المدارس وإلزام التلاميذ بإحضار اللمجة من منازلهم، راجع إلى مات يقارب السنتين عندما تم إسناد المطاعم المدرسية إلى البلديات، والتي فشلت بدورها كما أثبتت عجزها الكامل في هذا المجال.

وأضاف عمراوي أنهم كانوا في السابق يطالبون بتوفير وجبة ساخنة للتلاميذ وليست باردة، والآن صار التلاميذ لا يتناولون لا الوجبة الباردة ولا الساخنة، وهو ما جعلهم يلجئون إلى إحضار اللّمجة من منازلهم وفق التوقيت الجديد، الأمر الذي رسّخ حسب المتحدث الفروق بين التلاميذ، كما أنه سيجعل الفقراء منهم يشعرون بالنقص، بالإضافة إلى أن نفسيتهم ستتضرر بشكل كبير، الأمر الذي سيؤثر على مسارهم الدراسي والتعليمي، باعتبار أن الطبقية ستكرس وسط المتمدرسين، وسيتبين من خلال اللّمجة الغني من الفقير، ودعا عمراوي في هذا السياق الحكومة إلى ضرورة إعادة إدراج المطاعم المدرسية إلى مديريات التربية كما كانت عليه في السابق وفتحها في أقرب وقت ممكن، وذلك لتوحيد الوجبة بين التلاميذ حفاظا على غذاءهم من جهة وعلى نفسيتهم من جهة ثانية، وكذا لخلق المساواة بينهم في الوجبة التي يتناولونها حتى يكون الجميع سواسية ولا يحس أحدهم بالنقص أمام زملائه.

خياطي: المطاعم المدرسية وضعت لمحاربة سوء التغذية وسط التلاميذ

من جهته البروفيسور مصطفى خياطي أكد “للشروق”، أن الهدف من إنجاز المطاعم المدرسية يرمي إلى محاربة سوء التغذية وسط التلاميذ، لأن بعض العائلات المتوسطة الدخل لا تستطيع أن توفر في لمجة أبنائها المعادن والبروتينات والفيتامينات التي يحتاج لها جسمه حتى يحقق التوازن الفكري ويتمكن من الدراسة بشكل جيد.
وأضاف خياطي قائلا: “بعد غلق المطاعم المدرسية عدنا إلى نقطة الصفر” وإغلاق المطاعم المدرسية سيؤدي إلى تراجع كبير من ناحية محاربة سوء التغذية، لأن الأطفال حسبه، لا يمكنهم أن يتساووا جميعهم في اللمجة المقدمة من المنازل، وفئة منهم فقط من يتحقق التوازن والتكامل في غذائها، لهذا وضع المطعم المدرسي، ليعوض النقص الغذائي الذي يعاني منه بعض التلاميذ وبالتالي يخلق لديهم تفكير متوازن، والمشكلة أن التلاميذ يعيشون هذا الوضع حسب المتحدث منذ خمسة أشهر التي تم فيها غلق المطاعم المدرسية، وبهذا فإن تفكيرهم تراجع بشكل كبير خصوصا بالنسبة للفئة التي لا تتناول البروتينات والمعادن والفيتامينات بشكل كاف في غذائها.

بن زينة: الحل هو تقديم لمجة موحدة للتلاميذ

من جهته رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ خالد بن زينة، ذكر للشروق أنّ اللّمجة أمر حتمي للأطفال حيث يتم تناولها وقت الراحة، والمسألة هنا تتعلق بالتنظيم فمن المفروض أن يتم تقديم وجبة خفيفة عبارة عن الخبز والحليب والمعجون لجميع التلاميذ وينتهي الأمر، لأن بعض العائلات الفقيرة لا تستطيع أن توفر اللمجة الصحية لأبنائها، وأضاف في هذا الشأن أن بعض المؤسسات التربوية تقدم وجبة الغذاء بعد انتهاء التلاميذ من الدراسة في منتصف النهار وبعدها يعودون إلى منازلهم، وأضاف أنه من الأجدر تقديم وجبة أثناء فترة الراحة، حتى يتوازن التفكير عند التلاميذ، وليس بعد الانتهاء من الدراسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • كمال

    لا يا اخوة بل هناك فرق في الاهتمام بالطفل من طرف الاولياء،هناك اولياء يهملون اولادهم و لايصرفون عليهم و لو 20 دج من اجل لمجته نظرا لعقلية الاولياء الذين ليس لديهم احساس او حنية لاولادهم و يعتبرونهم ثقلا عليهم مع انهم هم من انجبوهم،لمجة ب 20دج لا تختلف فائدتها عن لمجة 100دج

  • amremmu

    الجزائري ينجب فيالق من الأبناء وينتظر من الدولة تعليم ووجبات غذائية من نوعية 5 نجوم ومساكن من نوع f4 و f5 وعلاج .... بالمجان طبعا وينتظر عمل بأجرة محترمة لكن بشرط أن يصل متأخرا صباحا ويغادر قبل الوقت مساءا ...... الخ في انتظار أن يشترط قصرا وسيارة رباعية الدفع ................. الخ

  • متطوع

    ما دام الجزائريين ينجبون مليون طفل سنويا : فلا وجبة غذائية صحية في مدارسنا ولا تعليم بالمعايير العالمية ولا عمل لأبنائنا يوم يتخرجون من جامعاتنا المنكوبة ولا القضاء على أزمة السكن ... الخ
    مثال : حين ينجب الجزائريين مليون طفل في سنة 2020 مثلا ففي 2026 يحتاجون الى مليون مقعد بيداغوجي في الابتدائي وبعده في المتوسط ... الثانوي ... الجامعي وبعد حوالي 20 سنة على الأكثر يحتاجون الى مليون منصب شغل ومليون مسكن ... مستحيل ولو كنا في مستوى المانيا أو اليابان . والخلاصة أننا سنبقى نتخبط في دوامة المشاكل والأزمات ما دامت عقولنا لم تتحرر ولم تتنور .

  • متطوع

    ما دامت الجزائريين ينجبون مليون طفل سنويا : فلا وجبة غذائية صحية في مدارسنا ولا تعليم بالمعايير العالمية ولا عمل لأبنائنا يوم يتخرجون من جامعاتنا المنكوبة ولا القضاء على أزمة السكن ... الخ
    مثال : حين ينجب الجزائريين مليون طفل في سنة 2020 مثلا ففي 2026 يحتاجون الى مليون مقعد بيداغوجي في الابتدائي وبعده في المتوسط ... الثانوي ... الجامعي وبعد حوالي 20 سنة على الأكثر يحتاجون الى مليون منصب شغل ومليون مسكن ... مستحيل ولو كنا في مستوى المانيا أو اليابان . والخلاصة أننا سنبقى نتخبط في دوامة المشاكل والأزمات ما دامت عقولنا لم تتحرر ولم تتنور .

  • جزايري حر

    الدراسات الحديثة لعماء الأغذية وعلماء التغذية على حد سواء تجمع على ضرر الوجبات الخفيفة ،وأنها السبب في السمنة ومرض السكري النوع الثاني... وينصحون بأن يتناول الإنسان من 02 إلى 03 وجبات رئيسية خلال اليوم فقط

  • igli

    كلام سليم ..لكن الحل لا يكون هكذا ....يستحق توعية لكل الاولياء و نظام صارم ذاخل المدرسة ... اما حديث المطاعلم فهو متكرر و مستهلك و لا يلتفت اليه كونهم يدركون ان ادارتنا تصدر التعليمات و تشنع بها في القنوات لكن لا متابعة و المدراء يعرفون انها مجرد اشهارات و تخديرات ...و ف الاخير نقول لهم عام سعيد و بالنجاح ....متى يكون هناك ارادة حقيقة للتغيير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • يوسف

    الطبقية حريتها الدولة:
    من خلال بناء مجمع سكني خاص بالاجتماعي وآخر خاص بأصحاب الدخل العالي كعدل والترقوي وغيرهم وآخر خاص بالشرطة وآخر خاص بكذا... سابقا كنا نسكن معا في قرية واحدة وحي واحد طبيب بجنب أستاذ وبطال وفلاح كل الأبناء يتعانلون مع بعضهم لكن حاليا أصبحت المدينة عبارة عن مجمعات وأحياء طبقية له تأثير مباشر على الآفات الإجتماعية وسلوك الأفراد والأولاد ... نتمنى من المختصين دراسة هكذا أمور .....

  • Iyad

    ان كانت لمجه موحده محترمه و هذا شئ مستبعد نظرا لضعف الخدمات، لهذا كل واحد حر في كيفية اطعام ولده في نوعيه الطعام، و المحتاج تتكفل به جزائر تبون.

  • ثمورث

    تكريس الطبقية ظاهرة باللمجة أو بغيرها . بنوعية المحفظة وما تحويه من أدوات فهناك من يمتلك أبويه امكانيات لشراء النوعية الرفيعة وهناك العكس ونفس الشيء يقال على نوعية اللباس ... الخ لكن هناك أيضا أولياء يمتلكون كل الامكانيات لشراء هواتف ذكية ب 10 ملايين فما فوق وسيارات ... لكن في المقابل يرسل أبنائه للمدارس دون أبسط المستلزمات ناهيك عن نوعيتها ... ثم هناك مَن امكانياته محدودة لكنه ينجب وينجب وينجب وينجب ............ فمن المسؤول بل ومن المذنب ؟