-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بالوثائق والأرقام.. "الشروق" تكشف الفضيحة

هكذا حوّلت الشركة الأمريكية “BRC” سوناطراك إلى بقرة حلوب!

نوارة باشوش
  • 7990
  • 11
هكذا حوّلت الشركة الأمريكية “BRC” سوناطراك إلى بقرة حلوب!
أرشيف

مبان آيلة للسقوط.. و” بي. أر. سي” تلعب دور وسيط لالتهام أموال المجمع
لقاءات واجتماعات في أكبر دول العالم وسوناطراك تدفع الملايين بالدوفيز
شكيب خليل وولد قدور وعدد كبير من المسؤولين في قلب الفضيحة

كشف تقرير الخبرة القضائية المتعلقة بملف شركة “براون أند روت كوندر” “BRC” المختلطة بين سوناطراك و”براون أند روث” الأمريكية، عن فساد رهيب في تبديد الملايير من الدينارات بالعملة الوطنية والصعبة لإنجاز المشاريع التحتية في قطاع المحروقات والإنشاءات والصحة والفندقة والمطارات والبناء والخدمات النفطية والنقل، بفضل غطاء الحماية المطلقة الذي يوفره كل من وزير الطاقة والمناجم السابق، شكيب خليل والرئيس المدير العام السابق لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور الفارين من العدالة.
التحقيق متواجد على مستوى عميد قضاة التحقيق بالغرفة الأولى للقطب المالي والاقتصادي لدى محكمة سيدي أمحمد تحت رقم 0009/20، والمتابع فيه كل من الوزير السابق للطاقة شكيب خليل والرئيس المدير العام السابق لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور المتابعين في عدة ملفات فساد على مستوى ذات الجهة القضائية، كما يتابع في ملف الحال عدة مسؤولين مركزيين بوزارة الطاقة وعدد من الوزراء ومديرين سابقين لسونطراك والخدمات النفطية والمطارات والفندقة وغير ذلك من القطاعات.
وقد تبين من خلال التحقيقات أن الشركة الأمريكية “BRC”، عاثت فسادا في الجزائر وتسببت في خسائر رهيبة لخزينة الدولة من خلال حصولها على مشاريع يمكن لأي شركة جزائرية إنجازها، والأخطر من ذلك فقد سجلت اللجنة المحققة أن المباني التي قامت بها هذه الشركة هشة ويمكن سقوطها في أي لحظة وعليه وجب هدمها والبناء من جديد وفق المعايير اللازمة، كما كشفت التحقيقات أن الشركة الأمريكية كانت تقوم بدور الوسيط، حيث تتحصل على المشروع من سوناطراك وتمنحه بدورها إلى مقاول فرعي مع هامش ربح كبير وصل 185 بالمائة.

أوامر المستشار المحقق تكشف المستور
وجاءت التحقيقات تبعا للأمر بندب خبير المؤرخ في 26 أوت 2020 تحت رقم 006 / 2020 الصادر عن الغرفة الأولى بالمحكمة العليا، والقاضي بانتداب المفتشية العامة للمالية، حيث تقدمت لجنة من هذه الأخيرة إلى مجمع سوناطراك من أجل القيام بالمهام المحددة في الأمر والمتمثلة في إعداد خبرة حول المشاريع التي تحصلت عليها الشركة المختلطة ” SPA BRC ” ” BROWN AND ROOT – CONDOR ” مع التركيز على تحديد الطبيعة القانونية للشركة المختلطة “بي أر سي”، عدد الصفقات التي تحصلت عليها من قبل سوناطراك، دراسة ملفات الصفقات الممنوحة لـ” BRC ” ومدى احترامها لإجراءات التعاقد على مستوى سوناطراك، مع الاطلاع على التحويلات المالية التي قامت بها الشركة خارج الوطن والإجراءات المتبعة في ذلك والبنوك التي تعاملت معها في هذه التحويلات، إلى جانب الاطلاع إن كانت هذه الشركة قامت بتسديد الضرائب المقررة قانونا أم استعملت طرقا تدليسية للتهرب من دفع الضرائب، وأخيرا التأكد إن كان مسيرو هذه الشركة أو موظفوها يتمتعون بامتيازات تسهم في تضخيم نفقات هذه الشركة، وهذا عن طريق علاوات أو أجور مرتفعة، أو مهام خارج الوطن أو أي نفقات أخرى، وهذا بالمقارنة مع نظرائهم بشركة سوناطراك.

صفقات الملايير بـ”التراضي” وآجال الإنجاز في خبر كان
وقد تبين من خلال المنح الجزئي والمتأخر للوثائق المطلوبة من طرف مسؤولي مجمع سوناطراك، وهذا بالرغم من تمديد الخبرة لأربعة أشهر، أن الشركة الجزائرية الأمريكية ” BRC “، أنشئت عام 1994 بالرغم من تخصصها في الدراسات والهندسة البترولية خاصة، إلا أن العقود التي تحصلت عليها مع سوناطراك وراقبتها اللجنة هي مشاريع بناء عادية تستطيع الشركات الجزائرية القيام بها بكل أريحية.
وفي التفاصيل فقد منح مجمع سوناطراك المشاريع التي تم فحصها بصيغة التراضي البسيط الإجرائي وإبرام العقدين المطبقين في سوناطراك ” R.14 ” و” R.15 “اللذين ينصان على أن كل تعاقد يتم بإعلان المنافسة ” Appel à la concurrence “، عن طريق إجراء مناقصة مفتوحة وطنية أو دولية، حيث إن اللجوء إلى التراضي البسيط هو استثناء ويكون في حالة “الاستعجال” وهو ما لا ينطبق على جميع المشاريع التي تحصلت عليها الشركة الأمريكية ” BRC “، حيث تبين أن سوناطراك حولت الإجراء الاستثنائي “التراضي البسيط” إلى قاعدة عامة لصالح ” BRC “.
كما كشف التقرير أن معظم العقود الأولية لهذه المشاريع عرفت زيادات كبيرة في مبالغها عن طريق ملاحق لها وصلت لضعف المبلغ الأولي وأكثر مثل “عقد عمارتين بواد حيدرة 170 بالمائة، عقد إنجاز مسبح أولمبي 132 بالمائة، عقد إنجاز سياج وتسوية قطعة الأرض بعين البنيان غرب العاصمة 100 بالمائة..” وغير ذلك من المشاريع فضلا عن تسجيل عدم الاحترام للآجال التعاقدية، مما أدى إلى مضاعفة كلفة المشاريع.
وإلى ذلك، فإن عدم احترام الآجال التعاقدية أدى كذلك إلى عدم إتمام بعض المشاريع عند حل شركة “BRC “، مما اضطر سوناطراك إلى التعاقد مع شركات أخرى لإتمامها ما ينجر عنه زيادة رهيبة في التكاليف، وفي آجال الإنجاز، “عقد إنجاز الأشغال المتعلقة بتكملة المكاتب بولاية وهران، عقد إنجاز سياج للنادي البترولي بزرالدة، عقد دراسة وإنجاز نادي لعمال المحروقات بزرالدة، عقد التأهيل لنادي التنس ” LA MADELEINE “.
وبالمقابل، فقد سجلت لجنة الخبرة خروقات وتجاوزات خطيرة في المشروع الأخير، أي عقد التأهيل لنادي التنس فبعد عام من إمضاء عقد التأهيل “Réhabiltation”، بمبلغ 438646908.96 دج، كشفت الخبرة المنجزة من طرف الرقابة التقنية للبناء أن المباني هشة لا تتحمل إعادة التأهيل، ووجب هدمها والبناء من جديد وفق المعايير اللازمة، مما أدى إلى غلق عقد التأهيل مع الشركة الأمريكية ” BRC “،، وإبرام عقد جديد بالتراضي البسيط مع المقاول اللبناني ” CC.GROUP ” بمبلغ 16619213 أورو، أي ما يفوق قيمة العقد الأولي بأكثر من 3 أضعاف، دون احتساب المبالغ التي قد تكون سددت للشركة ” BRC “.
كما كشفت التحقيقات عن جود تضخيم غير مسبوق في قيمة السلع والتجهيزات والخدمات المستوردة من طرف شركة “BRC” بطريقة لا يصدقها العقل البشري، حيث قدرت عمليات التضخيم بين عشرات ومئات المرات من قيمة التجهيزات.

اجتماعات في أمريكا ولندن وسوناطراك بالدوفيز
وكشف تقرير الخبرة القضائية أيضا من خلال منح لجنة الخبرة لعقد واحد من عقود المناولين الفرعيين الذين تعاملت معهم شركة “بي. أر. سي” ، أن هذه الأخيرة كانت تقوم بدور الوسيط، حيث تتحصل على المشروع من سوناطراك وتمنحه بدورها إلى مقاول فرعي مع هامش ربح كبير وصل 185 بالمائة في حالة مشروع إنجاز موقف ومطعم.
كما لاحظت لجنة الخبرة أن 3 اجتماعات لمجلس إدارة ” BRC ” تمت خارج حدود الوطن وهم على التوالي: اجتماع في هوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، واجتماعان في لندن، مع ما رافق ذلك من مصاريف بالعملة الصعبة لأعضاء مجلس الإدارة والمدعوين.

أرقام مهولة لمشاريع فاشلة
وقد فضح التقرير مجموع المشاريع التي تحصلت عليها الشركة الأمريكية ” BRC ” بالتراضي وكذا قيمتها المالية والمقدرة بالملايير من الدينارات مما تسبب في خسائر رهيبة للخزينة العمومية وهذه المشاريع هي كالتالي:
1 ـ إنجاز موقف مطعم تشمل الدراسات الهندسية، التوريدات، أشغال البناء وتركيب التجهيزات بقيمة مالية تقدر بـ 14. 893 888 4100 دج.
2 ـ إنجاز أشغال الكتامة “Travaux d’etanchéité”، على مستوى مقري مؤسسة سوناطراك وزارة الطاقة بمبلغ 35.912 667 165 دج.
3 ـ دراسة وإنجاز نادي لعمال المحروقات بزرالدة بـ 80. 513 527 8709 دج.
4 ـ توريد وتركيب رافعات للصيانة الخارجية على مستوى مقر سوناطراك بحيدرة بمبلغ إجمالي يقدر بـ 05.360 811 168 دج.
5 ـ إعادة تهيئة لمبنى “RELEX” بديدوش مراد بـ 87.841 858 554 دج.
6 ـ إنجاز خدمات إعادة التأهيل لنادي التنس بقيمة مالية تقدر بـ 96.908 646 483 دج.
7 ـ إتمام بناء عمارتين بواد حيدرة بـ11.900 647 9815 دج.
8 ـ إعادة تهيئة وتوسعة فيلا الضيوف لسوناطراك بجانت بمبلغ إجمالي يقدر بـ 26.795 476 188 دج.
9 ـ إنجاز مسبح أولمبي بالمكان المسمى بن علي شريف بقيمة 67.090 691 5155 دج.
10 ـ إنجاز سياج وتسوية القطعة الأرضية بعين البنيان بـ09. 165 103 576 دج.
11ـ إنجاز الدراسات لمركز تحسين المستوى بأرزيو بمبلغ مالي إجمالي يقدر بـ 39.180 064 482 دج.
12 ـ إنجاز سياج للنادي البترولي الكائن بزرالدة بـ 688 680 88 دج.
13 ـ إنجاز الأشغال المتعلقة بتكملة المكاتب بولاية وهران بقيمة مالية إجمالية تقدر بـ56. 735 661 8300 دج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • عصام

    لو كان هناك تدقيق كبير في حسابات سونطراك لن الجزء الحكومة الى قانون مالية تكميلي ما يتعب بالقوانين السابقة ارقام كبيرة (السرقة المقننة الاصحاب النفوذ ). فيما يخصص الاتحاد العام العمال الجزائرين قد اصبح حول سياسي وليس له علاقة بحقوق العمال واصبح يشجع الطبقية (عمال من درجة اولى و من درجات مختلفة عمال الجزائر مكتوب السماء اباءهم و البقية عبيد).

  • هشام

    لا حول ولا قوه الا بالله 16 مليون ارو للشركه اللبنانيه مبلغ رهيب ..على الجهات المختصه التحرك

  • عبد الحميد

    شكيب خليل اشترى قصر في اريحه في إسرائيل ويعيش الآن مع اسرته هناك تحت الحماية الاسرائيلية وأبنائه لهم وكالات عقارية في أمريكا ويتاجرون في العقار بأموال البترول الجزائري ولمن لا يعلم شكيب خليل مروكي تحصل على الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال ومن لطف الله بالجزائر أن الحراك المبارك أفسد خطة السعيد بوتفليقة كان يريد تقديم شكيب خليل لرئاسة الجمهورية خلفا لأخيه

  • حواس

    المال الهامل. رئيس كان مشلول ولا رقابة برلمانية ولا مجلس محاسبة. مسؤولين ظنوا انفسهم لهم الحق في تبذير المال العام. بإختصار مسؤولين ليس لهم ولاء للجزائر. عندما يرون امريكي او أوربي تحكمهم الخلعة فيوقعون على كل شيء. مسؤولين بلا كفائة. بسراحة لا أظن أن الأمر تغير, عندما يرحل المسؤولين الحاليين سنكتشف المصائب التي تحصل الان. وهكذا دواليك.

  • Ahmed

    راح شكيب و جاو عشرة. عدالة التيليفون ليس لديها الكفاءة و الحراك راح ينظف بلايصكم.

  • ليلى

    كنت اعمل في هذه الشركة كان اول عمل لي بالضبط في مشروع نادي التنس

  • salah

    C'est effroyable, les chiffres donnent le tournis. Faut tout faire pour les rapatrier afin que justice se fasse.

  • محمد أمين بغدادي

    لابد من رفع دعوة قضائية ضد الشركة الأمريكية لتعويض الخسائر في المحكمة الدولية، واصدار مذكرة توقيف دولية ضد الخائنين شكيب وولد قدور وكل مسؤول نهب من سوناطراك أموال الجزائريين التي كان من المفترض أن تشيد بها مستشفيات يعالج بها كل الجزائريين دون تمييز وبناء مصانع تمتص البطالة لا سيما فئات الشباب الذي تجاوز الكثير منهم سن الثلاثين وبقي بدون وظيفة ولا زواج ،مصادرة ممتلكات العصابة على غرار أموال حداد سعيداني أويحي وكل الفاسدين الذين خدعوا الشعب الجزائري وساهموا في تفقيره بشكل فظيع وخانوا عهد أخلص رجال عرفهم تاريخ الجزائر ألا وهم شهداؤنا الأبرار وفي الأخير نشكر جريدة الشروق التي لا تقصر عندما يتعلق الأمر بتنوير القراء الكرام

  • مخمد أشيشي

    حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ولا حولى ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. الواحد حياتو كاملة وهو يدمر مالحقش باش يدير دار 😭😭😭😭😭

  • الفاروق

    اقرأوا يا جزائريين هذا الفساد الذي يؤسسه النصارى في عموم بلاد المسلمين والشركة الامريكية BRCخير مثال والسؤال المطروح لماذ يكافح نصارى الغرب(اروبا والولايات المتحدةالامريكية+كندا +استراليا) الفساد داخل بلدانهم ويحققون داخلها العدالة وينشرون الفساد في دول المسلمين؟ لان النصارى درسوا سر الفتوحات الاسلامية ودخول الشعوب المختلفة في الاسلام فوجدوا عدالة الاسلام والصحابة في ذلك الوقت ولهذا حتى يكتسبوا القوة لجأوا الى العدالة الداخلية ليس حبا في العدالة لكن حبا في القوة وتكون لهم مخلب للبطش خارجا(مثل المريض يتناول الدواء ليس حبا فيه لكن رغبة في الشفاء والقوة) ولهذا هم يظلمون الشعوب الاخرى خارجيا ويسرقون ثرواتها...من الخطأ اخب الجزائري ان تقول ان الغرب عادل لانه يستعملها(العدالة)كجسر للقوة والغطرسة لا غير

  • حفيذ بن باديس

    قال صدام حسين رحمه الله لولا الخونة لما تغلغلت أمريكا في الدول العربية لانهالا تعرف المنطقة.