هكذا كانت مداومة المترشح بن قرينة طيلة يوم الانتخاب

كانت الأجواء غير عادية في مقر مداومة المترشح بن قرينة في أول انتخابات رئاسية يخوضها رئيس حركة البناء الوطني منذ الصباح وإلى غاية بداية عمليات الفرز الأولية التي أظهرت حصول بن قرينة على نسبة معتبرة من الأصوات مكّنته من التموقع في المركز الثاني بعد المترشح عبد المجيد تبون.

شهد مقر مداومة المترشح عبد القادر بن قرينة بدالي إبراهيم العاصمة منذ الصباح الباكر حركة دءوبة للقائمين على مديرية الحملة الوطنية الانتخابية، حيث كان المكلفون بغرفة العمليات مستعدين منذ الصباح للقيام بمهمة تلقي النتائج ومراقبتها بعد تلقيهم اتصالات من ممثلي الحركة في مكاتب الاقتراع عبر كل ولايات الوطن، فيما توجه أعضاء حركة البناء لمكاتب الاقتراع من أجل آدائهم لواجبهم الانتخابي كل حسب مقر إقامته ليلتحقوا بعدها مباشرة بمقر المداومة، ونفس الشيء بالنسبة للمترشح عبد القادر بن قرينة، الذي أدلى بصوته بمدرسة أحمد عروة ببوشاوي، ومباشرة بعد تصويته، قال “الشعب يجب أن يستمر في حراكه السلمي، للاستمرار في تفكيك العصابة”، ليعتبر أن هذه الانتخابات جاء بها الحراك، وليست هدية من السلطة.

غرفة عمليات لتسجيل التجاوزات ونسب المشاركة

وخصصت مديرية الحملة الخاصة بالمترشح بن قرينة غرفة عمليات تضم عددا من الشباب والطلبة للوقوف على سير عملية الانتخاب منذ الساعات الأولى وإلى غاية غلق مكاتب الاقتراع على الساعة 19.00، وبداية عملية الفرز، حيث كان القائمون على غرفة العملية يعملون كخلية نحل منذ الساعات الأولى للصباح ووصلتهم في تلك الأثناء أصداء بخصوص تغيير ترتيب أوراق المترشحين في عدد من المكاتب عبر الولايات.
وفي السياق، قال نائب مدير الحملة قلعي عبد الوهاب في تصريح لـ”الشروق” أمس أنهم تلقوا اتصالات منذ الصباح بخصوص ترتيب الأوراق الخاصة بالمترشحين، إذ يفترض أن يكون المترشح بن قرينة رقم 3، غير أن ممثلي حركة البناء في مكاتب الاقتراع وجدوا تغييرات واستبدال أوراق المترشح بن قرينة بكل من تبون وميهوبي، وهذا في كل من ولايات قسنطينة، المدية، الجزائر العاصمة، وتم تبليغ السلطة الوطنية للانتخابات عبر ممثليها الولائيين لتدارك الأمر.
وأضاف بأن الأوضاع خلال الصباح كانت جد عادية في مكاتب الاقتراع ماعدا في ولاية تيزي وزو، حيث تم غلق مكاتب الانتخاب من قبل الرافضين للانتخابات، وأبدى المتحدث ارتياحه للأصداء التي وصلت غرفة العمليات من بعض الولايات والتي تؤكد إقبال بعض المواطنين على الانتخاب بشكل عادي في انتظار ارتفاع النسبة بعد منتصف النهار.

رسالة الجزائريين لمن أراد تعطيل المسار الانتخابي

قال عبد الوهاب قلعي، نائب مدير حملة المترشح بن قرينة، إن نسبة المشاركة في الانتخابات لحد الآن مقبولة جدا، وحسب الأصداء التي وصلت مديرية الحملة من الولايات يوجد توافد كبير للمواطنين على صناديق الاقتراع حتى الساعة 15.00 مساء، ليصرح “هذه رسالة قوية من الشعب الجزائري لكل من أراد تعطيل المسار الانتخابي”.

أما بخصوص التجاوزات الحاصلة، قال قلعي أنه تم إبلاغ السلطة الوطنية بأكثر من 20 إخطارا لحد الساعة وهذا حول تجاوزات من قبل بعض رؤساء الدوائر والبلديات والمنتخبين لتوجيه المواطنين من أجل الاقتراع على مترشح معين، وتجاوزات أخرى تتعلق بترتيب المترشحين وتم تداركها بمجرد إخطار السلطة الوطنية للانتخابات في انتظار عمليات فرز الأصوات بعد غلق مراكز التصويت. وأضاف المتحدث أنه حسب المعلومات التي وصلت مديرية الحملة الانتخابية الخاصة بالمترشح بن قرينة يوجد إقبال لا بأس به من قبل المواطنين على صناديق الاقتراع في كل من ولايات وهران، ميلة، باتنة، سطيف، النعامة، المدية، سوق أهراس، تيبازة، وحتى في عدد من بلديات العاصمة والتي أحدثت المفاجأة – حسب مسؤولي غرفة العمليات – والذين وصلتهم أصداء بخصوص إقبال معتبر للجزائريين من أجل الإدلاء بصوتهم اليوم.

بن قرينة: 50 بالمئة في ماليزيا والمركز الثاني وطنيا

وحسب المعلومات التي وصلت مديرية حملة المترشح عبد القادر بن قرينة، فقد تحصل هذا الأخير بعد فرز الأصوات في دولة ماليزيا على نسبة 50 بالمائة أما باقي المترشحين فتقاسموا النصف الباقي، وبدت تباشير الفرح في مقر مديرية الحملة بعد وصول معلومات بخصوص حصول بن قرينة على المركز الثاني، ولاح بذلك أمل المرور للدور الثاني، حيث أكد أحمد الدان، الناطق الرسمي باسم المترشح بن قرينة أن هذا الأخير فاز بعدد معتبر من الأصوات يقارب 35 بالمئة محتلا المركز الثاني وقد ضمن بذلك الانتقال للدور الثاني للانتخابات الرئاسية، وأضاف “هذا تعبير عن إرادة الشعب وإقرار عن التنافس”، غير أن النتائج النهائية يوم الجمعة استبعدت فرضية الدور الثاني بفوز المترشح عبد المجيد تبون بعد حصوله على نسبة 57 بالمئة من الأصوات في انتظار تأكيد النسبة رسميا من قبل المجلس الدستوري.