-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وحده بن غفير قال الحقيقة!

حسين لقرع
  • 1557
  • 0
وحده بن غفير قال الحقيقة!

بعد ساعات قليلة من تصريح وزير دفاع العدوّ الصهيوني يوآف غالنت بأن جيش الاحتلال يدفع أثمانا باهظة في حرب غزة الحالية، وأنّ كيانه لم يسبق له خوضُ حربٍ مماثلة منذ 75 سنة كاملة، أقدم جنودُ الاحتلال على الانتقام لعجزهم عن مواجهة المقاومة ميدانيًّا بإطلاق النار على آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يتزاحمون على شاحنات دقيق بداور النابلسي شمال غزة، وارتكبوا مجزرة جديدة مهولة ذهب ضحيتها 112 شهيد وقرابة 800 جريح.

وككلّ مرة يرتكب فيها الاحتلال مجزرة بحقّ المدنيين، فقد لجأ إلى الكذب البواح لتبرير مذبحته الجديدة، لكنّ تبريراته جاءت مرتبكة متخبِّطة؛ فقد قال في البداية إنّ الوفيات ناجمة عن الازدحام الشديد لآلاف الفلسطينيين، وأنّ بعضهم دهسته شاحناتُ الإغاثة، وحينما وُوجه بصور تُظهر آثار الرصاص على أجساد مئات الشهداء والجرحى، زعم أنّ هؤلاء هاجموا جنوده فلم يجدوا بُدًّا من إطلاق الرصاص عليهم للدفاع عن أنفسهم، ولا ندري لماذا يهاجم الفلسطينيون وهم لا يحملون أيَّ سلاح جنودَ الاحتلال بدل أن يركّزوا فقط على تأمين كيس دقيق لأطفالهم الذين يتضوّرون جوعا؟ ولماذا تعمّد جنودُ الاحتلال تصويب بنادقهم إلى الأجزاء العلوية من الجسم بدل الأرجل إذا كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط كما يزعم قادة الاحتلال؟ أليس هذا المبرّرُ سخيفا ولا يصدّقه حتى الأطفال؟

وحده وزيرُ الأمن القومي إيتمار بن غفير كان صادقا في توجيه التهمة لجنود الاحتلال حينما وصفهم بـ”الأبطال” وقال إنهم قاموا بـ”عمل ممتاز” حينما أطلقوا النار على الفلسطينيين الذين وصفهم بـ”الغوغاء”، ورغم ما في هذا التصريح من حقدٍ وكراهية وعنصرية وروح دموية إجرامية واستفزاز صارخ، إلا أنّ بن غفير قال الحقيقة على الأقل حينما اعترف بمسؤولية جنود الاحتلال عن المجزرة ولم يتحدّث عن “التدافع الشديد” و”الدهس” وغيرها من المبرِّرات الواهية التي لا تشبهها في سذاجتها سوى تحميل صاروخٍ للجهاد الإسلامي مسؤولية مجزرة مستشفى كمال العدواني في الأسابيع الأولى للحرب؛ إذ زعم الاحتلالُ آنذاك أنّ الصاروخ أخطأ هدفه فأصاب المستشفى الذي يعجّ بآلاف المرضى والنازحين وقتل نحو 470 فلسطيني وجرح المئات، رغم أنّ المقاومة أطلقت أزيد من 11 ألف صاروخ على مستوطنات الاحتلال ومدنه طيلة 5 أشهر من الحرب من دون أن تؤدي إلّا إلى جرح بضعة مستوطنين، بسبب قدرتها التدميرية المحدودة.

أمّا الولاياتُ المتحدة الأمريكية، فقد بقيت وفيّة لسياستها القائمة على التقليل من خطورة مجازر العدوِّ وجرائمه اليومية؛ إذ وصفت المذبحة المروِّعة بـ”الحادث المأساوي”، وكأنّ الأمر يتعلّق بصدام بين قطارين أو بين حافلتين تعجّان بالرّكاب، ما أدى إلى مصرع العشرات منهم، وليس بمجزرةٍ وحشية ارتكبها جنودٌ نازيون بدم بارد وبسبق إصرار وترصّد كما يقول القانونيون، بحقّ المدنيين الفلسطينيين، بعد أن تزايدت خسائرُ هؤلاء الجنود في الميدان وباتوا عاجزين عن مواجهة صناديد المقاومة ميدانيًّا.

الاحتلالُ يوغل مجددا في دماء الفلسطينيين بحقدٍ وفاشية وإجرام لا نظير له، وباستخفافٍ شديد بأرواحهم، مستفيدا من الغطاء الأمريكي والغربي، وكذا السكوت العربي والإسلامي المخزي والمهين.. وحدها المقاومة ستوقف حمّام الدم بعد أن تتمكّن من كسر طغيان العدوّ وإنزال الهزيمة به وإجباره على الرحيل من غزة، صحيحٌ أنّ التضحيات جسيمة ومهولة، ولكنّ النصر قادمٌ بإذن الله، ومن مقدّماته صمودُ المقاومة في الميدان وإلحاقُها خسائرَ يومية كبيرة بالعدوّ باعتراف وزير دفاعه نفسه، ورفضُ الفلسطينيين مخطَّطَ التهجير برغم مئات المجازر المرتَكبة بحقّهم طيلة 5 أشهر والتجويع الجهنمي الممنهج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!