-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وكان في الكرسي من الزاهدين

وكان في الكرسي من الزاهدين
ح.م

كتبت هذه الكلمة لتنشر في يوم الإثنين 22/10/2018، ولكن الإخوة في جريدة الشروق اعتذروا لي عن نشرها، لأن زبانية العصابة سيعتبرونها من باب “إياك أعني واسمعي يا جارة” وأنها لمز في “عزيزهم” الذي التصق بالكرسي ولو كان متحركا.. لما به من “شهوة” إليه طاغية، وأنهم إن نشروا هذه الكلمة ليمسنهم عذاب شديد، فتفهمت اعتذارهم.. وها أنذا أنشرها اليوم وقد منّ الله علينا بالتخلص من ذلك “الكرسي – العار” ومن “الملتصق” به، الذي قد يكون أوصى أن يدفن معه، وهذا نص الكلمة.

انتقل إلى رحمة الرحمن الرحيم، الرئيس السوداني الأسبق الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب، فاللهم تقبله بقبول حسن، وأنزل عليه شآبيب رحمتك.

لقد كان لهذا الرجل – الرجل نصيب من اسمه، فهو عبد للرحمن لا لأحد غيره، ولو كان “هواه”، ولو كان ممّن يتخذون إلههم أهواءهم لما ترك الكرسي، خاصة أنه كان “جنرالا”، وكان “رحيما” إذ لم نسمع أو نقرأ أنه قتل، أو سجن، أو شرّد شخصا عارضه، وهو “سوار الذهب” ولذلك لم يسل لعابه على ذقنه وصدره للأصفر الرنان، ولم تمتد يده إلى مال الأمة يبذره كالشيطان في المنكرات، ويشتري به “همم” أشباه الذكور، وأشباه العلماء، الذين احترفوا التملق والتزلف للحكام، ويعملون على استرضائهم، ولو أراقوا ماء وجوههم، وأهانوا كرامتهم..

لقد كان هذا الرجل – الرجل بدعا من الحكام العرب، وكانت “بدعته الحسنة” التي لأجلها سيلعنه كل حكّام العرب أنه كان في الكرسي من الزاهدين. ولو تشبّث به لاستعمل كل خسيس من الوسائل بما فيها أشباه الذكور، ولاستفتى “فقهاء الشيطان” ليفتوه بما تهواه نفسه “الأمّارة بالشهوة الخفية”.

كان في مكنة سوار الذهب أن يبطش بكل معارض له، أو يسكنه بـ “عظم” يرميه إليه، ولكنه كان ذهبا خالصا من أنقى وأغلى عيار، فلم يصدأ في الكرسي، وزهد فيه، فكان أغنى الناس، وأعز الناس، وأكرم الناس..

لقد أحيا سوار الذهب “بدعة حسنة” لم يعمل بها في تاريخ العرب إلا شخص واحد هو “معاوية الثاني”، الذي أوصله إلى الكرسي مكر الليل والنهار، ولكنه بعد أيام معدودات “نادى في الناس، وقال لهم: إني ولّيت أمركم وأنا ضعيف عنه… وقد تركت لكم أمركم فولّوا عليكم من يصلح لكم”.. وذكر أن “الملأ” من بني أمية زلزلوا زلزالا شديدا لذلك، لأن الملك – وليس الخلافة – سيخرج من أيديهم، فقتلوه”، (انظر: ابن كثير: البداية والنهاية. إمارة معاوية بن يزيد).

إن آية صلاح هذا الرجل – الرجل أنه أكرمه ربّه الأكرم، فقدّر له أن يدفن في المدينة المنورة، على منوّرها أفضل الصلاة والسلام، على جوار أخير الناس وأزكاهم من الصحب الكرام.. بينما حرم الله – عز وجل – بعض من آتاهم من كل شيء سببا من زيارة تلك البقاع المقدسة، وكأن الله – عز وجل – لم يشأ أن يدنس تلك البقاع الطاهرة بهؤلاء الأنجاس.

فاللهم لا تجعل – بفضلك وكرمك – عقولنا وقلوبنا معلقة إلا بك، ولا تسلك علينا بذنوبك أراذلنا، عبيد الشيطان. وارحم عبدك الطيب عبد الرحمن سوار الذهب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عبد الله...

    دم سوار الذهب ليس زكيا لانه افريقي الدم لو كان دمه زكيا عربيا للبث في الكرسي الى يوم ينقلبون عليه اويموت في الكرسي.

  • محمد قذيفه

    اللهم اغفر له وارححمه، قرأت أن أحد أثرياء السودان جعل جائزة كبيرة لكل حاكم عربي يعمل عملا صالحا ثم يترك الحكم برغبته وارادته ولم يأخذ هذه الجائزة الا عبد الحمن سوار الذهب الذي عمل عملا صالحا وترك الكرسي بارادته ،لا أحد قبله ولم يأت أحد بعده

  • احد الجزائريين

    اليوم كالبارحه مضمونا و لو تغيّر الشكل يا أستاذ فلا تغرّنكم الوعود