-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“‬دعوشة‮” ‬بالإكراه

“‬دعوشة‮” ‬بالإكراه

عشرات الأسئلة الغامضة تثار حول عملية اختطاف الرّعية الفرنسي‮ “‬بايرفي‮ ‬غوردال‮” ‬بجبال تيزي‮ ‬وزو،‮ ‬وأولها علاقة هذا الاختطاف والشريط الذي‮ ‬بث على مواقع الانترنت بالأشرطة التي‮ ‬اشتهر بها التنظيم الإرهابي‮ ‬الذي‮ ‬يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في‮ ‬العراق والشام‮.‬

هذا‮ “‬السّائح‮” ‬الفرنسي‮ ‬اختار زيارة إحدى أسخن المناطق في‮ ‬الجزائر في‮ ‬ظرف دولي‮ ‬حرج‮ ‬يتم بتشكّل التحالف الدولي‮ ‬لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في‮ ‬العراق والشام،‮ ‬وفي‮ ‬سبيل ذلك خالف القواعد الأمنية المفروضة على تنقل الأجانب في‮ ‬الجزائر،‮ ‬واعترف بذلك في‮ ‬حسابه على الفسيبوك وهو الحساب الذي‮ ‬اختفى بطريقة مثيرة تشتم منها رائحة العمل الاستخباراتي‮.‬

ثم ما هذا التهويل الإعلامي‮ ‬العالمي‮ ‬الذي‮ ‬يريد‮ “‬دعوشة‮” ‬بقايا بقايا الإرهابيين في‮ ‬الجزائر بعد أن نجحت البلاد في‮ ‬التصدي‮ ‬للإرهاب والتّطرف،‮ ‬لتدشّن عمليه‮ ‬غوردال مرحلة جديدة تعتمد على الصدى الإعلامي‮ ‬للعمليات التي‮ ‬يقوم بها الإرهابيون بأهداف عدة على رأسها إيجاد مبررات التدخل الأجنبي،‮ ‬وذلك أمر بعيد المنال،‮ ‬لأن الجزائر ليست العراق أو سوريا‮.‬

وعلى الرغم من الاختلالات السياسية الاقتصادية في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وإخفاق السلطة في‮ ‬إدماج كل الجميع في‮ ‬مشروعها السياسي،‮ ‬إلا أن الجزائريين متحدون على رفض الإرهاب والتطرف،‮ ‬ومجمعون على محاربته ومحاصرته،‮ ‬وعليه فإن محاولات خلق كيان اسمه داعش أو فصيل مسلح تابع له لا‮ ‬يمكن أن تنجح أو تنتشر‮.‬

من الواضح أن القوى الغربية تريد جر الجزائر إلى التحالف الدولي‮ ‬الجديد لمحاربة تنظيم داعش من وراء هذه العملية المشبوهة التي‮ ‬جاءت بعد تأكيد الجزائر لموقفها الرافض للتّدخل خارج الحدود،‮ ‬خاصة في‮ ‬ليبيا،‮ ‬أين تورّطت فرنسا هناك حتى النخاع عندما ساندت الفصائل المحسوبة على حفتر ضد باقي‮ ‬الفصائل المسلحة‮.‬

لذلك،‮ ‬فإنّ‮ ‬ثبات الجزائر على هذا الموقف هو عين الصواب في‮ ‬المرحلة الراهنة،‮ ‬وليس ذلك بالأمر الصعب،‮ ‬لأن البلاد سبق لها مواجهة أزمات أخطر بكثير من اختطاف رعية فرنسي،‮ ‬خصوصا إذا وضعنا هذا الحادث في‮ ‬سياقه الدولي‮ ‬الرامي‮ ‬إلى إحراج الجزائر وإقحامها في‮ ‬حرب بعيدة عنها جغرافيا‮.‬

لقد صاغت الجزائر استراتيجيتها في‮ ‬مكافحة الإرهاب،‮ ‬وهي‮ ‬استراتيجية لها جانب أمني‮ ‬وجانب سياسي‮ ‬وجانب فكري‮ ‬وديني،‮ ‬وما‮ ‬يفعله التّحالف الدولي‮ ‬ضد تنظيم داعش هو استراتيجية أمنية بحتة تستهدف الإبقاء على تنظيم داعش كتهديد دائم في‮ ‬المنطقة العربية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يتيح وجود‮ ‬غربي‮ ‬دائم لرعاية مصالحه في‮ ‬المنطقة،‮ ‬لذلك لا‮ ‬يمكن للجزائر أن تكون ضمن هذا التّحالف بشكله الحالي‮…‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    احب قراءت مثل المقالات الموضوعية التي توضح لنا حقيقة ما يجري او على الاقل هذا ما اظنه

  • احمد البث

    هلا تساءلت عن الأسباب التالية:
    1. لماذا المخطوف من مدينة نيس و من مواليد 1959،وهل تساءلت عن مهنته وماضيه؟ ولم كان قصد ه منطقة القبائل؟ لم كان يقيم في شالي بتكجدة؟ ولم دخل الجزائر يوم 20/09/2014 ويعلن خطفه يوم22/09/2014؟ وهل المخطوف هو الفرنسي الوحيد المتواجد في بلادنا حتى يخطف؟
    2. من زوّد الخاطفين بقدومه وعن مسلكه وعن الرابطة التي تربطه برفقائه المفرج عنهم وكانوا في استقباله؟
    3. هل عملية الاختطاف إساءة لفرنسا أو لرئيسها أو لحكومتها ؟؟
    4. لماذا كان مؤتمر جدة، الذي تحالف فيه الأربعون حرامي،لم