-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

07 نقاط تهمّنا في خطاب الرئيس بوتين

07 نقاط تهمّنا في خطاب الرئيس بوتين

شدت انتباهي في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الخامس والعشرين يوم الجمعة، مجموعة من النقاط رأيت أنه علينا أخذها بعين الاعتبار عند رسم سياساتنا الداخلية والخارجية لِما لها من أهمية:

ـ النقطة الأولى: أن “نظرية” عالم “المليار الذهبي” التي يؤمن بها الغرب هي في طريقها للزوال، ولا يمكن لشعوب العالم أن تبقى رهينة لها. تقول هذه “النظرية” أن هناك مليارا من البشر (ذهبيين) فقط يستحقون العيش في رفاه على الكرة الأرضية، أما البقية فيعامَلون كمستعمرات وينبغي تسخيرهم للخدمة أو حتى القضاء عليهم من خلال الحروب والمجاعات والأوبئة. لذلك دعا الرئيس “بوتين” شعوب العالم إلى رفض الهيمنة الغربية الأحادية التي بات واضحا “أنها ليست إلى الأبد” وبشّر بنهاية “أوهام نخب الغرب” وبتغير قريب في السلطة في أوروبا وفي نخبها الحاكمة. وأكد “نهاية القطب الواحد” الذي فُرضت مثل هذه “النظريات” العنصرية في ظله على العالم.

ـ النقطة الثانية: أن الغرب إنما يُخادع العالم بملايير الدولارات واليورو التي يشتري بها مواده الخام والطاقة، بل ويستعبد الشعوب من خلالها؛ فهذه الملايير ليست سوى أوراق بلا غطاء ذهبي، يطبعها لمزيد من السيولة التي يفرض بها منطقه. ويُقدِّم “بوتين” أرقاما بهذا الشأن إذ طبعت الولايات المتحدة الأمريكية 5.9 تريليون دولار في السنتين الأخيرتين، وطَبَع الاتحاد الأوروبي 2.5 تريليون يورو دون غطاء لتسديد ما عليهما من النفقات ولتلبية طلباتهما من المواد الأساسية عبر العالم كالطاقة والمواد الخام والسِّلع… ولهذا حَذَّر الرئيسُ الروسي بلداننا من وضع أصولها المالية في الولايات المتحدة وأوروبا لأنها لن تكون سوى عبارة عن أوراق بلا قيمة.

ـ النقطة الثالثة: أن السيادة في القرن الحادي والعشرية إنما ينبغي أن تكون شاملة ولا يمكنها بأي حال أن تكون مُجَزَّأة، فهي اقتصادية، تكنولوجية، رقمية، إلكترونية، سياسة وفي مجال الهوية أيضا. تبعا لذلك لا يمكن تجزئة السيادة من هنا فصاعدا وعلى الدول الوطنية أن تعمل في هذا الاتجاه وخاصة في مجال امتلاك التكنولوجية الحسَّاسة.

ـ النقطة الرابعة: الانفتاح على العالم يبقى ضرورة، لكن ذلك ينبغي ألا يكون على حساب البناء الداخلي الوطني. ولذلك وجَّه كلمته إلى رجال الأعمال الروس قائلا: النجاح في ميدان الأعمال يكون فقط لمّا يرتبط مصير رجل الأعمال بمصير الدولة ونجاح الدولة، لأن سمعة الدولة أهم من الأموال التي يحصل عليها رجل الأعمال.

ـ النقطة الخامسة: ضرورة الاعتماد على الحريات في قطاع الأعمال وكذلك الاعتماد على القطاع الخاص. وفي هذا المجال دعا إلى تخفيض الضرائب وزيادة القروض للمستثمرين ورفع التجريم عن الفعل الاقتصادي وتكييف قانون العقوبات مع ذلك في مجال الضرائب والحبس المؤقت لرجال الأعمال… الخ “لا داعي لتفتيش كل واحد”؟

ـ النقطة السادسة: أنه لا يكفي استنساخ تجارب الغير بل ينبغي الإبداع في كل المجالات. الصاروخ الروسي  في الحقبة السوفياتية لم يكن تقليدا للصاروخ الألماني بل هو ابتكارٌ حقيقي، لذلك استطاع بناء القاعدة التكنولوجية الصحيحة لصناعة الصواريخ فرط صوتية التي تعرفها روسيا اليوم ولكل التفوق العسكري التكنولوجي الحالي الذي تتميز به.

ـ النقطة السابعة: ما يعرفه العالم اليوم من تضخُّم، وفقر ومجاعة إنما هو نتيجة ما قامت به الدول الصناعية الكبرى (من استغلال ونهب) تجاه بقية العالم، طوال عقود من الزمن، وما الادِّعاءُ بأنه نتيجة العمليات العسكرية الروسية الأخيرة في “دونباس” سوى قلب للحقائق.

هذه بعض النقاط التي تضمّنت إيحاءات يمكن الاستفادة منها ونحن نسعى لاستعادة الأمل في بناءٍ وطني مستقل عن الغرب وفعَّال وقادر على استعادة قوة الدولة وهيبتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما كُنَّا ومازلنا نحلم بذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمر الجزائري

    كلها نقاط في غاية الأهمية ونتفق معها مائة في المائة. خاصتا النقطة الرابعة و السادسة نحتاجها في الجزائر بشدة.