-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شرّح ظاهرة النزوح الريفي.. الباحث سليمان زغيدور:

80 بالمائة من الجزائريين لا يعيشون في أماكن ولادتهم

الشروق أونلاين
  • 4928
  • 0
80 بالمائة من الجزائريين لا يعيشون في أماكن ولادتهم
ح. م

استغرب الباحث في العلاقات الدولية والمحرر بقناة “تيفي 5 موند” سليمان زغيدور عدم اهتمام الدولة الجزائرية بمواكبة التقسيم الإداري للنمو الديموغرافي للسكان.

قال زغيدور خلال ندوة أقيمت بالمركز الثقافي الإسلامي بجيجل بدعوة من جمعية الأمجاد للتاريخ والتراث لولاية جيجل لتقديم قراءة حول كتابهالجزائر بالألوان 1954  / 1962″ أنه لا توجد دولة في العالم عدا الجزائر عدد بلدياتها أقل مما كان موجوداً قبل نصف قرن، في حين أن عدد السكان تضاعف أربع مرات خلال هذه المدة؛ إذ أن عدد البلديات كان قبل الاستقلال 1578 بلدية لتسيير شؤون حوالي 10 ملايين نسمة، في حين يوجد الآن 1541 بلدية (تناقص بـ37 بلدية) تسيّر شؤون حوالي 40 مليون نسمة، وهذا ما تسبب في تراكم المشاكل وعدم قدرة المسؤولين على حلها، مما دفع الناس إلى هجرة مناطقهم الريفية إلى المدن الكبرى، وهذا ما اصطلح عليه بـاللجوء داخل الوطن، واستشهد بأن دولة فرنسا التي مساحتها تقل عن مساحة ولاية تمنراست وحدها، يوجد بها أكثر من 30 ألف بلدية، مما ساهم في الاهتمام بالمواطن بشكل جيد بعيدا عن ضغوط التراكمات.

المُحاضر جعل كتابهالجزائر بالألوان 1954 / 1962″ بوابة لتناول ظاهرة النزوح الريفي والقطيعة مع الأرض، وهو كتابٌ ضم ألبوماً من الصور اجتهد في جمعها من عند المجندين العسكريين الذين شاركوا في القوات الفرنسية أثناء الحرب التحريرية، أغلبهم من اللفيف الأجنبي، حيث كانت لهم إمكانيات للتصوير في مواضع عسكرية وأخرى اجتماعية، وثقت مأساة الجزائريين بصور ملوّنة أثناء الحرب خاصة داخل مراكز التجميع التي أقامها الجيش الفرنسي لعزل المجتمع الجزائري عن المجاهدين الثوار.

ومن خلال هذه الصور، فتح النقاش حول أسباب النزوح الريفي بالجزائر، والذي عرف ثلاث موجات إلى غاية اليوم، الموجة الأولى بدأت سنة 1954 بعد اندلاع الثورة التحرير، وذلك من المناطق الجبلية إلى مراكز التجميع العسكرية، والموجة الثانية سنة 1962 بعد الاستقلال، أما الموجة الثالثة  فحدثت سنة 1993 بسبب الإرهاب الأعمى الذي ضرب الجزائر لاسيما المناطق الجبلية.

وعن فكرة مراكز التجميع العسكرية، أكد المحاضر أن جذورها تعود إلى التجربة الفرنسية في حرب الفيتنام، التي كان المقاتل الفيتنامي خلالها يعيش وسط الشعب تجسيدا لنظرية ماوتسي تونغ، فتسبيقاً لتكرار هذه التجربة أقامت فرنسا نظرية معاكسة هي عزل المقاتل عن الشعب الجزائري، فجمّعت 2.5 مليون جزائري، وهي بهذا كمن اقتلعهم عن جذورهم في علاقتهم بالأرض.

وبصفته كان أحد المجّمعين داخل تلك المراكز بمنطقة ايراقن بأعالي جيجل أثناء طفولته، كشف المحاضر أن تلك المراكز ساهمت في قطع علاقة الإنسان بأرضه، حيث ضاعت أملاكهم وأشجارهم ورؤوس حيواناتهم، فبعد الاستقلال وجدوا تلك الثروات ضاعت، مما جعلهم ينزلون إلى المدن للبحث عن مناصب عمل، وعن نفسه يقولبعدما تعوّدنا على المدرسة داخل المخيمات والعلاج وتوفير كل الخدمات كالتدفئة والكهرباء، رجعنا إلى قريتنا بعد الاستقلال، وانتظرنا الدولة لسنوات للالتفات إلينا، فلم نجد لها أثرا بسبب الصراع على السلطة، مما جعلنا ننزح إلى المدينة أفرادا وجماعات أحدثت نزيفا ترك آثاره إلى اليوم، والدليل أن عدد سكان اليوم بعد نصف قرن من الاستقلال في المناطق الجبلية والريفية لا يزال أقل من العدد الحقيقي للسكان قبل الاستقلال“.

وهذا ما جعل الجزائر، حسب المحاضر، تعيش ظاهرة لا توجد في غيرها من الدول، وهي ظاهرة “اللجوء داخل الوطن”، فـ80 بالمئة من الجزائريين لا يعيشون في أماكن ازديادهم الأصلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • arabe algerienne

    و علاش العاصمة فيها تزيريين احرار......عرب تزاير هربو منها ..... خلاوها لي اصحاب** و حق ربيغ ** واينهوما تزيريا لحرار . يا حسراه ...

  • الوطني

    واعلاش كاين شيء اسمه عاصمة في الجزائر كلها مدن وهي ولاية رقم 16 مثل غيرها من الولايات ياخي مخلوع ازيدولي الدراهم منسكنهاش خاصة وهي اليوم ضاحية فرنسية تابعة لفرنسا بلغتها وبناياتها التي رفضتم ان تحطم وتبنى مثلها ما بناه اليوم اخواننا العرب في الامارات ودبي ما تسميه العصمة فيها 2 شوارع من بقايا اخمج استعمار والباقي كونتونات هنا وهناك من عمارات لا منظر لا نظافة اوساخ في كل مكان فالحين في زوج كلمات فرنسية افريقية ..

  • خالد

    هذه المشكلة أساسها الدولة هي من تدعم النزوح الي المدن فهناك عائلا ت تعيش في البلديات منذ الاستقلال في مساكن من تركة فرنسية لكن لم تسوي المشكلة فلم يجدو الحل سوي النزوح الي المدن الساحليةوعدم تضيع الوقت في انتضار الدولة لتسوية وضعيتهم

  • issam el assimi

    ce problem est causé par l 'etat algerienne

  • بدون اسم

    كل هاده لراه صاري من التسير كل والى احطوه فولايه اجيب كل ابنعموا فها ومدلهم السكن لانو حتى واحد ميرقبو اول مسؤلين لخلطو الوليات والى من الصحراء اجبوه والى من ولايات لموجود فهم البحر يعنى هنا كفاش حبتوه اسير ولايه اهوه ميعرف بلون

  • بدون اسم

    مهيش شروط الاقامه ياخي كل لعندو رزق والفلاحه بعهم وشراى فلمدينه يعني كيشري شقه شهدت الاقامه يدها بلى امزيه قالها الشدلى رحمه الله كل زدمو لجهت البحر درك نغرقو كسفينه كتركب كل للوراء تغرق ولكن احنا اغرقنا ياو راحت

  • khamam

    https://fr.finance.yahoo.com/actualites/en-australie-les-trangers-parfois-140822555.html

  • عماد

    ههههه فرنسا تتمسخر بينا شعب جاهل لا يدرس لا يعمل بذون اخلاق منعدم الضمير ههه لا مقارنة بين الجزائر و فرنسا الجزائر بلد كبير بشعبه و بحجمه فرنسا و لاية من و لايتنا نحن نقاس مع البلدان الكبيرة في الحجم و الشعب كا روسيا امريكا الارحتين استرالياالصين كندا اخطونا من الدول الصغبرة من الحجم و الشعب و التطور

  • وليد صوصطارة

    مكاش واحد وليد العاصمة ولاد العاصمة هجرو في 62 حوس على اصلك يا ماريكاني

  • Samir dz

    لو وزعت ثروة البلاد بشكل عادل وكانت التنمية في كل ارجاء الوطن ماتطاولت على غيرك يا المخلوع

  • ابن القصبة

    المسألة خطيرة وتثبت أننا نعيش في دولة لا يوجد فيها نظام. البلد مهمل، المدن أصبحت لا تتحمل الأعداد الكبيرة من النازحين،خاصة العاصمة حيث يعاني العاصمي من الضجيج والفوضى وانتشار الجريمة، خاصة عندما سكتت الدولة طوال السنوات الماضية عن السكنات الفوضوية التي شوهت البهجة وجمالها، دون أن ننسى البائعين في الطرقات الذين احتلوا كل الأرصفة،ما تقدر تمشي في زوج عيون ولا ري دلالير ولا رودشار...، والطامة الكبرى أزمة السكن التي نعاني منها حيث تمنح السكنات للنازحين ونعيش نحن في غرفتين لأن السؤولين من خارج العاصمة

  • بدون اسم

    يا من تقول انك عاصمي
    لو بحثنا عن اصلك لوجدناك من اهل القرى و المداشر
    وعنصريتك دليل على دلك .

  • citoyen

    البلديات
    - ماهي شروط تسليم شهادة الاقامة

  • ahmed

    حتى انت في امريكا يشوفو فيك بلي راك منزوح ريفي...

  • GUN

    هذا بسبب عدم الاهتمام بكامل الجزائر ، بينما كل شيء في العاصمة و المدن الكبرى .

  • فريقي

    نفس الشيء في تونس. منطقة الشمال الغربي مثلا (باجة-جندوبة-الكاف-سليانة) كانت تعد حوالي ربع سكان تونس أيام الاستعمار الفرنسي. و كانت مدنها و قراها من أكثر المناطق تقدما في تونس اذ أن أول خط سكك حديدي مثلا كان تونس-غار الدماء. و كان المستعمرون يقضون عطلهم في طبرقة و عين دراهم (جندوبة) و كان مهرجان دقة (باجة) أقدم و أشهر المهرجانات. أما اليوم فلا تمثل المنطقة سوى ثمن السكان. أما مدنها و قراها فلا تسأل. هذا النزيف مصدره واحد: السياسة الجهوية التي دشنها بورقيبة و طبقتها بعده كل الحكومات الساحلية.

  • بدون اسم

    علاش انت العاصمة مكتوبة في اسمك بلاك

  • KARIM

    صح انا عاصمي و مولود بي العاصمة اعيش بامريكا و هذا بعد نزوح وغزو العاصمة من قبل ملايين اصحاب القرى والمداشر وانا اصبحت لا طيق العيش في بلدي انقطع عني الاكسجين . العاصمة راهي ليكم و خليتهالكم اشبعو بيها .

  • بدون اسم

    80 بالمئة من الجزائريين لا يعيشون ونقطة نهاية