-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في حوار لـ"الشروق":

لا يحرجني أن أكون مثقف السلطة.. والثقافة سلاح ضد التطرف والإرهاب

الشروق أونلاين
  • 10324
  • 0
لا يحرجني أن أكون مثقف السلطة.. والثقافة سلاح ضد التطرف والإرهاب
يونس أوبعيش

أطل عام 2016.. والأسئلة تتزاحم في أذهان الجزائريين المرعوبين من زمن “التقشف”.. ماذا حققت الجزائر في 2015 ثقافيا؟ هل نجح بن الشيخ وبن تركي في امتحان “قسنطينة”؟ أين مشاريع الأفلام السينمائية؟ وأين فيلم الأمير عبد القادر؟ بمن ستعصف رياح التغيير التي هبت من هضبة العناصر؟

ما الجدوى من استحداث مهرجانات بعد تخفيض الميزانية؟ من تكفل بإقامة الفنانات المصريات والسوريات؟

ماذا حقق عز الدين ميهوبي منذ وصوله؟ وماذا يريد أن يحقق؟

كيف يوفق ميهوبي الشاعر والكاتب بين الإطار في الأرندي وبين الوزير؟..

أسئلة طرحناها على وزير القطاع في حوار مطول لـ “الشروق” فكانت هذه الإجابات..

 

هل كسبت الدولة رهانها الثقافي في 2015 على تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، خاصة بعد تسجيل جملة من النقائص أهمها تأخر تسليم المشاريع وعدم جاهزية الأفلام السينمائية إلى غاية اليوم؟

 أولا علينا أن نشير إلى أن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي نظم تظاهرتين متتاليتين لما يعرف بالعواصم الثقافة العربية بعد الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007″. هذا شرف للجزائر ودليل على اهتمام الدولة بالثقافة. وهو ما يضعها في مصاف الدول التي تمنح الثقافة موقعا متقدما في سياستها.  

قبل أن يمنحني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثقته فيّ وزيرا، كنت سفيرا للتظاهرة وسلمت وقتها 40 دعوة إلى شخصيات ومؤسسات ثقافية عربية. حضر أغلب المدعوين حفل الافتتاح الرسمي للتظاهرة، ثم تزامن تعييني وزيرا للثقافة- شهر ماي الماضي- مع موسم الصيف الذي عطل قليلا مجريات البرنامج العام وهذا طبيعي جدا بسبب العطل وغياب الإعلام عن النشاطات والبرامج.  

كنا ندرك تماما أنه لا يمكن أن نلمس أهمية التظاهرة في الشطر الأول لأن الشطر الثاني هو الذي يعرف في العادة جاهزية الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية. نحن الآن دخلنا مرحلة الحصاد ويمكن القول إن قسنطينة استفادت من المنشآت القاعدية وعلى رأسها القاعة الكبرى “أحمد باي” وهي مكسب مهم للمدينة، وقاعة محمد العيد آل خليفة وقاعة مالك حداد، والمسرح الجهوي، إلى جانب ترميم المعالم الثقافية والتاريخية. 

 صادفنا في البداية معطيات حالت دون تمكين مكاتب الدراسات الأجنبية من المشاركة في ترميم هذه المعالم “مساجد وزوايا ومبان قديمة” وبعد التواصل مع وزارة السكن والمالية والمجلس الوطني للمهندسين المعماريين توصلنا مؤخرا إلى حل نهائي لتمكين هذه المكاتب الأجنبية من المشاركة في عملية الترميم وذلك بدعم مباشر من الوزير الأول، وعليه لن نربط هذه العملية بآجال لأن ما يهمنا هو أن تستعيد هذه المعالم ملامحها بطريقة احترافية. 

 

ولكن ملف تظاهرة قسنطينة بدا التحضير له منذ عهد تومي ثم فترة لعبيدي..  حل عام 2016 ولم ينتج بعد فيلم سينمائي واحد  ..  

 أعطيت إشارة انطلاق تصوير بعض الأعمال السينمائية ومن المفروض أن نشهد جاهزية بعض الأعمال التي دخلت مرحلة التركيب قبل نهاية التظاهرة. فعلا، المشاريع السينمائية تأخرت ولكنها ستعرض لاحقا. وسأعطيك تشخيصا للوضع العام الذي سبب هذا التأخر. من الصعب جدا الحصول على مهندس صوت أو على مخرج أو على مصور محترف في الساحة السينمائية. علينا أن نعترف بقلة ما هو متاح من إمكانات بشرية في المجال. وهذا هو السبب المباشر في تعطيل المشاريع. تفادينا إسناد العمل إلى هواة يكون منتجهم دون المستوى ومن حصل على المشاريع من المحترفين عليه تسريع عملية الإنتاج وتسليم الأفلام في الآجال لأنه سيصبح عرضة لمساءلات، كلنا في غنى عنها  . 

 

أعدتم بعث مهرجان عنابة لسينما المتوسط من المسرح الجهوي للمدينة ثم رسمتم مؤخرا أيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة التي بدورها تفتقر إلى قاعات سينمائية.. هل من جديد فيما يتعلق بملف استرجاع القاعات من البلديات؟

 بالنسبة إلى قسنطينة، ستكون هناك قاعتا سينما داخل القاعة الكبرى أحمد باي، وسيتوجه فريق من المختصين إلى قسنطينة قريبا للمعاينة وتهيئة الشروط اللازمة التي تضمن برمجة أفلام بصورة دائمة إضافة إلى قاعة السينماتيك وقاعات مغلقة سنعاينها بالتنسيق مع الولاية لاسترجاعها حسب اتفاق مبدئي مع سلطات الولاية وستتواصل العملية في الكثير من الولايات. 

تعمدت أن أجعل من السينما فرس رهان في العمل الثقافي، لأنه لا يمكن تصور الجزائري الذي تربى على مشاهدة الأفلام والبلد الذي توج بالسعفة الذهبية العربية الوحيدة.. البلد الذي امتلك تقاليد سينمائية وأنجب روادا تغيب السينما فيه منذ سنوات. وعليه انطلقت في هذا المشروع وكثفنا من العروض السينمائية من خلال فعالية “سيني مدينة” و”سيني شواطئ” بهدف تقريب المواطن من السينما. ثم مهرجان وهران وأيام بجاية ومهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو، مهرجان عنابة ثم مهرجان الفيلم الملتزم وأخيرا أيام الفيلم المتوج. هذا الضغط الممارس بفعل السينما هو تهيئة مناخ السينما والرسالة موجهة إلى البلديات. 

   منذ صدور قانون السينما الذي ينص على أنها من شأن وزارة الثقافة وفي اجتماع وزاري مشترك برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال ينص القرار صراحة على أن المكتبات ودور السينما التي تحت وصاية البلديات تنتقل إلى وصاية وزارة الثقافة تغيرت الأمور وسهلت مهمتنا. 

 

هل عينتم محافظة لمهرجان الفيلم العربي المتوج بعد ترسيمه؟

 ستكون المحافظة من قسنطينة وأكيد سيكون أعضاؤها ممن لهم علاقة مباشرة بالسينما ولكننا لم ننتق بعد أي اسم. وقررنا أن يصبح اسم الفعاليات “بانوراما الفيلم العربي المتوج” سيكون موعدا للاحتفاء بالأفلام المتوجة ولن يكون مكلفا لأننا لن نعتمد على ميزانية الدولة فقط بل سيكون هناك دعم من مؤسسات اقتصادية.  

 

وجهت إليكم عدة انتقادات على خلفية تعيين المخرج سعيد ولد خليفة محافظا لمهرجان عنابة.. هل كان لعلاقة الصداقة والتعاون الفني بينكما دور في التعيين؟    

 أيا من عينت سيقولون ميهوبي عين أصدقاءه وذنبي أنني صديق الجميع. أنا لا أنظر إلى المسألة من هذه الزاوية نحن نلجأ إلى أصحاب الخبرة. وولد خليفة ناقد سينمائي ومخرج وكاتب ووطني وهادئ. والدليل أنه نجح في امتحان عنابة الذي راهن فيه على التعامل مع المهنيين واستفاد أبناء المدينة من الاحتكاك بالسينمائيين من فاعلين وضيوف شرف، وسنطعم الفريق بأسماء جديدة. بعيدا عن الأسماء كل من عيناهم جزائريون ومن حقهم أخذ الفرصة. أثبت جمهور عنابة تعلقه بالفن السابع وتوافد بقوة على العروض وإن شاء الله ستكون طبعة 2016 في قاعة السينماتيك وستفتح أبواب “فاريتي” لسينما الطفل. 

 

هل تلقيتم عروضا عملية من منتدى رؤساء المؤسسات بعد ندوة الاستثمار؟

 نحن مدركون أن المهمة تتطلب وقتا ولكننا متفائلون بأن الساحة السينمائية ستعرف انتعاشا إنتاجيا ونعول على بلوغ مرحلة عرض 100 فيلم يكون منها 30 فيلما جزائريا. وهذا يعني أننا سنتوجه إلى إنتاج الأفلام قليلة الكلفة تكون ذات بعد تجاري إضافة إلى الأفلام الضخمة “المرجعية”. نحن مطالبون بتشجيع الفيلم الاستهلاكي والفيلم الاستثماري. نأمل جدا أن نصل إلى مرحلة تصبح فيها السينما تمول نفسها ولديها مداخيل وذلك بإنجاز مجمعات السينما التي تضم عددا من القاعات. 

 استقبلنا عددا من العروض، أصحابها راغبون في إنشاء مجمعات سينمائية ونحن بصدد دراسة العروض بالتنسيق مع الولاة إضافة إلى عروض لإنشاء مدن للسينما ومخابر ما بعد الإنتاج. 

سبعة مشاريع هي قيد الدراسة لتسهيل العملية على الخواص وتتعلق بإنشاء مدن في العاصمة ووهران والجنوب وقسنطينة وعنابة.  

الأكيد أنه بعد الاستجابة المبدئية من طرف منتدى رؤساء المؤسسات سننظم ندوات متخصصة في الأيام القادمة. 

 

حملتم وكالة الإشعاع الثقافي المسؤولية الكاملة في تعطيل مشروع فيلم الأمير رغم اعتماد مصطفى اوريف وياسين العلوي على تعليمات وقرارات تومي.. لماذا؟ وما مصير هذا المشروع في عهدتكم؟

 أوكل إلى وكالة الإشعاع الثقافي مشروع سينمائي كبير بقامة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر. فكان على القائمين أن يأخذوا الأمر بأكثر جدية. الخيارات التي وضعتها الوكالة تتعلق بسوء انتقاء الأطراف الكفيلة بإنشاء المشروع أي إنها اعتمدت على خيارات فاشلة بسبب عدم توسيعها لدائرة الخيارات. كان يمكن الذهاب بعيدا بهذا المشروع الضخم الذي رصدت له ميزانية كبيرة للأسف صرفت دون تسجيل أي تقدم. وقعت العقود وضاع الوقت والمال في مراجعة السيناريو. المشروع وقف قبل مجيئي ويجب أن تؤمن له شروط أكثر ومهنية أفضل ولدينا خيارات جزائرية مهمة. 

 

تقصدون أن ما تردد مؤخرا حول إسناد مهمة إخراج فيلم الأمير إلى حمينة صحيح؟    

 الخيار الجزائري يبقى قائما ونحن لا نشكك في الكفاءات الجزائرية التي فشلت في بعث المشروع رغم نجاحها في إنجاز أفلام أخرى مهمة. 

 

بصراحة هل مشكلة فيلم الأمير هي مشكلة سيناريو؟ وهل هو سبب توقيف لعبيدي للمشروع؟

 بعد مجيئي شخصت الحالة فقط ولم أفتح ملف فيلم الأمير.. تعددت السيناريوهات والفيلم لم يظهر.  

    

 ما تعليقكم على من يقول إن جهات نافذة في السلطة هي التي ترفض أن ينجز فيلم ضخم عن مؤسس الدولة الجزائرية؟

 لا أعتقد هذا.. الأمير يستحق أكثر من فيلم. فالمبايعة وحدها تتطلب فيلما والأمير الشاعر والأمير المتصوف والمرحلة التي قضاها في السجن والمقاومة وفترة إقامته في الشام كلها مراحل تحتاج إلى أفلام. فترة إقامته في الشام مثلا تقرأ الآن قراءة سياسية في ظل ما تعيشه سوريا الجريحة من إرهاب وتطرف وتقتيل وتهجير.  

 

عبر الكثير من المخرجين السوريين عن رغبتهم في الاشتغال على فترة إقامة الأمير في الشام.. هل تلقيتم أي عرض؟

تلقيت عروضا من مخرجين سوريين لإنتاج مسلسلات أكثر من أفلام ونجاح الدراما السورية يؤهلهم لذلك. الأمر ليس من اختصاص وزارة الثقافة ولكننا نبارك هذه المبادرات لأن الأجيال تحتاج إلى معالم ورموز.

ولكننا بصدد العمل على مشروع فيلم سينمائي حول العلامة عبد الحميد بن باديس،كتب السيناريو رابح ظريف عن المؤلف المهم للأديبة زهور ونيسي الذي سيقدم في شكل مسلسل تلفزيوني قريبا. اتصالاتي متقدمة مع المخرج السوري باسل الخطيب لإخراج الفيلم لأنه قريب من البيئة الثقافية الجزائرية، قدم ملاحظات تصب في مصلحة العمل وأخذناها بعين الاعتبار.  

 

هل ستشترطون على باسل الخطيب أن تكون البطولة جزائرية في الفيلم؟

الحضور الجزائري سيكون قويا من خلال عمليات الكاستينغ التي ستفتح، ولكن حتى ننجح يجب أن نكون مهنيين. الأحسن هو من يؤدي دور البطولة بغض النظر عن جنسيته. لماذا لم يحتج المصريون عندما لعبت إليزابيت تايلور دور كيلوباترا؟ ولماذا لم يحتج الليبيون لأن أنطوني كوين لعب دور عمر المختار؟

 

من السينما إلى المسرح.. لماذا لا يزال أول مسرح بني بعد الاستقلال في مستغانم مغلقا ودون مدير رغم جاهزيته؟

 فعلا هو أول مسرح ينجز بطريقة المعمار الإيطالي.. المبنى جاهز وسنفتحه قريبا وسيتم تعيين مدير للمسرح أيضا كما ستستفيد مدينة مستغانم من اهتمام كبير في هذا المجال. 

 

بعد حركة التغييرات في مديري الثقافة.. متى تفرجون عن أسماء المعنيين بحركة التغييرات من مديري المسارح والمؤسسات الثقافية الأخرى؟

 ستكون حركة تغيير على مستوى المؤسسات الثقافية الكبرى، المتاحف والمسارح، وسنعلن عنها قريبا. 

 

هل لنا أن نعرف أهم الأسماء المعنية بالتعيينات؟

 تم تعيين الفنان والباحث نور الدين سعودي مديرا لأوبرا أولاد فايت وعين عز الدين عنتري مدير قصر رياس البحر مديرا لقصر الثقافة مفدي زكرياء. محمد يحياوي سيبقى مديرا للمسرح الوطني وسنستفيد من خبرة الفنانين المتقاعدين حديثا. بالنسبة إلى المتاحف سنعين هيئة للمساهمة في تنمية الثقافة المتحفية هي “المرصد الوطني للمتاحف” الذي سيضم إضافة إلى الشخصيات المتحفية شخصيات إعلامية وثقافية وفنية. 

 

قلتم إنكم لن تشجعوا الناشرين الذين يتنقلون بدور نشرهم في محافظهم في كل مناسبة.. كيف ستتعاملون مع ناشري “الدعم”؟    

 المجاملات انتهت لأنها لا تفيد الثقافة في شيء، يجب أن نكرس المهنية في القطاع. الآن لدينا 1193 دار نشر، العدد كبير بلغة الأرقام ولكن فعليا ليسوا كلهم مهنيين، وربما 30 دار نشر فقط تعمل باحترافية أي إنها تملك مقرا ومطبعة ووسائل للتوزيع وسجلا طويلا في عالم النشر. سنتعامل من الآن فصاعدا مع من يرغب فعلا في تطوير مؤسسته ويكون التعامل وفق دفتر شروط.  

 

اشتكى أحمد ماضي إلى الوزير الأول عمل المركز الوطني للكتاب خارج القانون.. بعد ظهور نقابة جديدة للناشرين. هل من جديد؟

 لا دخل لنا كوزارة في مشروع أي نقابة، نحن نعمل على ترقية وتطوير النشر في الجزائر. وعندما ينقص عضو لا يعني أن النقص يمنع المركز من العمل. القوانين تتكيف مع المعطيات والظروف. المركز يشتغل ويعمل بشكل عادي وقانوني. 

 

هل تلقيتم فعلا أوامر فوقية ببرمجة فرنسا ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب بعد ترشيحكم لتونس؟

 في كل سنة الكثير من الدول تطلب أن تكون ضيف شرف وأيضا اللجنة المنظمة ترشح دولا ثم تناقش الخيارات. بالنسبة إلى فرنسا لا علاقة للأمر بالسياسة. فرنسا تشارك في كل سنة. وهذه السنة الناشرون الفرنسيون هم من طلب وقدموا برنامجهم. عرض الأمر علينا وعلى المنظمين. تناقشنا وقررنا. هذه مسألة ثقافية لا تسييس فيها. وبالمناسبة، الإمارات ستكون ضيف شرف المعرض الوطني للكتاب بقسنطينة ونحن من اقترحنا ذلك. 

 

 احتفاء بنيلها مقعد الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب؟

 بالمناسبة نهنئ دولة الإمارات بمقعد الأمانة العامة بعد المؤتمر الـ26 الذي انعقد منذ أيام بأبو ظبي. ونبارك للشاعر الحبيب الصايغ بفوزه رئيسا والمغربي عبد الرحيم علام نائبا. ونتمنى أن يفتح الحوار مع الآخر وأن يلعب الاتحاد دورا ثقافيا عميقا وقويا في هذا التوقيت بالذات.

 

 ولأنكم الوزير الشاعر والكاتب.. هل من مبادرة لإنقاذ اتحاد الكتاب الجزائريين من التصدع وأنتم الأدرى بخلفيات الصراع؟

 الاتحاد جمعية ثقافية مستقلة لا يمكننا كوزارة التدخل في شأنها الداخلي ولكن إيمانا مني بقدرة هذه الهيئة على لعب دور ثقافي نتمنى أن يتواصل المبدعون سواء انسجموا أم لا مع طريقة تسيير يوسف شقرة. إذا كانت كلمة طيبة تفيد لن أبخل بها. لا يعقل أن يكون الاتحاد غائبا عن أهم الفعاليات التي احتضنتها الجزائر ويجب أن يدعم مكانه بالنشر والندوات. وضعه لا يعكس للأسف قيمته وتاريخه وهو من ضم بين فضاءاته مولود معمري ومحمد العيد آل خليفة ومفدي زكرياء ومالك حداد والطاهر وطار.. أسماء كبيرة ومرجعية مهمة. على الطرفين أن يتنازلا ويتوصلا إلى إمكانية صياغة رؤية جديدة. 

 

 عادت مؤخرا إلى واجهة الأحداث فكرة إحياء اتحاد المغرب العربي من الجزائر.. هل كنتم وراء ذلك؟

 كانت بداية الفكرة سنة 1968 مع الشاعر أبو القاسم خمار وبدأت في ليبيا ثم حركتها أنا في 2001. وهي الأرضية التي تبناها اتحادا تونس والمغرب. الجزائر كانت حاضرة دائما بامتياز وساهمت منذ أسابيع في إعادة بعث اتحاد المغرب العربي. هذه المرة تم تحريك المشروع بصفة جدية ويمكنه أن يلعب الدور المنوط به في ظل ما تعيشه المنطقة من تحديات. 

 

لا تزال الشعوب العربية تنظر إلى الثقافة على أنها فعل فلكلوري وتبذير للمال العام.. كيف يمكن إقناع الجماهير بأن الثقافة سلاح ضد التطرف والإرهاب؟

عندما تعرضت تونس إلى عمل إرهابي في متحف الباردو تنقلت إلى تونس والتقيت مثقفين تونسيين وتحدثنا في الأمر. وفعلا مواجهة التطرف والإرهاب ليست فقط مهمة المؤسسات الأمنية وإنما على عموم المثقفين أن ينخرطوا فيها.

ظهور العنف والتطرف هو ثمرة فشل فئة في فك شفرة المستقبل فانغلقت في الماضي وآمنت باللاحداثة. هذا الفكر استثمر في الفقر والتهميش والفراغ الذي يعيشه الإنسان العربي في المناطق المحرومة. الفراغ يولد نزعة الإقصاء والتمرد والعزلة. ومن غير المعقول أن يكون من جرفه تيار داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة قد قرأ أو اطلع على مرجعيات الفكر المستنير. 

الحمد لله تم تفكيك هذه الألغام في الجزائر بفضل القراءة المعمقة لرئيس الجمهورية للمجتمع الجزائري وبعد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية تم تجفيف منابع الفكر المتطرف. 

 

 هناك من يقول إن استقدام بوسي وأنوشكا وغيرهما من الفنانات تبذير وليس تقشفا كما سبق وأعلنتم.. 

 هذه الفعاليات يتم فيها اللجوء إلى الخواص وهو ما حصل مع فعاليات قسنطينة. جهة خاصة تكفلت بإقامة الضيوف العرب وهي مشكورة.

من قال هذا الكلام لم يكن على دراية ولكن أقول: “ليطمئنوا لسنا من المبذرين لأننا نعرف مكان المبذرين“. 

خفض الميزانية في إطار التقشف امتحان لنا ومناسبة للبحث عن آليات تعامل الثقافة مع واقع جديد. واقع لا نعتمد فيه كليا على خزينة الدولة وهذا سيحفزنا أكثر. والفعاليات القادمة ستحمل البعد الثقافي والتجاري معا. فالثقافة لم تعد مجانا وإنما بالمقابل. وستحتضن أوبرا أولاد فايت عروضا عالمية بالتذكرة. 

سنتكيف مع أي تغيير جديد مهما كان وسنجد البدائل والحمد لله نجحنا في تنظيم أربع فعاليات دعمنا فيها رجال أعمال منتسبون إلى منتدى رؤساء المؤسسات.كما اتصلت مؤسسات عمومية أيضا تقترح الرعاية. ولى زمن المهرجانات التي تدوم عشرة أيام وتستضيف عشرين فرقة. علينا أن نكون براغماتيين في إدارة شأننا الثقافي. 

 

 على ذكر أوبرا أولاد فايت.. متى ستفتتح رسميا؟    

 تقنيا القاعة جاهزة ونحن في مرحلة تهيئة المحيط فقط.. تأخير بسيط لإعادة النظر في أمور تقنية محضة مع وكالة المشاريع الثقافية الكبرى التي قدمت ملاحظات للطرف الصيني. وستضم البالي الوطني والأوركسترا السيمفونية والفرقة الوطنية الأندلسية. وستقدم عروضا تجارية عالمية وتستقدم العروض من مختلف دول العالم. 

 

 منذ تعيينكم شرعتم في جولات عبر مختلف ولايات الوطن.. لماذا هذا الخيار؟

زرت في أقل من ست أشهر نصف عدد ولايات الوطن.. ليس من رأى كمن سمع.. حتى أكون قريبا من الفعاليات بغض النظر عن حجمها كان علي التنقل والتقاء الفاعلين. كما أن الجزائر أكبر من بلد وأصغر من قارة والتنوع الثقافي فيها يغري باكتشافه.. 

 

 من يفضل ميهوبي في تسيير المؤسسات الثقافية: الإداري أم الفنان؟

أفضل الاثنين لأن التسيير له دوره والجمع بينهما مهم جدا. 

 

 كرمتم الروائي واسيني الأعرج بعد نيله جائزة كاتارا وكرمتم الروائي رشيد بوجدرة في مهرجان وهران عن 30 سنة عطاء.. هل ستكرم أحلام مستغانمي وهي ابنة قسنطينة على هامش المعرض الوطني للكتاب كما أعلن عنه المحافظ سابقا؟

أحلام مستغانمي اسم كبير وعلامة ثقافية مسجلة بامتياز لأنها قدمت الكثير ونجحت في بناء اسم مهم في الساحة الأدبية العربية والأجنبية وترجمت أعمالها. ونهنئها لاختيارها مؤخرا كواحدة من الشخصيات المؤثرة في لندن. أنا على تواصل معها وزارتني أكثر من مرة منذ تنصيبي وزيرا وأنا متفهم لانشغالاتها ورؤيتها. 

 

هل وجهت إليها دعوة رسمية للحضور؟

 لا ولكنها ستكون حاضرة من خلال طبعة خاصة لأعمالها خلال تظاهرة قسنطينة. 

 

صنفتم خلال تقلدكم مختلف المناصب من مدير للمكتبة الوطنية وصولا إلى رئيس للمجلس الأعلى للغة العربية على أنكم مثقف السلطة.. تؤمنون بهذا التصنيف؟    

 يضحك.. لا أفهم ما الذي يقابل مثقف السلطة.. لا حرج في أن يكون المثقف منتميا إلى حزب سياسي. نقرأ بفخر كيف أن رؤساء ووزراء في تاريخنا كانوا مثقفين ولكن عندما يتعلق الأمر بكاتب أو شاعر جزائري يصبح مثقف السلطة. البعض ذهب إلى الامتعاض مني ومن وزير الاتصال حميد قرين في معرض الكتاب وكأنهم أرادوا حرماننا من مسارنا الإبداعي قبل تقلد المسؤولية. يريدون القفز على مساري.. أنا في 1982 فزت بالجائزة الوطنية الأولى للشعر وفي سنة 1987 فزت بالجائزة الوطنية الأولى للأوبرات وسنة 1985 طبعت أول ديوان شعري ولي إسهامات في المسرح والسينما والشعر والإعلام لماذا يزعجهم هذا. 

 

إلى أي مدى خدمك انتماؤك إلى حزب “الأرندي” خلال مسارك المهني؟ وما سر القطيعة بين المثقف والسياسة مؤخرا؟

بعض المثقفين لا يعلن تحزبه أو يخفي تعاطفه وميوله إلى حزب معين غير مهيكل فيه. أنا عندي الشجاعة الكافية لأعبر عن مواقفي السياسية والحزبية بكل شفافية وأنا أفضل ممن يخفون ذلك. 

 

انتقدك أصدقاؤك في الوسط الأدبي؟

بعضهم انتقدني وبعضهم رأى أن التحزب لا يتعارض مع الإبداع والتأثير. في النهاية هذه قناعات. أعتز بأنني أحظى باحترام زملائي في الأرندي والمناضلين الذين التقيهم خلال زياراتي إلى بعض الولايات وغالبا ما أجتمع معهم. السياسة ليست دائما الممارسة السلبية للحكم.


 خلال ترؤسك المجلس الأعلى للغة العربية.. واجهت صعوبات في إطار الصراع الإيديولوجي بين المثقف العروبي والفرونكفيلي؟    

المساحة تضيق بصورة واضحة، الأجيال الجديدة خريجة مدرسة الاستقلال وتقرأ أكثر باللغة العربية. أما على الصعيد الأدبي ففيه تواصل بفضل الترجمة. هذه الأخيرة قلصت المسافة.

 أما الإيدولوجيا فأسقطتها التكنولوجيا وأصبح الصراع افتراضيا والتصنيفات تجاوزها الزمن. 

 

 عشت هذا الصراع في أيام الزمن الجميل لاتحاد الكتاب؟

كان موجودا ولكني شخصيا كنت قريبا من الجميع وكنت ممن فتح الباب للترجمة 35 عمل ترجم من اللغة العربية إلى الفرنسية في إطار سنة الجزائر في فرنسا. وفتحنا المجال للكتاب باللغة الأمازيغية. التواصل وحده يقضي على هذه النزعة. 

 

 ومع ذلك فإنها تدور.. أين ميهوبي الكاتب من ميهوبي الوزير؟

تعمدت توقيف كل أعمالي التي كانت جاهزة ودخلت المطبعة أوقفت كل المشاريع منها أعمال روائية كانت جاهزة تماما مباشرة بعد تعييني وزيرا. 

 

 لماذا؟

حتى أتجنب القول بأنني وظفت موقعي في خدمة مصالحي رغم أن الناشر أبدى استعداده للطبع على حسابه ولكني أخذت بعين الاعتبار البيئة الإعلامية في الجزائر. 

 

 لا تتقبلون النقد؟

كنت صحفيا وأتقبل النقد.. أتمنى أن يحظى الإعلام الثقافي والإعلام الرياضي بدورات تكوينية لأن المثقف حساس ولا يتضرر مثلما يتضرر السياسي مثلا  . 

 

لا تزال متابعا للشأن الرياضي؟

 أكيد وإن صادف وتزامنت خرجاتي الميدانية مع مباريات مهمة أحرص على مشاهدتها لاحقا. 

 

لا تزال مناصرا وفيا لفريق وفاق سطيف؟

 وفاق سطيف فريقي المفضل وتنقلت معه أيام كنت صحفيا وحضرت الكثير من الأحداث الكبرى. ووجود هذا الفريق هو ما حفزني لإنشاء أول صحيفة رياضية “صدى الملاعب” التي أسست لأول مسابقة في الحذاء الذهبي سنة 1993. وأكيد أنني أناصر الفرق الوطنية عندما تكون في مواجهة مع فرق أجنبية. 

 

ومن فريقك المفضل من الأندية الأوروبية؟

 البارصا.. تابعت مبارتين في برشلونة.. وأشير بالمناسبة إلى أنني معجب بأداء اللاعبين الجزائريين خاصة محرز وإبراهيمي. هما موهوبان جدا ولا يحتاجان تزكية من أي سبر آراء. إذا كان هناك من يجب أن نرفع له القبعة عاليا لأنه ذهب بعيدا بالكرة الجزائرية فهو الحاج محمد روراوة. كنت أرافقه وأعرف مكانته جيدا في الوسط الرياضي. حضرت معه مؤتمر الفيفا في مراكش في 2005 ووقفت على طريقة تعامل رئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو الذي يشاوره في كل صغيرة وكبيرة. كما رافقته في ندوة في التحكيم بالمناسبة عندي شهادة خبير في الاتحاد العربي لكرة القدم ومهمتنا تكون كمبعوثين إلى الاتحادات للتدقيق في قانونية الجمعيات المنعقدة. التقيت روراوة منذ فترة وقال لي إن رهانه القادم هو التأهل لـ”ريو” قبل أن نسمع بهذا الفريق أصلا ووصل فعلا. 

 

 نحتاج إلى مدرب جزائري أم أجنبي؟

كرة القدم الآن ليست مسألة وطنية وكما قال كاتب من الأورغواي الآن فريق كرة قدم من مكونات الدول والدولة التي ليس لها فريق قوي منقوصة السيادة. النزاعات في العالم تتعطل بسبب مباراة. 

    

 خلفتم الزاوي على رأس المكتبة الوطنية وتقيدتم بطرح تومي بأن مهمتها هي الأرشفة والتوثيق والمطالعة.. هل ستعود إلى واجهة النشاطات؟    

 الأساس في عمل المكتبة الوطنية هو الكتاب ومن بين مهامها النشاط الثقافي ولكن ليس الأولوية. ونحن لا نمانع أن تصبح فضاء حيويا وقريبا سنعين مديرا لها. 

 

في حوار مع لويزة حنون قالت لي اسألوا ميهوبي عما وجد بعد مغادرة لعبيدي.. ماذا وجد ميهوبي؟

 لا تعليق. 

 

 ما هي مشاريع ميهوبي المستقبلية؟ وما هي رهاناته لتحقيق الريادة ثقافيا؟

إن شاء الله في 2016 نأمل في إنشاء جائزة الأمة تكون مفاجأة وأطمئن طلبة برج الكيفان بأن الأمور تسير نحو الأحسن وفتحت تخصصات معينة في الدراسات العليا شارك فيها طلاب المعهد وسنوسع في دائرة التخصص. وتطوير المناهج في التخصصات الإبداعية الموسيقية والتشكيلية أصبح ضرورة. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مجيد

    الثقافة بفنونها الواسعة و بروافدها المتنووعة لا تحتاج لتسيير اداري يقتلها في المهد و الثقافة كالبحر لا حدود لها و لكي تعيش لابد لها من رفيق يلازمها في السراء و الضراء و هذا الرفيق ليس وزيرا او مديرا و لا حتى اموالا ضخمة بل هو الحرية التي هي المنبع الذي يجسد من خلاله المثقف بكل اطيافه; اعماله و ابداعاته كما يتخيلها دون تدخل الادارة .و يبقى دور الادارة هو توفير المسارح و القاعات لعرض هذه النشاطات الثقافية . و اخيرا اتسال عن جدوى وجود وزارة و قاعات السنيما لعرض الافلام حولت الى مطاعم و متاجر

  • امين22

    معالي الوزير نتمنى ان توفد لجنة تحقيق الى ولاية سيدي بلعباس في قطاع الثقافة اين تسيره بارونات تنهب اموال التظاهرات الثقافية ببشكل علني وسافر و همهم الوحيد هو اقتطاع من فواتير المهرجانات والتظاهرات وتضخيمها وذلك بالتعامل مع جمعيات على حساب جمعيات اخرى وهذا تحت الطاولة حتى ان لبعض المسؤولين الثقافيين لديهم جمعيات في الخفاءنتمنى ان تحقق في الموضوع لتكتشف ان عاصمة المكرة الاولى من حيث الاختلاس في قطاعك وعليك ان تسال اهل الاختصاص لتتاكد من هذا وما خفي كان اعظم....

  • مواطن معسكري

    معالي الوزير اناشد
    التغيير التغيير قطاع الثقافة في معسكر تحول ثقافة الاقطاع
    مدير الثقافة في معسكر حقار استغل كل وسائل المديرية والثقافة لخدمته وخدمة عائلته وتهديد مدراء المؤسسات الثقافية بالمكائد وبتضليل شخصكم مع العلم انه ابن منطقة معسكر واستفادة من الثقافة عائلته و الموظفين خماسة

  • بدون اسم

    روح اتعلم تتكلم وارواح ناقش يا طرومبيطة

  • djamel

    galha otman 3liwat hava rahhh el dahia
    el dahiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiia
    fakartouna b carnaval fi dachra

  • ترامب

    أما بوسي ....!! جهة خاصة تكلفت بها وهي مشكورة على ذلك!!!!
    ..لا يهم من يقوم بدور البطولة -الامير- +طبعا لا يهم+ السيناريو لا يهم من يكتبه
    لأن العرب استنجدوا بأنطوني كوين إذا أنتم عرب إفعلوا مثلهم
    و الله سينقلب عليك وعلى ثقافتك رجالا وستكون انت واحفادك من يدفع الثمن

  • يوسف

    تحية و احترام لسيادة الوزير .
    الأسئلة كثيرة و كبيرة حول الثقافة في بلادنا الجزائر و أذكر منها الأخص ولاية خنشلة / مركز الولاية / حيث العمل و الفعل الثقافيين يقترب إلى " القلة و العدم " قصر الثقافة "علي سوايغي " بالأمس القريب يمثل لنا , نحن , الفئة المتعلمة "جوهرة المدينة" و اليوم أصبح هيكلا صامتا "ستاتيكيا " .قاعة عرض Cinémathequeالسينما مغلقة الأبواب منذ تشيدها وتدشينها , علما أن بالولاية "جامعة " تعداد طلابها يفوق (3000) طالب .الخلاصة الفعل الثقافي شبه غائب و عملية "التهذيب " معطلة و السبب !؟

  • بدون اسم

    كذب.......... لو كان روراة داهية لما منحت كأس افريفيا 2017 لغابون................