الفساتين العصرية تهدد بغياب الألبسة التقليدية من الأعراس
تنافس مستوردون للألبسة على جلب فساتين الأعراس والسهرات العصرية من دول أروبية وآسيوية، حيث خصصت لها محلات خاصة، ترتادها المقبلات على الزواج والمهتمون بالأناقة في السهرات والأفراح، حيث أدى ذلك إلى عزوف الكثير من الجزائريات عن الألبسة التقليدية كالجبة الوهرانية و”الكاراكو” و”القفطان” القسنطيني، بحجة أنها ألبسة تكلف الكثير، ولا تتناسب وخصوصية بعض المناسبات، وتفقد من تلبسها أناقتها بمجرد الزيادة في الوزن.
فساتين عصرية من تركيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بمختلف الأشكال والمقاييس وهي موضة سنوات الأربعينيات والخمسينيات بلمسة 2015، أغلبها بلون السواد وهو اللون الذي باتت تتهافت عليه الجزائريات، حسب الاستطلاع الذي قامت به “الشروق”، عبر محلات راقية وأخرى تابعة لأسواق الألبسة المغطاة.
في سوق الجرف بباب الزوار، فتحت محلات لملابس وفساتين الأفراح والسهرات تخطف عقول المراهقات وتشد اهتمام السيدات، حيث قالت إحداهن، كانت رفقة ابنتها المقبلة على الزواج، إن الملابس التقليدية الجزائرية تكلف الكثير وتجد العروس نفسها تخسر مبالغ باهظة دون ارتدائها مرة ثانية، خاصة بعد الزيادة في الوزن.
وفي رأي ابنتها، أن الملابس العصرية الخاصة بالأفراح جميلة وجذابة وأقل تكلفة، ويمكن استغلالها في مناسبات متعددة ومتنوعة، وأضافت قائلة: “إن الفستان الأسود القصير المرصع بالأحجار الفضية أو الذهبية أصبح محل اهتمام الفتيات وحتى السيدات”.
وعبر رضوان، بائع في محل بالجرف عن استغرابه لاختيار بعض العرائس للون الأسود، وقال إن الفستان الأسود العصري سجل حضورا مهما خلال هذه الصائفة، حيث ارتفع الطلب عليه مقارنة بالفساتين والألبسة البيضاء.
أسعار ملابس الأفراح والمناسبات المستوردة من الخارج، تختلف حسب النوعية والبلد وقد وصل ثمن الفستان أحيانا إلى مليوني سنتيم، أو أكثر، بينما يقدر ثمن أغلبها بين 7000 دج ومليون ونصف مليون سنتيم.
الصينيون هم الآخرون تفطنوا إلى ترويج فساتين الأفراح والأعراس بتصاميم بلادهم، مرصعة بالأحجار ومزينة بخيوط فضية وذهبية، وبهذا التفتح على سوق ألبسة المناسبات السعيدة العالمية، أصبحت الألبسة التقليدية الجزائرية مهددة بالانقراض من أعراسنا.
في هذا الإطار تسعى وزارة السياحة الجزائرية من خلال التظاهرات الشعبية ومعارض الصناعات التقليدية عبر الفنادق والمركبات السياحية والساحات العامة قصد الترويج للألبسة كالقفطان والكاراكو والجبة الوهرانية والقبائلية التي بقيت تتحدى الزمن لقرون.