-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعيّرونهم بإعادة السنة ويسببون لهم عقداً نفسية

مربو أجيال يتسببون في تنفير تلاميذهم من الدراسة

الشروق أونلاين
  • 5120
  • 17
مربو أجيال يتسببون في تنفير تلاميذهم من الدراسة
الشروق

يحدث في بعض الأحيان أن يرفض التلاميذ التوجُّه إلى المدرسة وتنتابهم حالة من الخوف والهلع يحتار الأولياء في تفسيرها أو التعرف على أسبابها، فتتحول المدرسة إلى شبح مخيف والمعلم أو الأستاذ إلى غول ويكبر الطفل لتكبر معه عقدة الأستاذ الذي بدلا من أن يكون عونا له في فهم واستيعاب الدروس يصبح عبئا عليه، فيكره مادته بل ويصل الأمر أحيانا إلى حد الملل من الدراسة برمتها.

يقال إن الأوطان تقوم على كاهل ثلاثة: فلاح يغذيه، جندي يحميه، ومعلم يربيه، ولأن مهنة التعليم هي أسمى رسالة فهي تقوم بتعليم جميع المهن، إلا أن بعض مربي الأجيال يكونون هم السبب في تشكيل عقد نفسية لتلاميذهم قد تظل ملازمة لهم طوال مشوارهم التعليمي، وتكون في الغالب وراء تراجع تحصيلهم العلمي ودافعا لهم للهروب والتغيّب عن بعض الحصص دون سواه، فقط لأن المعلم يتعمد إقصاء هذا التلميذ أو إحراجه أمام زملائه أو حتى وصفه ومناداته بألفاظ وعبارات مخجلة تجعله محل سخرية من قبل زملائه ورفاقه في الفصل، فحتى وإن كبُر التلميذ واندمج في الإطار المهني، إلا أنّ العُقد تظل ملازمة له في كل مرة. 

ن” شابة في الثلاثينيات من العمر، لا تزال تتذكر معاناتها مع أستاذ التاريخ والجغرافيا إلى يومنا هذا، تقول: وقع هذا في سنوات التسعينيات عندما كنت تلميذة في السنة السابعة والثامنة أساسي بمتوسطة محمد رايس بخميس مليانة، ودرسنا خلال هاتين المادتين الأستاذ “م” لسنتين على التوالي جعلني أكره فيهما التاريخ والجغرافيا ولا أتحمّلهما طيلة حياتي، فأستاذنا والذي كان في تلك الفترة شابا لا يتجاوز 28 عاما، كان يفضل التلميذات الجميلات الممتلئات فيمنحهن نقاطا إضافية أما أنا وعلى الرغم من كوني مجتهدة ومؤدبة وكنت من المتفوقات فمعدلي لا يقل على 15، إلا أنه كان يتعمّد إحراجي أمام زملائي، وهو ما دفعني إلى الهروب من حصته ولم أتنفس الصعداء إلا في السنة التاسعة عندما عينوا لنا أستاذ جديدا. 

 وهو ذات الأمر الذي جعل “أ”، 24 سنة، تنفر من مادة اللغة العربية فالفتاة كانت تدرس في متوسطة آيت حمدوش بالمقرية، كانت تجد صعوبة بالغة في التعامل مع أستاذتها التي تمقتها بشكل مبالغ فيه بعد أن أقدمت على تمزيق كراسها إلى نصفين وصفعتها به لمجرد أنها لمحتها توكز زميلتها التي بجانبها، ولم تتوقف مضايقات هذه الأستاذة عند هذا الحد بل كانت تصرخ في وجهها قائلة “أنا أكرهك ولا أريد رؤيتك في قسمي” وكأن القسم ملكُ أبيها، ومع أن والدتها تنقلت عدة مرات في تلك الفترة إلى مؤسستها التعليمية وتحدّثت مع الأستاذة، إلا أن هذه الأخيرة تمسكت بموقفها واستمرت تعاملها بذات الطريقة إلى غاية انتهاء العام الدراسي.  

أما قصة “أحمد” مع أستاذة اللغة العربية في ثانوية الثعالبية بحسين داي، فعجلت من تركه مقاعد الدراسة، فقد كان تلميذا في السنة الثانية قسم علوم الطبيعة والحياة ولم يتمكن من الانتقال للسنة الثالثة وأعاد السنة، وهناك كابد الويلات من معاملة الأساتذة للمعيدين، فالبعض كان يرفض السماح لهم بالمشاركة بحجة أنهم معيدون السنة، فمنذ اليوم الأول كانوا يطلبون منهم الوقوف فوق المصطبة حتى يتعرفوا عليهم بطريقة ساخرة جدا، على حد قوله، أما أستاذة اللغة العربية فبعد أن كلفتهم بإنجاز بحث والتزم بالأجل المحدد، رفضت أخذه وردت عليه بأنها ترفض بحثاً من الأرشيف، في إشارة إلى أنه معيدٌ للسنة وهو ما أغضبه كثيرا ليقرر بعدها ترك مقاعد الدراسة.

وإن كانت هذه عيّنة من الأساتذة الذين تسببوا في عُقد لتلاميذهم، فهناك آخرون كان لهم الفضل في إعانة التلاميذ ووضعهم على أول خطوات النجاح. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • شاوي محمد

    انت ياابنتي تدرسين في السنة الثالثة ابتدائي مثل ابني تماما
    أما قولك يضربني كثيرا لأنك ثرثارة ربما ولهذا أنصح ابني بالإنتباه في القسم وكل اعادة فيها افادة وتعلمي خيرلك من المزاح داخل القسم وأعلمي ابنتي أن العلماء كانوا تلاميذ ومنهم من ضرب ومنهم من وبخ ولكنهم في الأخير تركوا بصامتهم في التاريخ أتمنى لإبنتي النـــــــجاح والتوفيق ان شاء الله ( الأستاذ شاوي محمد 25 سنة مربــــــــــــي أجيال

  • جزااااحقةاااائررررية

    بارك الله فيك بعض الذين يسمون أنفسهم أساتذة يفعلون ذلك وليس من أمثالك يا أبي معلمي حفظه الله حتى عندما كان يسبنا كان يلجأ إلى تلطيف الأجواء بالمزاح حفظك الله يا معلمي وأنار بك دروبا ظلماء

  • جزااااحقةاااائررررية

    ليس تحريضا بل واقع بعض الاساتذة ماشي قاع

  • أستاذة

    عن أي واقع تتكلمين ؟؟ و الله لو كنا نحن الأساتذة رجالا لتخلينا عن مناصبنا للذين يتفلسفون ليرونا ماذا سيفعلون ؟ و الشاطر فيكم يبقى مع 40 تلميذ في القسم لمدة ساعة واحدة ؟

  • شاوي محمد

    ان المربي هو الأب والأم للتلميذ فكيف ينفر المتعلم لولم يكن ذلك أمرا مغرضا من وراءه ضرب المنظومة التربوية الجزائرية التي أخرجت أجيالا من الإطارات تعترف بهم حتى مراكز الأبحاث العالمية ، فكفى ذبحا للمربي بارك الله فيكم .

    الأستاذ شاوي محمد 25 سنة مربي

  • سارة

    يا رقم 9 بارك الله فيك انني اجد هدا المقال تافه و طريقة غير مباشرة للتحريض ضد الاستاد

  • بدون اسم

    فاقد الشيء لا يعطيه الكثير من المدرسين ليسوا أهلا لممارسة مهنة المربي لا من حيث المؤهلات العلمية و لا من حيث الأخلاق و السيرة و السلوك بعضهم يعنف التلاميذ لأتفه الأسباب و يسبهم و يتفوه بألفاظ غليظة على مسمع منهم.المدرسون هم المتسببون في ظاهرة العنف التي تعيشها شوارعنا و ساحاتنا و ملاعبنا.

  • ramdani

    وهل تعلم يا صاحب المقال ان الاساتذة ايضا يعانون من الخوف والهلع وهم في طريقهم الى المدارس نتيجة الحرية المطلقة والغير محدودة للتلاميذ الى درجة انهم يمارسون العنف الجسدي على الاساتذة ويعلمون مسبقا انهم يفلتون من العقاب نتيجة الصك الابيض الممنوح لهم هل تعلم ان حراسة امتحانات نهاية السنة اصبحت جهنم يرفضها الاساتذة مهما يكلفهم ذلك وهل تعلم ان اكثر من نصف التلاميذ حاليا لا يستحقون مقاعد الدراسة نتيجة سلوكاتهم من جهة ومستواهم من جهة اخرى وهل تعلم ان المدرسة تحولت الى عذاب للاستاذ وهل تعلم.....سلام

  • جزااااااائرررريةحقة

    أنا في السنة الثانية ابتدائي ومعلم الفرنسية يضبني كثيرا ولأقل سبب حاسبنا علماء وهاديك السنة الأولى لي في الفرنسية حسبي الله ونعم الوكيل فيه

  • جزااااااائرررريةحقة

    الله غالب تفوق الذم على المدح حسب الواقع

  • بسمة

    قصة أحمد التي وردت في التقرير كثيرة و أكثرنا عانا منها خصوصا في القسم النهائي، إن الذين عانوا في سنوات سابقة هم الذين يعطون اليوم لأولادهم الحق و لو كانوا على خطأ . و هم بطريقة غير مباشرة يدفعون أبناءهم إلى التجرؤ على الأساتذة إذن ما زرعوه الأساتذة من قبل في الأولياء يجنوه اليوم من أبناءهم يوم لك و يوم عليك و هذه ليست إصلاحات بن بوزيذ كما يقول البعض

  • بدون اسم

    كرهت العلوم الطبيعية في الثانوية السنة الأولى بسبب أستاذ كلما أخطأت يقول لي من الحجر ما يتشقق منه الماء, وكنت أجتهد كثيرا وفي الإمتحان أحصل على علامات تحت 10 وكنت على يقين من إجاباتي الصحيحة, وبعدها قررت التوجه إلى شعبة تسيير وإقتصاد مع أني كنت أريد شعبة العلوم. ولكن صراحة بعض الأساتذة كانوا مجرمين من الناحية التعليمية وكأنهم من كون والتلاميذ من كون آخر! وحتى في الجامعة وقعت لنا مشاكل مع أساتذة درسوا في فرنسا وأساتذة تخرجوا بشهادة ليسانس! بالله عليكم استاذة تخرجت بليسانس مباشرة زاولت تدريسنا!

  • أستاذة

    نرجو من السادة المعلمين و الأساتذة الأفاضل مطالعة القصة الملهمة للدكتور الامريكي ثيودور ستووارد مع معلمته ،( من الأنترنت ) و التي نشرت ذات صيف على صفحات الشروق بقلم د / فيصل القاسم .

  • ريمة

    والله هذا الموضوع جاء في وقته تاع الصح أنا واحدة ملي كانوا يخافوا يرحوا للمسيد في البريمار على خاطر الشيخة ضربتني في السنة الأولى بكف على خاطر ماعرفتش نكتب الحروف وهي كانت تتوحم من ثمة وليت الليل مانرقدش ونخاف نرووح ... المهم حسبي الله ونعم الوكيل فيها ضرك راني نتلاقى بيها صباح الخير مانقولهالهاش

  • أستاذة

    للأسف هذه هي حالة الكثيرين في مجتمعنا كانوا ضحية أساتذتهم ، فالكثير من المربين بعيدين عن مهنتهم كل البعد و لا يهمهم سوى المادة ، و المشكل في الوزارة التي ترمي بطلبة الجامعات في الأقسام دون تجربة مسبقة . و أنا اقترح موضوع آخر بعنوان أميار وولاة و أطباء و ممرضين و موظفين على كافة المستويات ينفرون المواطن المسكين و يحرمونه من حقوقه و يمارسون ضده كل أشكال العنف الاداري و المحسوبية و ... و يتسببون في هجرة الشباب من وطنهم ............ و اعلام و مجتمع ينفر التلميذ من معلمه ...

  • bahidja

    احنا فالثانوية الحارس و يسبك والمدير يسمع ماالاستاذ من يامس بصح كل واحد يحبس عند حدو تغلط تخلص

  • أستاذة

    30 سطر ذم و سطر و نصف انصاف .