وستتوالى الهزائم !
في الخامس عشر ماي الماضي كتبت في هذا الركن، تحت عنوان “الخضر والهزيمة المتوقعة” أن: “المنتخب الجزائري ليس بتلك القوة والتجانس اللذين يمكنانه من مقارعة الكبار.. والمستوى الذي ظهر به في مختلف مبارياته، والطريقة التي تأهل بها، لا تؤهلانه ليلعب الأدوار الأولى في مجموعته.. منطق الأشياء لا يعطي “الخضر” أية فرصة للتألق، إلا إذا حدثت طفرة أو معجزة لا تخضع للمنطق ولا للحسابات التقنية والتاكتيكية.. وهذا ليس تثبيطا للعزائم بقدر ما هو قراءة هادئة لحقيقة جلية يرفض الكثير أن يراها كما هي، ويفضل أن يرى ما يجب أن يكون.. “
وذلك ما تأكد بالضبط أمس أمام بلجيكا، ليصدم الجزائريون في فريق بنوا عليه أحلاما جنونية، بل وتأكد أيضا أن المدرب هو الآخر ليس أفضل من الفريق واللاعبين.. أمام بلجيكا ظهر المنتحب الجزائري الحقيقي الضعيف الذي لا يحسن اللعب كفريق حقيقي، والمدرب المتنطع الذي لا يتقن الخطط، ولا يحسن الاختيار.. وتلك هي سمة الفريق: التذبذب والعشوائية، قد يلعب مباراة جيدة، ويسيء في مباريات أخرى عدة..
لا أتصور أن ثمة من الجزائريين من لا يتمنى فوز الفريق وصنع الانتصارات لكن البون شاسع بين الواقع والتمني، تماما كما هو شاسع بين مستوى الفريق البلجيكي ونتائجه وانسجام لاعبيه وذكاء مدربه، ومستوى الفريق الجزائري ونتائجه وضعف لاعبيه وسذاجة مدربه وتنطعه.. الهزيمة إذن كانت متوقعة، والواقع أيضا يدفعنا إلى ترقب هزيمتين أخريين، إلا إذا حدثت معجزة أو طفرة تُحفظ ولا يقاس عليها. ذلك لأن الفشل لا يزال سمتنا الغالبة في كل مكان من القمة إلى القاع، والانتصار لا يصنع من الفراغ..