“ادفنوا البيروقراطية إذا أردتم تحقيق نهضة اقتصادية”
أكد الدكتور أحمد فاديوغلو، عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد”، وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء التركي، أنه عمل على مدار 35 سنة لتوجيه الاقتصاد التركي، داعيا لتكاتف المستثمرين المسلمين عبر مختلف الدول، وتبادل المعارف من خلال الزيارات المتبادلة.
وكشف ضيف منتدى “الشروق” عن عوامل نجاح الاقتصاد التركي الذي تجاوز باقي الدول الإسلامية بحوالي 30 سنة على الأقل، بحسبه. وأوضح أن الحكومة التركية رفعت يدها عن المصانع للخواص وفتحت خطوطا جوية ليتمكن هؤلاء من نقل بضائعهم.
كما أفاد المتحدث أن السلطات التركية أزالت كل الأعباء عن المصنعين، حيث إن كل محافظة تركية من أصل 81 محافظة تمتلك مجمعا صناعيا موصولا بالكهرباء والماء ومختلف المرافق، لتخفيف الأعباء، لا سيما النقل.
وهو ما يسمح بمراقبة حتى النفايات الصناعية التي ترمى حتى لا يكون لها تأثير سلبي على البيئة.
وقال فاديوغلو إن تركيا ستكون القوة الثالثة أوربيا بحلول 2020، من خلال إجراءات مهمة تتعلق بإعفاء 23 محافظة من الضرائب وكل مرة تحذف ثلاث محافظات ويضاف ثلاث محافظات أخرى ليشمل القرار جميع المحافظات، مضيفا: “يمكن لأي مستثمر تركي فتح شركة في ظرف يوم واحد فقط، وتمتلك تركيا 80 من المائة من معادن العالم”.
وأكد المتحدث منح نفس الامتيازات لكل مسلم يريد الاستثمار في تركيا على غرار بقية الأتراك، وتضع الحكومة امتيازات مضاعفة على بقية الدول الأوربية في مجالات الاستثمار، حيث إنها أعلنت الاستعداد لمنح 5 سنوات ضمانا في مجال الصناعات الغذائية بدل من سنة واحدة المعمول بها في أوروبا. كما أن ضمانات المصانع تتفوق على الضمانات الأوروبية، مع مرافقة المصنع بمنح الخبراء أو تدريب الجزائريين وضمان ما بعد البيع.
وأفاد فاديوغلو أن زيارات الأتراك إلى الجزائر تعود إلى 20 سنة خلت، والتعاون متواصل من خلال تواجد أكثر من 100 شركة تركية بالجزائر، موضحا: “نطمح إلى بلوغ 500 شركة وأكثر بعد سنتين أو ثلاث لأن الفرد الجزائري مقتنع بالمنتوج التركي”.
وأكد ضيف “الشروق” أن الجزائر لديها مقومات الاستثمار أحسن من أوروبا، موضحا: “لا يوجد طاقة شمس وشباب وسوق في أوروبا مثل الجزائر، بالإضافة إلى الوقود والمحروقات”، مضيفا: “نريد أن نرى الجزائر قائدة إفريقيا في الاقتصاد لأن حاجيات الصناعيين موجودة في الجزائر، والقوانين جيدة ويجب فقط رفع الروتين والعراقيل”.
ودعا عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد” المسؤولين في الجزائر إلى عدم عرقلة التكاتف بين البلدين، معتبرا أن الجزائر أرض ذات موارد مهمة وتسع 400 مليون فرد.
وهي تحتاج فقط إلى التوجيه ويجب على الحكومة دعم الشباب، وتسهيل المبادلات التجارية بتوسيع الموانئ، متسائلا: كيف تبقى الباخرة شهرا كاملا بميناء الجزائر وتنزل سلع الباخرة في دبي في ظرف يوم واحد فقط؟ وعليه قال المتحدث: “لا داعي لاستمرار تعقيد الأمور بالجزائر، لأن لدينا عزما كبيرا حكومة وشعبا لإحداث تعاون كبير مع الجزائر”.
وفي رده عن سؤال يخص غزو الصناعات الصينية، أجاب المتحدث: “البضائع الصينية ليست بنفس الجودة التركية ووصولها يحتاج شهرين ونصفا، والمواطن التركي يفضل المنتج المحلي”.
وقد كان ضيف “الشروق” مرفوقا بكل من الدكتور نجاتي سكسز مهندس مدير مشاريع شركة إسطنبول ماكنة للصناعات الغذائية، ومحمد بامباغل صاحب شركة مصانع الحديد والصلب.
لا تشاركوا الأتراك اليهود لتفادي الصناعة الإسرائيلية
طالب أحمد فاديوغلو، عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد” جميع الجزائريين المصنعين الراغبين في القيام بشراكة مع مستثمرين أتراك أن يتحروا جيدا ماضي كل مستثمر لأن اليهود يتعاملون مع إسرائيل في التزود بالمادة الأولية، موضحا: “نقترح للمستثمر الجزائري قبل القيام بشراكة أن يدرس شريكه وماضيه لأن في تركيا مواطنين أتراكا يهودا، فقد يشاركه على أساس أنه تركي وهو يأخذ المادة الأساسية للصناعة من إسرائيل”.
وقال المتحدث بأن أحسن طريقة لمعرفة ذلك هو اختيار وسيط جزائري، على غرار المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، والذي يضمن استشارات وخدمات لفائدة الأتراك والجزائريين على حد سواء، ولديه حضور في مختلف الملتقيات الاقتصادية التي تقام بتركيا.
لا نخشى المنافسة الصينية ولم نتورط في الفساد
أبدى عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد”، أحمد فاديوغلو، عدم تخوف الاتراك من الاقتصاد الصيني الذي يقدم منتجات رخيصة، مكنته من الهيمنة على عديد الأسواق خاصة، وربط أحمد فاديوغلو، تحديه للصينيين، نتيجة لجودة المنتج التركي وسعره المعقول.
ونفى فاديوغلو تورط الصناعيين الأتراك في قضايا فساد، وقال إن الشراكة التي تجمع الصناعيين الأتراك مع الجزائريين ليست مبنية على علاقة ربح فقط، وإنما تهدف إلى نقل الخبرة التركية إلى الجزائر.
جمعنا 564 مليون أورو في جلسة واحدة لإعمار غزة
تطرق عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد”، أحمد فاديوغلو، إلى جهود الصناعيين الأتراك في العمل الخيري، خاصة للقضية الفسلطينية واهتمامهم باللاجئين السوريين في تركيا.
وذكر أحمد فيداغلو، الذي يشغل منصب رئيس المنظمة الخيرية “فلسطين بلاتفورم”، أن القضية الفلسطينية تعد أحد أهم الملفات التي تشغل بال الأتراك بما في ذلك الصناعيون. وذكر فيداغلو في لقاء بـ “الشروق”، أنه (الموصياد) قد جمع خلال جلسة واحدة 546 مليون أورو لدعم غزة في جلسة واحدة. وأكد أن كل الصناعيين الأتراك قد تجندوا لإعادة إعمار غزة بعد الهجوم الصهيوني عليها.
وعرج عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك “الموصياد”، على مساهمتهم في كسر الحصار عن غزة، عبر سفينة مرمرة، وخلص بالقول: “نحن وفلسطين جسد واحد”.
وبخصوص اللاجئين السوريين، كشف المتحدث عن تخصيص نسبة لا تقل عن 5 من المائة، لتوظيف اللاجئين السوريين، مع توفير الإقامة لعدد من العائلالت السورية. ودافع أحمد فاديوغلو، عن موقف حكومة بلده، من الأزمة السورية، نافيا عنها تهمة تقسيم الأرض السورية، وشدد: “لا نريد تقسيم الدولة السورية المسلمة… سيكون العالم الإسلامي قويا بقوته وتوحده”.