”سعداني ورّط بوتفليقة وجلب له المشاكل”
-
-
11870
-
14
قال العضو القيادي في الأفلان عبد الرحمان بلعياط بأن الحزب لديه مؤسسات ولا يمكنه أن يرتجل فيما يتعلق بالرئاسيات، وأكد عبادة بأن الرئيس الشرفي للحزب ليس لديه صلاحيات، ولا يمكنه أن يعين من يشاء، في تلميح إلى سعداني، بدعوى أنه عضو مناضل في الحزب والقدسية لله، ”لأن هناك من يريدون أن يجعلوه إلها”، متسائلا عمن قال بأن اللجنة المركزية مع العهدة الرابعة.
وأماط العضوان القياديان في الأفلان عبد الكريم عبادة وعبد الرحمان بلعياط اللثام عن موقف الأفلان من الانتخابات الرئاسية، بعد تصريحات أخيرة أطلقها سعداني الذي لا يعترف به التقويميون أمينا عاما، وقال بلعياط أن الرئاسيات تفصل فيها اللجنة المركزية، وأن الملف يخضع لأجندة سياسية، بدعوى أنهم ليسوا زنادقة، بل هم يعملون في وضوح، ويشعرون بالمسؤولية بصفتهم القوة الأولى في البلاد، وبرر معارضة سعداني بكونه انتهج أساليب غير شرعية في عقد اللجنة المركزية، واستولى على الأمانة العامة.
بوتفليقة قال لبلخادم لا يمكنني أن “اتكل عليك”
وأرجع المنسق السابق للحزب مشاكل الأفلان إلى تراكمات بدأت منذ عهد عبد العزيز بلخادم، وكانت النتيجة سحب الثقة منه، كاشفا بأن الأمين العام السابق فور تنحيه، بعث برسالة إلى رئيس الجمهورية، معلنا دعمه للعهدة الرابعة، وكان رد الرئيس: “كيف اتكل علي،ك وأنت عجزت عن تسيير الحزب”.
من جانبه، قال عبادة بأن رئيس الحزب يستشار ولا يعين، لكن للأسف اسم الرئيس وظف من قبل مجموعة، “ونحن غير مقتنعين بأن الرئيس لديه ضلع فيما يحدث”، ويصر العضوان القياديان في الحزب العتيد لدى استضافتهما في فوروم الشروق بأن ثمة صفقة ولوبيا ماليا فاسدا يقف وراء ما يحدث للحزب، وهذا اللوبي تعامل مع جماعة أخرى، رفض القياديان تسميتها، بحجة أن مشكلتهما مع عمار سعداني وليس مع جهة أخرى، لكنهما أعربا عن ارتياحهما، لأن العدالة أنصفتهم.
هناك من دفع 20 مليارا لإيصال سعداني إلى رأس الحزب
ويتمسك القياديان بمبدأ أساسي، وهو عدم القبول بتعيين أمين عام خارج الأطر النظامية، ويصر من جهته عبد الكريم عبادة بأن هناك جماعة تعمدت توظيف اسم الرئيس، ثم قسمت الحزب إلى مؤيدين لبن فليس ومؤيدين لمولود حمروش، فشتتوا أصوات المناضلين، متسائلا بأي حق تتدخل الداخلية والإدارة لانعقاد اللجنة المركزية، وهل يعقل أن أمينا عاما يمشي بأرمادة من الحرس، فهل يخشى من المناضلين، هذا معناه بأن هناك جهة دخلت على الخط، اكتفى عبادة بوصفها بأنها أوساط غير معنية بالحزب، متسائلا من دفع للأوراسي مقابل تأجير القاعة، وهناك من دفع 20 مليارا لدعم سعداني، وهذا يعني بأن التحضير للعملية تم قبل سبعة أشهر على الأقل، ولماذا تم اختيار سعداني بالذات، وماذا لديه من مزايا ومواصفات؟
بلخادم كان يعمل ليكون رئيسا للجمهورية
ويؤكد عبادة بأن استمرار الأزمة في الحزب سببها عبد العزيز بلخادم، الذي عقد مؤتمرا على المقاس، بخلفية التحضير للانتخابات الرئاسية، وكان يتخذ القرارات بشكل انفرادي دون العودة إلى مؤسسات الحزب، ثم عقد دورة للجنة المركزية على المقاس، غير أن الريح جاءت عكس ذلك، وخالفت أهداف بلخادم الذي كان يريد أن يكون رئيسا، باستخدام التحايل، وأبدى المتحدث عدم معرفته إن كان بلخادم أبرم صفقة مع سعداني وجعله خليفة له لتحقيق ما كان يصبو إليه، غير أن ما يجري يظهر له بأنه ليس في صالح البلاد وكذا الحزب، معتقدا بأن الأطراف التي وقفت لأجل وصول سعداني إلى رأس الحزب، كان هدفها العهدة الرابعة، التي يبدو لها بأن سعداني هو الوحيد الذي يضمنها.
وأضاف المصدر بأن العهدة الرابعة قرار تتخذه اللجنة المركزية، متسائلا: “من قال بأننا نحن كلجنة مركزية مع العهدة الرابعة”، لأن سعداني قرر وحده دون فتح نقاش داخل الحزب، “من يكون هو حتى يقرر في مكان الجميع، ومن قال بأن 300 عضو في اللجنة المركزية أو كلهم مع العهدة الرابعة”.
وانتقد عضوا اللجنة المركزية التحالفات التي شرع سعداني في إبرامها مع أحزب سياسية، واستبدال حليفه الاستراتيجي التجمع الوطني الديمقراطي بتشكيلات أخرى لا يلتقي مع خطها السياسي ولا من ناحية الوزن، “فتحالف مع لويزة حنون وقام بذلك بمفرده دون العودة إلى المؤسسات، فمن خول له ذلك”، ويرى القياديان بأن سعداني زرع الفتنة ولوث المحيط السياسي باسم الأفلان، وخلق عداوات، وتساءل عبادة عن الفائدة من الخصومة مع الحكومة، ويقصد تصريحات سعداني ضد سلال، وعما سيجنيه الحزب من خسارة حليفه الأرندي، وكيف يتحالف مع عمار غول “شكون هذا غول”، إذ كان ينبغي أن تكون التحالفات على الأقل مع أحزاب كبيرة.
بن فليس حر في الترشح
وعاد بلعياط إلى خلفية مساندة بوتفليقة في انتخابات 99، قائلا بأن ذلك تم بعد العودة إلى أعضاء اللجنة المركزية ومعرفة رأيهم، وبعد أن جلسنا إليه مطولا وناقشنا معه برنامجه بصفتنا أعضاء في المكتب السياسي، بعدها قررت أغلبية اللجنة تزكيته، لأننا رأينا توفر الشروط فيه، لكنه في انتخابات 2004 لما رشحنا بن فليس لم يكن هو قد أعلن عن رأيه.
وفيما يتعلق بترشح بن فليس الأمين العام السابق للحزب العتيد للانتخابات الرئاسية، أفاد المتحدثان بأنه حر في ذلك، كما أن من يساندونه أيضا أحرار في ذلك، وتساءلا عن وضعية الحزب في حال عدم ترشح بوتفليقة للرئاسيات لظروف صحية، فمن سيؤيد، فهل سيجرنا المرشح المقبل دون أن نملي عليه شروطنا؟
قالا إن الأمين العام للحزب يلوث الصحن الذي يأكل منه
لو كان سلال “رجلا سياسيا” لما ساند سعداني للاستيلاء على الآفلان
يعتقد القياديان في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، وعبد الرحمن بلعياط، بأن الوزير الأول، عبد المالك سلال، “يستحق” ما صدر في حقه من طرف عمار سعداني، الذي رفضا تسميته بأمين عام للحزب العتيد.
قال منسق حركة تقويم التأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، إن عبد المالك سلال كان من الأطراف التي دعمت سعداني لفرضه على الأمانة العامة للآفلان، قبل أن ينقلب عليه سعداني ويقول بخصوصه بأنه لم يخلق للسياسة، وإنه لاعب سياسي سيئ. هنا سعداني لديه الحق، لأنه لو كان سلال فعلا رجلا سياسيا لما ساند عمار سعداني ليكون أمينا عاما للحزب العتيد.
وأضاف المتحدث أن عبد المالك سلال من الناس الذين سعوا لعقد اجتماع الأوراسي في 29 أوت الماضي، وفرض سعداني بالقوة على رأس الحزب، باعتباره المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي. وقال عبادة بالحرف الواحد: “سلال كان رب الإدارة”، وكان عليه ألا يتدخل على الأقل في شؤون داخلية للحزب.
وتساءل عبادة بالقول: “بأي حق تتدخل الداخلية كطرف؟ أين هي استقلالية الأحزاب؟” قبل أن يضيف أن وزير الداخلية السابق، دحو لود قابلية، رفض تجديد الرخصة لجماعة بومهدي، فمن منح الترخيص إذن؟ وذهب عبادة في عد تدخلات الجهاز التنفيذي في القضية، وذكر بالقول: “أين رأيتم أمينا عاما لحزب سياسي يتحرك بأرمادة من الشرطة؟” مضيفا أنه “في وقت الإرهاب، عبد الحميد مهري وبوعلام بن حمودة كانا ينزلان إلى المناضلين في الولايات بدون حراسة”.
وقرأ عبادة في السياق أن هناك طرفا ثالثا يتمثل في الإدارة أراد تدجين الأمر، وهي نفسها الأطراف التي أعطت الرخصة، والتي أطرت العملية، وحرست مدخل فندق الأوراسي… كما تساءل عبادة: كيف للداخلية أن تقرر تاريخ استدعاء الدورة وتختار مكان انعقاد الدورة؟ من دفع تكاليف قاعة الأوراسي؟ كما تساءل عبادة عن السر وراء اختيار سعداني دون غيره، وقال: “لماذا سعداني بالضبط؟ ما هي المواصفات والمعايير التي يتوفر عليها هذا الرجل ولا تتوفر عند مئات إطارات وقيادة الحزب لتولي الأمانة العامة؟” مضيفا… “هذا ليس لوجه الله، وإنما لأمور لن تكون في صالح البلد”.
وذكرا القياديان في الآفلان خلال نزولهما ضيفين على منتدى “الشروق”، أن سعداني يرى في عبد المالك سلال، منافسا له في منصب نائب الرئيس، أو مرشحا للرئاسيات المقبلة، في حال قرر الرئيس بوتفليقة عدم الترشح لعهدة رئاسية رابعة، معتبرين أن ما حدث بين سلال وسعداني حرب في جناح واحد، وهو جناح الرئيس.
ويرى القيادي في الحركة التقويمية أن سعداني يفتعل الصراع بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وبالتالي لما تهجم بتلك الطريقة على جهاز المخابرات، أخذ ـ كما قال ـ موقفا مع مؤسسة الرئاسة، مبرزا عدم وجود أي صراع في هرم السلطة، مضيفا أن سعداني بتصريحاته يُكذب التصريحات الرسمية الصادرة، سواء من الرئاسة أم من وزارة الدفاع الوطني، التي تنفي جميعها وجود أي صراعٍ بين الطرفين.
وأضاف عبادة أن سعداني ورط نفسه بهذه التصريحات وقال: “إذا سلّمنا بتصريحاته، فهذا يعني أنه صنيع جهاز المخابرات”.
وهو ما يعني ـ بحسب المتحدث ـ أن سعداني “يتبول في الإناء الذي يشرب منه، يلوث الصحن الذي يأكل منه”، معتبرا أن المؤسسة العسكرية صمام أمان للجزائر خاصة في الظروف الراهنة.
وأجمع عبادة وبلعياط، أن التصريحات التي أدلى بها عمار سعداني لا تلزم الآفلان وإنما تلزم سعداني وحده. وأجمعا على أن “كل ما بني على باطل فهو باطل”. وأكدا أنهما لا يعترفان بسعداني كأمين عام، لأن منصب الأمانة العامة مغتصب واستولي عليه بطرق غير قانونية وغير شرعية “بدعم وتشجيع ومشاركة أطراف في السلطة”. ومن هذا المنطلق “كل ما صدر وما حدث من عمليات وتصريحات وخرجات لا تلزمنا إطلاقا ولا تلزم إلا صاحبها”.
ويعتقد المتحدثان أن ما يقوم به سعداني “تهريج”، وتسويق نفسه في الساحة السياسية، على أنه رجل سلطة، ويوهم الرأي العام الوطني، سواء داخل الحزب وخارجه بأنه شخصية وطنية وأمين عام للحزب العتيد ويترجم إرادة المناضلين.
اللجنة المركزية ستنعقد قبل الرئاسيات
سعداني “مرض جلدي” أصاب الآفلان سيزول في أقرب وقت
وصف القياديان في الحزب العتيد عمار سعداني، بـ”المرض الجلدي” الذي أصاب الآفلان، وأكدا أنه سيزول في أقرب وقت ممكن، لأن المرهم الذي يستعملانه ــ كما قالا ــ شديد الفعالية، وأعلنا عن انعقاد اللجنة المركزية قبل الرئاسيات المقبلة، بعد صدور قرار مجلس الدولة لانتخاب أمين عام “شرعي”.
أكدا عبادة وبلعياط، أن أيام عمّار سعداني أصبحت معدودة على رأس الحزب العتيد، وأبرزا أن مجلس الدولة سيفصل قريبا في الطعن الذي رفعه أعضاء في اللجنة المركزية بإلغاء نتائج اجتماع الأوراسي في الصائفة الماضية، وأضافا أن اللجنة المركزية ستنعقد قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في أفريل 2014، محمّلين المسؤولية لوزير العدل الطيب لوح، في حال تدخل على مستوى القضاء لصالح جماعة سعداني، وقالا “لدينا ثقة كاملة في العدالة الجزائرية، ولكن إن تدخل لوح، سنقيم وقتها الحجة عليهم، وسنعرّيهم ولن نسكت”، وأضاف عبادة بالقول “نحن لسنا من الذين يتراجعون إلى الخلف، أو يختبئون في منازلهم”.
وكشف المتحدثان أن اللجنة المركزية ستنعقد عاجلا أو آجلا، مبرزان أن ذلك سيتم قبل الرئاسيات المقبلة، وسيستدعيها المنسق العام للمكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط، عملا بالمادة التاسعة من القانون المنظم لعمل اللجنة المركزية، وأضافا أن اللجنة المركزية ستبدي موقفها بخصوص الرئاسيات، وسيكون القرار الذي تخرج به سيّدا.
وذكر ضيفا “الشروق” أن جماعة سعداني، تعمل على شراء ذمم أعضاء اللجنة المركزية، وأكدا أن سعداني عرض عليهما عن طريق وساطات مناصب في المكتب السياسي، وذلك من باب أن الآفلان بحاجة إلى خدماتهما كما هو بحاجة إلى خدمات عدد من “الأوزان الثقيلة” داخل الحزب، إلا أنهما أبلغاه بأنهما كانا عضوين في المكتب السياسي عندما كانت العضوية في المكتب بقيمتها”، وبخصوص دورة اللجنة المركزية التي دعا إليها سعداني منتصف نوفمبر الجاري، كشف المتحدثان أن عدد أعضاء اللجنة الذين أعلنوا مقاطعتهم للدورة ــ إلى حد اليوم ــ بلغ 130 عضو.
