تجفيف منابع الفقر والفساد لقطع دابر الإرهاب
اعتبر بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج في جلسة افتتاح المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي نظم أمس، بفندق الميريديان في وهران، أن برمجة مجموعة العمل الإقليمية في اجتماعها الثاني حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الذي ترأسه الجزائر بمشاركة الحكومة الكندية المحورين المتعلقين بتطورات الوضع الأمني فيها، وكذا تقييم التهديدات التي تتعرض لها اختيارا صائبا في خطة عمل المجموعة.
وذلك بالنظر إلى حالة التهديد الإرهابي والإجرام العابر للحدود اللذين لا زالا قائمين في منطقة الساحل ويشكلان خطرا لا ينبغي تقزيم حجمه، بدليل استهدافها المنشأة الغازية بعين أمناس في جنوب الجزائر ومناطق أرليت وأغاديس بالنيجر، رغم تكبد منفذيهما والواقفين ورائهما خسائر في شمال مالي على وجه التحديد، كما وصف ساحلي الأنباء الواردة بخصوص الأحداث والتطورات الميدانية على مستوى هذا البلد الإفريقي بـ”المطمئنة”.
ودعا كمال رزاق بارة، مستشار لدى رئيس الجمهورية، في كلمته التي ألقاها قبيل انطلاق أشغال مجموعة العمل حول تعزيز القدرات في الساحل كافة المشاركين الممثلين لعديد من الدول الأعضاء بما فيها الجزائر، إلى تقديم كل الدعم لبعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد والمكلفة بمرافقة الفترة الانتقالية في مالي ابتداء من الفاتح جويلية 2013، من أجل تحقيق الاستقرار في هذا البلد.
وأكد بارة أن مكافحة الإرهاب العابر للأوطان تستدعي القضاء على الآفات التي يتغذى منها، وفي مقدمتها الفقر والتهميش والنقائص في الحكامة، لاسيما أن المجموعات الإرهابية باتت تحاول ضمن فضاء يئن تحت وطأة الفقر لاستغلال النقائص الهيكلية في المنطقة، لبث الفوضى وتكثيف هجماتها وعمليات الاختطاف، فيما ثمّن كاتب الدولة لدى وزارة الخارجية، تصريح مجموعة الثمانية الكبار (G8) الذي أعلنت فيه رفضها بشكل قاطع دفع الفدية للجماعات الإرهابية في مقابل الإفراج عن الرهائن، مصرحا أن مذكرة الجزائر المتعلقة بالممارسات الحسنة في مجال الوقاية من الاختطافات من أجل طلب الفدية للإرهابيين والقضاء على المزايا المنجرة عنها تبقى ضمن إنجازات المجموعة، داعيا إلى “تجفيف منابع الثراء غير الشرعي والإجرامي لتمكين المنطقة من العودة إلى قواعد اقتصاد خلاق للثروات ومناصب الشغل، خاصة وقد ثبت أن أموال الفدية المتأتية من عمليات الاختطافات ومختلف أشكال التهريب، وتحديدا منها المخدرات، هي المورد الأساسي الذي يتيح للجماعات الإرهابية تمويل جزء كبير من نشاطاتها الإجرامية، حسب ما استعرضه مستشار رئاسة الجمهورية في حديثه.
كما نوهت سابين نوكلي، المديرة العامة للبرامج الكبرى لتخفيض ومنع انتشار التهديدات الأمنية بوزارة الشؤون الخارجية الكندية، بجهود الجزائر في إطار مكافحة الإرهاب، معربة عن سعادتها بالعودة إلى الجزائر والمشاركة في ثاني اجتماع للمجموعة بعد النجاح الذي حققه اللقاء الأول الذي نظم فيها شهر نوفمبر 2011، وجمع كافة الشركاء والمساهمين الدوليين للنقاش والتباحث حول ملف مشترك والذي يعني الجميع.