-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسسوا جمعيات ونوادي رياضية لإدماج البيض والسود

جزائريون يحاربون التمييز العنصري في جنوب إفريقيا

الشروق أونلاين
  • 17768
  • 11
جزائريون يحاربون التمييز العنصري في جنوب إفريقيا
الشروق
صحافي الشروق رفقة حلاق جزائري بجنوب إفريقيا

الزائر لجنوب إفريقيا يلاحظ الحرب الباردة بين السود والبيض في كل مكان، فبعد زوال نظام التمييز العنصري “الأبرتايد” سنة 1994 وتسلم نيلسون مانديلا مقاليد الحكم، تجمع البيض في مدن راقية وغنية وأحكموا سيطرتهم على دعائم الاقتصاد، بينما تفرق السود في قرى فقيرة مبنية بالصفيح نخرتها المخدرات والجرائم، وهذا ما ساهم في انتشار مناطق محرمة على البيض وأخرى ممنوعة على السود، وهنا بادر جزائريون إلى كسر هذه الحواجز العنصرية وأسسوا جمعيات ونوادي رياضية جمعت مابين السود والبيض في مبادرة فريدة من نوعها في بلاد عانت كثيرا من مخلفات التميز العنصري التي لازالت قائمة لحد اليوم.

تمكن الجزائري سمير كريد 43 سنة إطار سام في أكبر شركة خاصة لشق قنوات المياه بجنوب افريقيا من اختراق جدار العنصرية في المدينة التي يقطن فيها سونتان” ذات الأغلبية البيضاء الواقعة بين مدينتي بريتوريا وجوهنزبورغ، وذالك بتأسيس أول فريق لكرة القدم من السود المنحدرين من القرى الفقيرة، وقد تمكن من إقحام الأطفال والشباب السود في أكبر بطولة رياضية لكرة القدم، كانت بالأمس القريب حكرا على البيض من الجنسيتين الهولندية والإنجليزية، وقد تمكن فريق سمير” هذا العام من الصعود للقسم الأول وهو يخطط لنيل كأس البطولة.

سمير أكد للشروق أنه أسس هذا الفريق منذ خمسة سنوات أين راودته فكرة مساعد السود على الاندماج أكثر في المجتمع والتخلص من عقدة النقص التي يعانونها ضد البيض، وأضاف أن مهمته في البداية كانت صعبة للغاية لأن السود تحسسوا في التعامل معه لأنه محسوب على البيض، وكانت خطته تكليف أحد الشباب السود الذي كان يعمل كحارس حظيرة سيارات بتكوين فريق من أبناء حيه القصديري، وهذا ما كان.

وقال محدثنا أنه تكفل ماديا وعلى حسابه الخاص بكل ما يحتاجه الفريق من ألبسة رياضية وتنقلات وملاعب للتدريب، وأكثر من ذالك فقد ربطته علاقة شخصية بين جميع أعضاء الفريق فساعدهم في مستحقات التسجيلات الجامعية التي لأن الدراسة في الجامعة بجنوب إفريقيا باهظة الثمن،كما ساعد آخرين في الحصول على عمل وتمكن من تكوين فريق مثالي استطاع نيل المرتبة الثالثة العام الماضي وقد صعد هذا العام الى القسم الأول. وأضاف أن فريقه اليوم بات مفتوحا للبيض أيضا والذين باتوا يلعبون جنبا الى جنب مع السود الفقراء وهو مالا نراه دائما في جنوب افريقيا.

وعن التمييز العنصري بجنوب إفريقيا أكد المتحدث أنه موجود ومتغلغل بطريقة صامتة، لأن البيض شدوا قبضتهم على كل دعائم الاقتصاد.

واكتفى السود بتولي المناصب السياسية التي استغلوها للحصول على صفقات مربحة مع البيض بما يسمى بتزاوج السلطة بالمال، وأضاف أن اليهود أحكموا سيطرتهم على البنوك وشركات التأمين والمراكز التجارية وفي هذه الحالة يعاني أغلبية السود من التهميش وعدم قدرتهم على تأمين مصاريف العلاج والدراسة وحتى النقل، وهذا ما تسبب في ظهور مايسمى بالعنصرية الطبقية بين الأغنياء من البيض والفقراء من السود، هذه الطبقية ساهمت في انتشار معدلات الجريمة في ضل رواج تجارة السلاح، لدرجة لا يوجد فيها مواطن جنوب إفريقي إلا ويملك مسدسا أو بندقية خاصة وأن قيمة المسدس لا تتجاوز 3000 دينار جزائري.

جزائري يؤسس جمعية لتمكين السود من الدراسة والعلاج

جزائري آخر من مدينة “كاب تاون” الساحلية رائعة الجمال، يدعى جمال حريوش 50 سنة تاجر ويعمل في القطاع البنكي، تمكن من تأسيس جمعية خيرية في المدينة التي يقطن فيها أطلق عليها اسم “وتعاونوا” تهدف إلى مساعدة الأطفال والشباب من السود الفقراء على الاندماج في المدارس والجامعات والنوادي الرياضية، خاصة وأن التدريس في جنوب افرقيا ليس مجانيا بل مكلف خاصة في المدرسة الجامعية، التقينا مع جمال بملعب روتسنبورغ أين قدم لتشجيع الفريق الوطني وهناك قص علينا تجربته في مكافحة العنصرية التي لازالت تستهدف الملايين من السود الفقراء والمعزولين الذين يعيشون فقرا مدقعا ولا يستطعون تأمين تكاليف الدراسة والعلاج وهم يعيشون على أرض غنية سلب خيراتها البيض الذين ينتهجون نوعا جديدا من الأبرتيد” الاقتصادي حيث يستغلون خيرات البلاد من معادن ثمينة في حين يشغل السود الوظائف الإدارية الثانوية.

وأضاف المتحدث أن جمعيته تقوم بجمع التبرعات من رجال الأعمال المسلمين من أجل مساعدة الكثير من العائلات المهشمة على تعليم وعلاج أبنائها،وقال أن جمعيته ساهمت في إدماج أطفال سود في مدارس خاصة كانت حكرا على البيض فقط وتقدم خدماتها الدراسية بمبالغ باهظة جدا ورغم ذلك هناك الكثير من رجال الأعمال المسلمين منهم جزائريون يتبرعون بأموال ضخمة في سبيل القضاء على العنصرية في المدارس والجامعات وحتى الأحياء السكنية التي عادت ما ينعزل فيها البيض عن السود، حيث أقدم رجل أعمال تركي على بناء جي سكني فاخر وإشترط أن يقيم فيه السود والبيض وهذا ما حصل ويعتبر هذا الحي اليوم نموذجا في التعايش السلمي والتعاون مابين البيض والسود في ادارة الحياة الاجتماعية.

حلاقون جزائريون يكسرون حاجز العنصرية

من المعروف في جنوب افريقيا أن السود والبيض لا يجتمعون عند حلاق واحد، وهذا من مظاهر التميز العنصري التي لازالت حتى اليوم، وهذا ما ساهم في انتشار صالونات حلاقة خاصة بالسود وأخرى خاصة في البيض وهذا في مختلف المدن الكبيرة منها والصغيرة، والغريب في الأمر أن سعر الحلاقة عند البيض يصل الى 1300 دج جزائري، في حين ينخفض السعر عند السود الى 600دج، وفي مبادرة فريدة فضل جزائريون فتح صالونات حلاقة فخمة معظمها متواجد في المراكز التجارية الكبيرة التي يقصدها يوميا عشرات الألاف من الزبائن.

والغريب في هذه الصالونات التي أبدعها الجزائريون أنها خالية تماما من التميز العنصري، فبإمكانك أن ترى أسودا وأبيض يحلقان جنبا الى جنب، وما يجعل الإقبال على هذه الصالونات كبيرا هو سعرها المنخفض الذي لا يتجاوز 500 دج، وهنا استطاع الجزائريون ان يسيلوا لعاب البيض في دخول محلتهم وذالك بخدمات مثالية وسعر منخفض، كما أبدع الجزائريون طريقة أخرى لجلب الزبائن وهي تشغيل فتيات فاتناتّ” في صالونات الحلاقة واللواتي يعملن كحلاقات للرجال، وهذا ما اطلعنا عليه في صالون الحلاقة المتواجد في أكبر مركز تجاري بمدينة سنتريون” والذي يديره جزائريون تمكنوا من كسر حاجز العنصرية في الحلاقة عن طريق الخدمات المثالية والأسعار المغرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • عبد القادر

    كان الله في عونهم مشكورين على ذلك

  • بدون اسم

    برافو عليكم يا ولاد لبلاد........انا متاءكد ان هؤلاء جلهم من لقبايل........في بلادكم عانيتم التمييز الذي فرضته السلطة او هناك راكم تحاربوه.............مليح الله اكثر امثالكم.......اتمنى ان تنشروا الاسلام السمح الذي ينبذ التمييز.......اه على الاقل هناك ناس تبيض وجوهنا برا.......

  • حسان

    حاجة مليحة نحن نمقت العنصرية

  • كاره الاوروبيين

    هذه فرصة ذهبية لهؤولاء الجزائريين كي يقومو بنشر الاسلام دين الرحمة و الانسانية هناك زكارة في الانجليز و الهولنديين

  • زاكي

    لهذا يكرهنا الغرب وفرضوا علينا نحن الجزائريون حصارا غير معلن.

  • جزائري مسلم

    السلام عليكم
    محاربة العنصرية والسعي لنشر المساواة بين الناس فعل ينم عن خلق إسلامي سامي وهمة عالية . لكن أن نجعل من وسائل ذلك "تشغيل فتيات "فاتنات" في صالونات الحلاقة واللواتي يعملن كحلاقات للرجال" فذلك ضلال وحث على الفسق والفاحشة ولا شك يحبط عمل صاحبه ويحرمه صاحبه من أجر اﻹصلاح الذي يسعى فيه.
    اللهم ألهمنا أن نجعل أعمالنا في البر خالصة لوجهك الكريم وألهمنا أن لا نخلطها بالمحبطات. اللهم آمين

  • بدون اسم

    شكرا لللاه.

    شكرا لكم يا ابناء الجزائر الله ييوفقكم في ويحميكم.

    الله ينصركم يا ابناء وطني الغالي..

  • Amin

    ليكن في علمك ان اغلبية السود الذين يدخلون الى هذه الصالونات هم من الطبقة الراقية في هذ المجتمع

  • مراد

    ما أسماكم يا رجال الجزائر يا قبائل الأشاوس فأينما حليتم كان الخير والبركة معكم ساعدكم الله في أفعالكم النبيلة والخيرية أينما كنتم في هذا الكوكب.

  • بدون اسم

    باسم الله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى اما بعد الجزائري دائما يعطي الدروس في الخارج ادا اتيحت له الفرصة و بالمقابل يعطي درس عدم تقبله لاي نوع من الدل او التحقير . و الجزائري يتميز باخلق الاسلام وعزة المسلمين ثم النيف و يصنع العجب وربما لانه يحس بالتمييز الدي يعانيه الشعب و لا يخفى على احد لاننا جزائريين ويتجلى لنا من معيشتنا كل يوم الزوالي من الباب لا تزد و وليد الغني كل الابواب مفتوحة و قس دلك في عدة امثلة رخصة السياقة الفقير يخلص و يسكت والغني يرجعولوا الرخصة و ربما يتبهدل من سحبها من

  • بدون اسم

    فاقد الشي لا يعطيه ....