شبكات تجند فتيات لاصطياد البقّارة وأصحاب الشكارة بالسواحل
في إطار حركة ما يعرف بتحقيق مطلب رحيل العاهرات وتطهير معاقل الفساد الأخلاقي في الشواطئ والمناطق السياحية، تحسبا لموسم الاصطياف، تواصل مصالح الشرطة والدرك بولاية بجاية، مداهمة بؤر الدعارة بالبلديات الشرقية للولاية، حيث تمكنت ليلة أول أمس من توقيف 12 عاهرة تنشطن بملاهي مدينة تيشي والمناطق المجاورة لها.
-
“الشروق” رافقت رجال الدرك والشرطة خلال مداهمة ليلية لأحد الفنادق المعروفة بولاية بجاية، أين حضرت عملية التفتيش لجميع الأشخاص من بينهم 16 عاهرة تتراوح أعمارهن بين 18 و40 سنة معظمهن ذوات سوابق قضائية يعملن في حانة الفندق، حيث كلفن بإصطياد الأثرياء و”البڤارة” لاستغلال أموالهم، وذلك، مقابل حصولها على مبالغ مالية حسب جمالها وسنها ودرجة جاذبيتها، ومن خالفت القوانين تتعرض للطرد نهائيا من المهنة حسب ما صرحت به إحدى العاهرات المعروفة باسم “سوسو” والقادمة من ولاية الشلف، لـ”الشروق” والتي أوقفت في عين المكان بعد ما طلبت مصالح الدرك والشرطة وثائق هويتها، قائلة “أنا مجبرة على احتراف هذه المهنة بعد ما هربت من بيت أهلي وأنا في السن 16، وإلا كيف أعيش في هذا العالم الذي لا يرحم الكبير قبل الصغير، فأنا ملزمة باصطياد فريسة”.
-
ومن بين العاهرات الموقوفات شد انتباهنا امرأة في عقدها الثالث، حيث بدت على وجهها ملامح الخوف، والارتباك إلى درجة أنها اختبأت وراء العاهرات الأخريات، حينها اقتربنا منها وسألناها عن سبب خوفها، فردت علينا “تبهدلت… فأنا لست مثل الأخريات، كوني متزوجة وأم لأربعة أطفال.. لكن زوجي لا يعمل فاضطررت إلى ممارسة هذه المهنة وكما يقال للضرورة أحكام”.
-
وحسب معلومات استقتها “الشروق” من مصالح الأمن، فإن اغلب الفتيات الموقوفات في حواجز أمنية ومداهمات مست العديد من بؤر الفسادأجّرن مساكن وشاليهات بمدينة تيشي وبحي باكارو، وسوق الإثنين وبوليماط وكذا وسط مدينة تيشي وبوسط عاصمة الحماديين ببجاية، ويقتصر نشاطهن ليلا بملاهي تيشي وحاناتها، كما علمنا ان حملة التطهير قد تمتد إلى الحدود الشرقية للولاية، خاصة بمدينة “ملبو” الساحلية، حيث تستضيف حاليا أزيد من 150 امرأة يتمركزن بفندقين والعديد من الحانات.
-
في سياق متصل، كشف قائد المجموعة الولائية لدرك بجاية المقدم نورالدين أكروف، أنه في إطار التنسيق مع مصالح الشرطة تنفيذا لتعليمات القيادة بخصوص تطبيق عمليات مداهمة مشتركة عبر الأماكن المعروفة بالإجرامية واللصوصية والفساد الأخلاقي، لتأمين المواطنين، خاصة المصطافين والسياح الذين سيبلغ عددهم، هذه السنة حسب الأرقام الرسمية 3.5 مليون شخص، تمّ تجنيد 1000 دركي، لتأمين موسم الإصطياف، حيث تم توزيعهم عبر جميع المناطق التي يقصدها المصطافين على غرار الشواطئ التي يبلغ عددها 26 شاطئا والغابات والمناطق السياحية مثل رأس كاربون وزيقواط.
-
كما أكد رئيس أمن دائرة تيشي محافظ الشرطة ايدير أركون، أنهم تلقوا دعما كبيرا من طرف سكان بلدية تيشي، الذين طالبوا برحيل العاهرات وهو الأمر الذي يجري تحقيقه بالتنسيق مع رجال الدرك يوميا في الميدان تطبيقا لتعليمات المدير العام للأمن الوطني، من خلال المداهمات الليلية المشتركة التي نشنّها عبر الفنادق والحانات والأماكن المشبوهة.