-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صيحة الشروق

Oui..ماي..

عمار يزلي
  • 514
  • 0
Oui..ماي..

77 سنة تمر على مجازر 8 ماي 1945، والدم الذي انتصر على البندقية يوم ذاك، لا يزال إلى اليوم يذكر يوم تحولت فرحة الفرنسيين والمعمرين إلى مآتم جماعية وإبادات وجرم إنساني لم تندمل إلى اليوم.

منذ الفاتح من ماي 1945، عيد العمال، بدأ الجزائريون في التحضيرات للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية ونهاية الحرب العالمية الثانية التي طالما انتظرها العالم وانتظرها الجزائريون أكثر، كونهم كانوا أكثر من كان يتوق إلى الحرية من غيرهم، ومنهم من كانوا يحتلون ويستعمرون البلد منذ 1830.

بدأت منذ 1 ماي، التحضيرات للاحتفالات من طرف حزب الشعب وكل القوى الجزائرية بمن فيهم أصحاب البيان الذين كانوا يراهنون على “الديمقراطية” والاندماج كسبيل لتحقيق بعض الحقوق للجزائريين. هذا الوهم الذي تلاشى في بضع ساعات من القمع الذي أهدر دم نحو 45 ألف جزائري، لا ذنب لهم إلا أنهم تظاهروا بالأعلام الوطنية فرحا بفوز العالم على النازية وفرحا بدنوّ وفاء فرنسا بوعودها في إعطاء الجزائريين حقهم في الحرية لقاء ما قدموه من تضحيات في الحرب الكونية على جبهات القتل مع المستعمر، في سبيل تحقيق نصر الحلفاء، ومنهم فرنسا المحتلة، التي غزتها ألمانيا الهتلرية.

قوبل الوعد بالوعيد، وبتقتيل المتظاهرين السلميين. لم يسلم أحد لا من أنصار حزب الشعب ولا من أنصار أحباب البيان.

رد فعل لم يكن أحد يتوقعه.. لا فرنسا ولا حتى أحباب البيان الذين فتنوا قبل أن يبهتوا بقوة رد فعل فرنسا الإجرامي في حق أبناء الشعب وأبناء المنطقة التي أنجبت وأنبتت زعيم تيار الاندماج فرحات عباس.. سطيف. فرحات عباس الذي سيتجذّر موقفة من فرنسا على وقع هذه المجزرة ويتغير موقفه بشكل جذري.

الشهداء في سطيف وقالمة وخراطة.. كانوا بالآلاف، ولكن أيضا في العديد من المناطق الأخرى شرقا وغربا ووسطا.. الدم الجزائري المهدور سال في كل ربوع الوطن.. مجرة إنسانية وإبادة جماعية لن تنمحي من الذاكرة الجزائرية أبدا..

تعود اليوم هذه الذكرى الأليمة والشعب الجزائر يرافع من أجل إبقاء هذه الذكرى النقطة السوداء في ملف الذاكرة مع فرنسا، جنبا إلى جنب مع التجارب النووية وجرائم الحرب وجرائم الإبادات الجماعية التي اقترفتها أيادي البطش والاحتلال في حق الجزائريين طيلة 132 سنة.

نقطة سوداء في ثوب اسودّ من كثر نقاط السواد، التي لطخت الثوب الأبيض عبر سنوات الدم والدخان.. ذكرى 8 ماي.. التي لا يزال ساسة فرنسا يقرؤونها بعين نصف مغلقة.. نعم.. ولكن…Oui mai…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!