-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ألواح في المساجد

عمار يزلي
  • 2463
  • 4
ألواح في المساجد

قبل أيام، دخلت المسجد للصلاة كالعادة، فإذا بي وللمرة الثالثة على التوالي أجد أمامي شابا وهو يقرأ القرآن على “طابليت” وبجواره 60 مصحفا بستين حزبا مركونة على رفوف المسجد! قلت في نفسي”الأمارة بالسوء”: لماذا الطابليت في المسجد؟ صحيح أنه لا حرج، لكن، في حضور المصاحف، لماذا”نضطر” لقراءة القرآن على الطابليت؟ ألا توجد طريقة غير هذه الطريقة؟ لا أريد أن أسمي هذه الأشياء بدعا، لأن قراءة القرآن، لا تحدد بطريقة ولا بآلية، غير الضوابط الشرعية، فهمت من هذه الظاهرة (التي قد تنتشر) أن المسألة لا تعدو”عجبا” وتفاخرا ومحاولة ظهور! وهذا أصل ما يفسد للمسلم إيمانه: التكبر والمراءة التي قد تؤدي إلى النفاق والعياذ بالله.

نمت، وفي نفسي حسرة، لأجد نفسي في وضع أصعب بذلك بكثير! فالمسجد الذي تعوّدت أن أصلي فيه، قد غزته الآلات التكنولوجية: شاشات كبيرة لمتابعة خطبة الإمام و”الويفي” والأنترنت ..! في المسجد! (حتى التلفزيون موجود!) والناس يتابعون خطبتي الإمام من على المنبر، على المباشر ضمن شبكة اتصال داخلية. الغريب، أني كنت أرى الإمام هو الآخر يقرأ الخطبة من “طابليت”!: كان يقرأ كالعادة خطبة معدة ومرسلة إليه على عنوانه الإلكتروني الذي فتحته قبل الخطبة بقليل.. الدليل أنه لم يكن يقرأ جيدا .. وطريقة قراءته كانت كقراءة تلميذ في الصف الابتدائي لنص في الصف النهائي: أيها المؤمنون..نحمد الله على النغم.. آآه.. على النعم..ونشكره حق شكره..ونعوذ بالله من..(وانقطعت الأنترنت وراح يضيف كمن يحدث نفسه والناس تسمع وترى)..راحت “لاكونيكسيون..الديبي راه طايح!..”

في هذا الوقت..وبعد انتظار غير طويل، ريثما فتح الخطبة من جديد، كان أحدما يريد أن يدخل على الخط، فنسمعه يقول دائما مخاطبا نفسه والناس ترى وتسمع:

“شكون هذا اللي راه “يبيبي”؟..ياك رانا في الصلاة!..تفوه على الناس كي ما تحشمش! غادي نبلع له جده.. نديره “سيلانسيو”..أيها الناس..اتقوا الله..واسألوه المغفرة من كل..من كل..من كل..! آالو.. ألو… راني نخطب.. راني في الصلاة.. من بعد..من بعد..صحة… نجيب لك البصلة والزعفران..! واش آخر؟ اللبن..؟ صحة صحة..(ثم نسمعه يقول مع نفسه)..”بلعت النميرو الأول ..يهدروا معيا في النيمرو الزاوج..حتى هو نبلع جد يمات يماه…! ما يخلوكش تصلي في خاطرك..! ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير…! “شكون هذا عاود ثاني اللي يطلب مني”البارطاج”..؟ وين نعرفك أنت..غاديك!..روح وسعني”..! ربنا وآتنا ما وعدتنا..على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة.. إنك لا تخلف الميعاد.

وأفيق من نومي وأنا أعلق: ما نضنش إذا دعوتك مستجابة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • جزائري

    اليوم فهمتك، استاذ.

  • redouaneabdellah

    راك كبير.

  • بدون اسم

    الله يهدينااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

  • السي روكو

    وحد الإمام من أئمة السي سيبي كيما صاحبك مول الطابليت جاء متأخرا وما نسى الخطبة المرسلة إليه فالدار، اجبد وحدة من الارشيف وراح يقرا:
    أيها المؤمنون إن الزّناطِِمَ وَ الرَّباعِـمَ وهو لا يدري ان الأمر يتعلق بالزنا الذي أصاب المجتمع بطامة والربا الذي أصبح عاما فظن أن الكلمتين بعد( إن )هما (الزَّناطِمَ ) و (الرّباعِِمَ) وهما كلمتان غير موجودتين أصلا إلا في قاموس هذا الإمام الذي تصر الحكومة على تفضيل أمثاله على ذوي الكفاءة لإمامة الناس .