-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أي مستقبل للاحتجاجات الشعبية في العالم؟

أي مستقبل للاحتجاجات الشعبية في العالم؟
ح.م

حسب وسيلة تعقب الاحتجاجات العالمية Global Protest Tracker التي تعتمدها مؤسسة كارنجي، فإن عدد الاحتجاجات التي عرفها العالم ما بين سنتي 2017 و2020 بلغ 142 احتجاج شعبي. وفي سنة 2020 وحدها أحصت المؤسسة 16 دولة بها احتجاجات شعبية، ثلاث منها متواصلة منذ سنة 2019 في كل من (لبنان والعراق والشيلي).

أما من حيث طبيعة هذه الاحتجاجات فقد أحصت المؤسسة لهذه السنة، 7 ذات أسباب سياسية (بلاروسيا، اثيوبيا، جمهورية الكونغو، بوليفيا، البرازيل، الكيان الصهيوني، الولايات المتحدة)، و5 ذات أسباب اقتصادية سياسية فضلا عن علاقتها بالرشوة (العراق، مالي، ليبيا، روسيا، الشيلي)، واحتجاجين 2 نتيجة سبب مشترك اقتصادي ـ سياسي (تايلاندا، السودان)، ودولة واحدة عرفت احتجاجات لأسباب اقتصادية فقط (تونس)، ودولة واحدة عرفتها لأسباب لها علاقة بالرشوة فقط (بلغاريا). وأشارت الإحصائيات الصادرة عن وسيلة التعقب المذكورة، أن 10 احتجاجات من مجموع ما عرفته سنة 2020 أخذت “كورونا” عنوانا لها في كل من (كولومبيا، الإكوادور، روسيا، الأرجنتين، البرازيل، ألمانيا، الكيان الصهيوني، صربيا، اسبانيا، الولايات المتحدة).

أما من حيث طبيعتها السلمية أو العنيفة فقد أحصت المؤسسة في ذات الفترة 42 احتجاجا ساده العنف من مجموع الاحتجاجات، أي أن أكثر من ثلثها خرجت عن الطابع السلمي.

والقراءة الأولية لهذا التعقب العالمي للاحتجاجات تُبيِّن أن الأسباب السياسية هي الأكثر دفعا لثورة الجماهير، تليها في المرتبة الثانية الأسباب الاقتصادية المرتبطة بالرشوة، أما الرشوة وحدها فغير كافية لإثارة الاحتجاجات، وكذلك الأوضاع الاقتصادية وحدها هي الأخرى غير كافية لإثارة الاحتجاجات..

وفي مقام ثان بيَّنت هذه الإحصائيات أن الاحتجاجات الشعبية ليست مقتصرة على فئة من البلدان دون الأخرى. فقد مست الدول الديمقراطية كما الدول الشمولية، ذات الطبيعة المركزية والفدرالية، ذات الكثافة السكانية وقليلة العدد، الغنية والفقيرة، المتقدمة اقتصاديا والمتخلفة. أي أن ظاهرة الاحتجاجات ما فتئت تُصبح ظاهرة عالمية لها علاقة بارتفاع  حدة الترابطات الكونية نتيجة كثافة الشبكات المختلفة.

ولذلك نجد أن المؤلفة والصحفية روبين رايت Robin Wright، كتبت في مقال صدر لها في جريدة “النيويوركر” بعنوان  “قصة عام 2019: احتجاجات في كل ركن من أركان العالم”:عندما يعود المؤرخون إلى عام 2019، لن تكون الاضطرابات التي تحيط بدونالد ترامب هي قصة العام، إنما هو تسونامي الاحتجاجات التي اجتاحت ست قارات ومست كلا من الديمقراطيات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية القاسية”… بما يعني أننا نعيش اليوم في ظل وضع عالمي متميز بأساليبه في التعبير والاحتجاج، وعلينا التكيف مع ذلك من خلال القراءة العميقة للأسباب والنتائج ومقارنة التجارب بعضها ببعض، وخاصة معرفة ما الذي ترك واحدا من بين كل  3 احتجاجات شعبية يتحول إلى العنف، ثم معرفة كيف نجعل من الاحتجاجات من خلال التحكم في مدتها وتوقيتها مستقبلا، وسيلة للتحسين المستمر والبناء،  خاصة أننا نأمل في غد أفضل ولدينا كل مقومات النجاح لتحقيق ذلك…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن الجبل

    الحمد لله ، البلاد اللي مافيهاش مشاكل ماشي بلاد ..!! ذكرت الكثير من البلدان ولم تذكر الجزائر . وكأن بلادنا لا تقع في احدى القارات الخمس ، ولم تقع بها احتجاجات سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية !!.وكأن بلادنا تسكنها ملائكة ، لا ياكلون ولايشربون...ولا يتغوطون !!!

  • امرك عجيب

    و في الجزائر احتجاجات سلمية و حراك سلمي و رد فعل عنيف من النظام ..ايعقل هذا و نحن ندغدغ الشعب باننا سنبني جزائر جديدة ونسوا بان الشعب يعيش فوق الحديدة