رياض محرز في مباراة مفخّخة أمام ليون سهرة السبت

يكتمل عقد المتأهلين لنصف نهائي رابطة أبطال أوروبا سهرة السبت بمباراة ليون الفرنسي أمام مانشستر سيتي، التي ينتظرها الجزائريون لمتابعة نجمهم رياض محرز المرشح للعب كأساسي أو على الأقل لمدة طويلة منذ بداية الشوط الثاني، وهذا لخصوصية المباراة التي سيكون فيها مانشستر سيتي مطالبا بصنع اللعب والتسجيل منذ بداية المباراة لتفادي عثرات كانت تُخرج مانشستر سيتي من أدوار مُبكّرة من المنافسة بالرغم من أنه كان مرشحا للظفر بلقبها على الأقل خلال المواسم الثلاثة السابقة، أو في عهد غوارديولا.

مباراة مفخخة ولن تكون سهلة لرفقاء محرز، لأن الخصم ذوّق منافسيه المرّ في مباراتين لعبهما بعد كورونا أمام باريس سان جيرمان وجوفنتوس، حيث يُحسن الدفاع والهجمات المرتدة، مع حارس برتغالي لوبيز بدا جاهزا لأي مهاجم كما فعلها في وجه نايمار ورونالدو، أما السيتي فهو يفكر ربما في المنافس القادم أكثر من ليون الذي يرى البعض بأن تجاوزها مسألة وقت ليس أكثر.

إمكانية إشراك رياض محرز كأساسي ممكنة لعدة اعتبارات، أولها أن فودن السريع لم يظهر بوجه طيب في مبارة ريال مدريد، وهو لاعب يُعتمد عليه في الهجمات المرتدة بسبب سرعته، كما أن غوارديولا يريد لاعبين ينهون المواجهة بالضغط العالي منذ البداية عكس المباراة السابقة، وهو يمتلك لاعبا مرتاحا بدنيا، ومطلوب منه بأن يسمّر قدميه في المنافسة التي لم يبق منها سوى ثلاث مباريات قبل تحقيق حلم أنصار النادي السماوي، ناهيك عن كون محرز يعرف الكرة الفرنسية ومعظم نجوم ليون، وبإمكانه تقديم الإضافة لفريقه.

رياض اختار إنجلترا وتقمّص ألوان فريق كان يصارع في الدرجة الثانية من أجل الصعود. وبمجرد تألقه والصعود إلى الدرجة الأولى وصله عرض لاستعادته من فريق لوهافر، ولكن رياض قرّر بأن لا يعود إلى فرنسا لاعبا، فأمضى سنة أولى في الدوري الإنجليزي الممتاز مجنونة بكل المقاييس، حيث كان الفريق على حافة السقوط، وفقد الأمل عندما كان غارقا على بعد 10 نقاط من فرق الظل التي ضمنت بقاءها، وراح الفريق في سلسلة انتصارات داخل وخارج الديار إلى أن نجا من السقوط بطريقة وصفت بالنادرة وغير المسبوقة في عالم الكرة. وفي الموسم الثاني مع الكبار قام ملّاك النادي بانتداب المدرب الإيطالي العجوز رانييري، وبدأت أجمل مغامرة سجل فيها محرز 17 هدفا وصنع 10 أهداف وتوّج لاعب السنة في إنجلترا كما توّج فريقه في مفاجأة القرن بالدوري الممتاز بفارق 10 نقاط عن أرسنال.

وشاءت الأقدار أن يلاقي ليون للمرة الثالثة بعد أن خسر أمامه الموسم الماضي في عقر الديار في مباراة دخلها محرز احتياطيا، ويتعادل في الثانية في ليون وكان أساسيا وهو من قدّم هدف التعادل للأرجنيتي آغويرو.

لم يتردد رياض محرز في كل مرة في وصف الدوري الفرنسي بالضعيف مقارنة بالدوري الإنجليزي، ولم يتأسف أبدا لتركه فرنسا وأكيد أنه لو بقي فيها ما عرف الشهرة التي يعرفها حاليا وربما بقي في أندية مغمورة ولم ينل حتى فرصته للعب للخضر. فوز مانشستر سيتي أمام ليون سهرة اليوم محتمل، وسيجعل رياض يصل لنصف نهائي رابطة الأبطال لأول مرة، وقد يعوّل المدرب غوارديولا عكس مباراة ريال مدريد، على رياض محرز الذي يمتلك خبرة لا بأس بها في مقارعة الأندية الفرنسية والفوز عليها أيضا.

سبق لمحرز وأن لعب في الدوري الفرنسي منذ سنة 2010 مع نادي لوهافر ولكنه بقي في الفريق الرديف لموسمين، وعندما صعد للفريق الأول لم يلعب سوى 379 دقيقة فقط، ثم أعيد إلى الفريق الرديف، ولم يلعب بانتظام مع الفريق الأول إلا في موسم 2012 _ 2013 حيث سجل أربعة أهداف، خلال 2012 دقيقة، وبرغم مشاركاته القليلة في الموسم الموالي وتسجيله هدفين فقط، إلا أن فريق ليستر خطفه من فرنسا فغادر في جانفي 2014 ففتحت في وجهه أبواب المجد فكان ضمن المسافرين إلى البرازيل للمشاركة في المونديال مع الخضر ونال لقب أحسن لاعب والدوري مع ليستر، وانتقل إلى فريق عالمي تحت إشراف أحسن مدرب في العالم، وتوج بـ”الكان” قائدا لمنتخب بلاده، وقد يفعلها هذا الموسم مع مانشستر سيتي بالتتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا.
ب.ع