أويحيى وسلال وبقايا “العصابة” يسرقون النجومية من “الخضر” عشية الكان

قد تكون كأس أمم إفريقيا المقبلة، في نسختها الـ32، والتي ستنطلق في مصر بتاريخ الـ22 من شهر جوان وتدوم إلى غاية الـ19 من شهر جويلية القادم، أول عرس كروي إفريقي يمر مرور الكرام على الجزائريين من دون إيلاء أي اهتمام للمسابقة القارية التي كانت على مر الزمن الشغل الشاغل لكل الشعب الجزائري، على اعتبار أن الجزائريين ومنذ تاريخ الـ22 من فيفري الفارط، باتوا منشغلين بأوضاع البلاد، وما يطغى على الساحة السياسية من “هزات” تلو الأخرى، وذلك من خلال تنظيم “مسيرات سلمية” كل يوم جمعة للمطالبة برحيل بقايا النظام السابق، ومن ثم بناء جزائر جديدة بنظرة تطلعية وأسس متينة وأفاق مستقبلية واعدة.

“الشروق” أبت إلا أن تقوم بجولة استطلاعية وسط المتظاهرين في الجمعة الـ17 عشية انطلاق “الكان”، حيث رصدت آراء المواطنين وتكهناتهم بشأن ما سيقدمه المنتخب الجزائري في “الكان” التي ستدور في بلاد “الفراعنة”، غير أن الآراء كانت متضاربة، ولو أن القاسم المشترك هو أن النسخة الـ32 من كأس أمم إفريقيا ستكون “لا حدث” بالنسبة للجزائريين.

كأس إفريقيا “تروح وتولي”.. الجزائر إذا راحت “باي باي”

كانت الجمعة الـ17 من مسيرات الجزائريين “مميزة” هذا المرة، على اعتبار أنها كانت الأولى بعد سجن رئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، حيث واصل المتظاهرون هذه المرة المطالبة بالقبض على بقية المتهمين والمتورطين في قضايا الفساد، حاولنا من خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها في شوارع العاصمة، من ساحة أول ماي إلى البريد المركزي رصد آراء الجزائريين عشية انطلاق العرس الكروي الإفريقي، غير أن المفاجأة كانت “صادمة” عندما سألنا العديد من المتظاهرين عن تاريخ إنطلاق كأس إفريقيا وأين ستنظم وكذا عن المنتخبات التي ستواجه المنتخب الجزائري في البطولة القارية، ما يؤكد أن الجزائريين حقا باتوا منشغلين بأوضاع البلاد، ويجهلون جديد منتخب بلادهم، غير الإجابة الشافية والكافية كانت من أحد الشباب الذي لم يتعد الثلاثين عندما قال لنا وبالحرف الواحد “اعلموا أن كأس أمم إفريقيا “تروح وتولي” كل عامين.. لكن الجزائر إذا راحت ودمرت “باي باي”، في إشارة منه إلى أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد أولى وأهم من “الكان” التي نتحدث عنها.

“الحراك” طغى على يوميات الجزائريين و”الكان” لا حدث

وفي محاولة من “الشروق” لوضع المتظاهرين في الصورة قبل أيام قلائل من ضربة إنطلاق “الكان” على أرض “الكنانة”، وما يخص تحضيرات المنتخب الوطني الجارية في قطر والمباريات الودية التي يجريها زملاء محرز استعدادا للمنافسة القارية وكذا المنافسين للمنتخب الوطني في المجموعة الثالثة، لمسنا عدم تجاوب غالبية المتظاهرين الذين اختلفت تعليقاتهم بخصوص الكأس الإفريقية، غير أن التعليق الذي لخص كل شيء كان من أحد المتظاهرين في العقد الرابع، والذي كان يرتدي بدلة رياضية للمنتخب الوطني، وهو الأمر الذي دفعنا للاقتراب منه، غير أنه صدمنا عندما رد علينا بالحرف الواحد “عن أي كأس إفريقيا تتحدثون.. كأس إفريقيا تجري هنا في شوارع الجزائر منذ قرابة الـ4 أشهر.. واللقب سنجنيه بعد رحيل كل فلول النظام السابق”.

أويحيى وسلال وبن يونس وطرطاق وتوفيق والسعيد وحداد في تعداد “الخضر”

استخف المتظاهرون بالوزراء السابقين والمسؤولين السامين الذين يقبعون وراء قضبان مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، حيث تدخل أحدهم بإلحاح منه، مؤكدا أنه يود الحديث عن تعداد المنتخب الوطني الذي سيسافر إلى مصر لتمثيل المنتخب، وكذا اللاعبين الذين سيتركون بصمتهم في كأس إفريقيا القادمة، غير أننا تفاجأنا عندما أكد لنا أن إدراج اسمي عمارة بن يونس و”السعيد” في التشكيلة الأساسية لم يكن صائبا، داعيا مدرب “الخضر” لضرورة مراجعة حساباته قبل أول مباراة، التي يجهل متى ستكون ومع من ستلعب، وذلك من خلال الاعتماد على رئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال في وسط الميدان الدفاعي لاسترجاع الكرات، مفضلا في ذات الوقت الزج بالتوفيق وكذا بشير طرطاق في الخط الهجوم، دون نسيان حماية عرين “الخضر” الذي يرى أن علي حداد الأفضل للقيام بذلك، كما وجه ذات الشاب نداء خاصا لرئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الذين زطشي، طالبا منه ضرورة ترك القائمة الموسعة مفتوحة، كون هناك لاعبين جدد سيلتحقون بزملائهم السابقين في إشارة إلى الزج بمسئولين آخرين جدد وراء قضبان سجن الحراش في الأيام القادمة.